أكد الناقد السينمائي أحمد العياد أهمية الصدارة التي تحققها الأفلام السعودية في شباك التذاكر خلال السنوات الأخيرة، معتبرًا أن هذا النجاح يعكس التحول الثقافي والفني العميق الذي تشهده المملكة ضمن مسيرة التطوير الشامل في قطاع الترفيه.
إقرأ ايضاً:كيف تواصل العُلا تعزيز اقتصاد التمور وتطوير قطاعها الزراعي؟افحص مبكرًا.. وشارك في «نوفمبر الأزرق» لحياة أكثر توازنًا وصحة
وأوضح العياد في مداخلة تلفزيونية عبر قناة الإخبارية أن وصول الأفلام السعودية إلى المراتب الأولى من حيث الإيرادات ليس صدفة، بل نتيجة تراكم خبرات وتخطيط مدروس من قبل الجهات المعنية بصناعة السينما المحلية.
وأشار إلى أن هذه الصدارة تؤكد إقبال الجمهور السعودي المتزايد على مشاهدة الإنتاج المحلي، وهو ما يعكس ثقة المشاهد بالمحتوى الوطني وجودته الفنية والتقنية العالية.
وبيّن أن السنوات الأخيرة شهدت قفزة نوعية في مستوى الإنتاج السينمائي، سواء من حيث النصوص أو الأداء أو التصوير، الأمر الذي جعل الأفلام السعودية تنافس بقوة في السوقين المحلي والعربي.
ولفت العياد إلى أن هذا التطور لم يكن ليتحقق لولا الدعم الواسع الذي يقدمه قطاع الثقافة وهيئة الأفلام ضمن رؤية السعودية 2030، التي جعلت من السينما إحدى ركائز صناعة الترفيه والإبداع.
وأضاف أن المملكة اليوم تمتلك منظومة إنتاج متكاملة تضم مخرجين وكتابًا وممثلين شبابًا، استطاعوا أن يقدموا أعمالًا تعبّر عن هوية المجتمع السعودي وتواكب في الوقت نفسه المعايير العالمية.
وأكد أن شباك التذاكر السعودي أصبح اليوم صاحب العائد الأكبر في العالم العربي، متفوقًا على أسواق كانت تقليديًا في الصدارة مثل مصر والإمارات، وهو مؤشر على نضج السوق المحلي واتساعه.
وأشار إلى أن الدعم الحكومي لا يقتصر على تمويل الإنتاج، بل يشمل مبادرات لتخفيض أسعار التذاكر وتوسيع انتشار دور السينما في مختلف المناطق، مما يتيح للجمهور فرصة أكبر للوصول إلى الأفلام المحلية.
وأوضح العياد أن الحراك السينمائي في المملكة يسير بخطى متسارعة، حيث تشهد كل سنة زيادة في عدد الأفلام المنتجة والمهرجانات المنظمة والمساحات المخصصة للعروض المستقلة.
ويرى أن هذه الديناميكية تعكس وعيًا متناميًا بأهمية السينما كقوة ناعمة تساهم في تشكيل الصورة الثقافية للمملكة في الخارج، وتعزز حضورها في المحافل الدولية.
كما أشار إلى أن صناع السينما السعوديين بدأوا يترجمون القصص المحلية إلى لغة بصرية عالمية، ما جعل أفلامهم تلقى اهتمامًا متزايدًا في المهرجانات الإقليمية والدولية.
وبيّن أن هذا الحضور المتصاعد يمنح الصناعة المحلية بعدًا اقتصاديًا وثقافيًا مزدوجًا، إذ تسهم في خلق فرص عمل جديدة وتحفز الاستثمارات في مجالات التقنية والإنتاج الفني.
وأكد أن التحولات السينمائية الجارية ليست مؤقتة، بل تمثل مرحلة تأسيس حقيقية لصناعة سينما وطنية مستدامة تمتلك أدواتها وبنيتها التحتية المتكاملة.
وأضاف أن تفاعل الجمهور الكبير مع الأعمال السعودية يعكس تغير الذائقة العامة واتجاهها نحو تقدير الإنتاج المحلي، بعد أن كان الاعتماد في السابق شبه كامل على الأفلام الأجنبية.
واعتبر العياد أن هذا الوعي الجماهيري يشكل دافعًا قويًا للمبدعين السعوديين لتقديم أعمال أكثر جودة وتنوعًا، مما يعزز التنافس الإيجابي داخل الصناعة.
وأشار إلى أن ما يحدث اليوم في السينما السعودية يتجاوز حدود الترفيه، ليصبح جزءًا من التحول الثقافي والاجتماعي الذي تعيشه المملكة في مختلف المجالات.
وختم حديثه بالتأكيد على أن المستقبل السينمائي في السعودية واعد للغاية، خاصة في ظل استمرار الدعم الرسمي وتنامي الخبرات المحلية التي تقود القطاع بثقة نحو العالمية.