حقق الهلال فوزًا مهمًا أكد به مكانته كأحد أبرز المنافسين على لقب دوري روشن السعودي، بعدما حسم مواجهة الكلاسيكو أمام الاتحاد بهدفين دون رد، في مباراة احتضنها ملعب الإنماء في جدة مساء الجمعة، ضمن الجولة السادسة من موسم 2025-2026.
إقرأ ايضاً:موجة تصحيح متوقعة.. سوق الذهب يشهد أداءً قياسياً وخبراء يترقبون فرص دخول جديدة"رئاسة الحرمين" تعلن عن برنامج دروس علمية لتعزيز الفهم الصحيح لمناسك الحج والعمرة
دخل الهلال اللقاء بثقة كبيرة بعد سلسلة من النتائج الإيجابية، فيما سعى الاتحاد لاستعادة توازنه أمام جماهيره، إلا أن الكفة مالت سريعًا لصالح الفريق الأزرق الذي فرض أسلوبه على مجريات اللعب منذ الدقائق الأولى.
اعتمد الهلال على أسلوب الضغط العالي والسيطرة على وسط الميدان، مستفيدًا من تحركات سالم الدوسري وماركوس ليوناردو، في حين اكتفى الاتحاد بمحاولات مرتدة لم تشكل خطورة حقيقية على مرمى المعيوف.
وجاء التقدم للهلال بطريقة غير متوقعة، حين حول لاعب الاتحاد محمودو دويمبا الكرة بالخطأ في مرماه عند الدقيقة الحادية والأربعين، مانحًا الضيوف التقدم في توقيت مثالي قبل نهاية الشوط الأول.
أربك الهدف حسابات الاتحاد، وبدت علامات التوتر واضحة على لاعبيه الذين فشلوا في العودة إلى أجواء اللقاء مع بداية الشوط الثاني، بينما واصل الهلال ضغطه بثقة عالية.
وفي الدقيقة السابعة والخمسين، ترجم ماركوس ليوناردو أفضلية الهلال بهدف ثانٍ بعد تمريرة متقنة من ميشائيل، ليؤكد تفوق الزعيم ويصعب مهمة العميد في العودة للمباراة.
حاول الاتحاد تقليص الفارق عبر محاولات هجومية بقيادة رومارينيو وحمدالله، إلا أن التنظيم الدفاعي المحكم للهلال حرمهم من أي فرصة حقيقية لهز الشباك.
ظهر انسجام واضح بين خطوط الهلال، خاصة في الوسط الدفاعي، حيث قدم روبن نيفيز أداءً لافتًا في قطع الكرات وتنظيم اللعب، مما منح الفريق توازنًا كبيرًا في التحول من الدفاع إلى الهجوم.
كما برزت فعالية الهلال في الاستحواذ والسيطرة، إذ نجح في فرض إيقاعه طوال فترات اللقاء، ليحسم المباراة بأقل مجهود مع الحفاظ على نظافة شباكه للمرة الثانية هذا الموسم.
من جانبه، بدا الاتحاد متأثرًا بغياب بعض عناصره الأساسية، إضافة إلى التراجع البدني الذي عانى منه لاعبو الفريق في الشوط الثاني، مما أفقدهم القدرة على مجاراة النسق العالي للهلال.
وبهذا الفوز، رفع الهلال رصيده إلى أربع عشرة نقطة في المركز الثالث بجدول الترتيب، ليواصل الضغط على النصر والأهلي في الصدارة، مؤكدًا أنه لا ينوي التفريط في سباق المنافسة.
أما الاتحاد، فتجمد رصيده عند عشر نقاط في المركز السابع، ليتلقى خسارته الثانية هذا الموسم، ويبدأ مرحلة من المراجعة الفنية قبل مواجهة الجولة المقبلة.
جاء هذا الانتصار ليؤكد جاهزية الهلال للمنافسة على جميع الجبهات، إذ يظهر الفريق تحت قيادة مدربه البرتغالي خورخي جيسوس بتكامل واضح بين عناصر الخبرة والشباب.
في المقابل، أثار أداء الاتحاد قلق جماهيره التي طالبت بتحسين الجانب الدفاعي، خصوصًا بعد الأخطاء الفردية التي كلفت الفريق نقاطًا ثمينة في الجولات الأخيرة.
وأكدت المباراة استمرار تفوق الهلال في الكلاسيكو خلال المواسم الأخيرة، إذ حافظ على سجله الإيجابي أمام الاتحاد، سواء في الدوري أو كأس الملك، في دلالة على ثبات المنظومة الزرقاء.
كما أعادت النتيجة النقاش حول جاهزية الاتحاد للمنافسة على اللقب، في ظل تذبذب مستواه وتراجع نتائجه أمام الفرق الكبرى، وهو ما يضع الجهاز الفني أمام اختبار حقيقي.
من جهة أخرى، حظي الفوز باحتفاء واسع من جماهير الهلال التي امتلأت بها مدرجات ملعب الإنماء، حيث رفعت شعارات الفخر بعودة “الزعيم” إلى موقعه الطبيعي في سباق القمة.
بهذا الأداء المتصاعد، يبدو أن الهلال يسير بخطى ثابتة نحو موسم استثنائي، يجمع فيه بين الصلابة الدفاعية والفاعلية الهجومية، مما يعزز آماله في استعادة لقب الدوري السعودي.