تسابق الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة الزمن لتطوير منظومتها الأكاديمية بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، إذ تضع نصب عينيها هدفًا واضحًا يتمثل في الارتقاء بجودة التعليم والبحث العلمي، وتعزيز حضورها كمؤسسة وطنية ذات تأثير أكاديمي وعلمي يتجاوز حدود المملكة.
إقرأ ايضاً:"خالد أبو إبراهيم" يحذر أصحاب المنشآت: لا تقعوا في هذا "الفخ الإلكتروني" القاتل!التأمينات الاجتماعية تعلن مفاجأة إجرائية .. سر الطلب الذي لا يمكن للمشترك التراجع عنه
وفي سياق توجهها الاستراتيجي، أكدت الجامعة أن خططها الجديدة لا تقتصر على تحسين الأداء الإداري أو الأكاديمي، بل تمتد لتأسيس منظومة شاملة تعيد تعريف العلاقة بين الطالب والمعرفة، عبر أدوات رقمية وبرامج تعليمية متقدمة تواكب متطلبات العصر.
ويأتي تطوير منظومة الدراسات العليا في مقدمة أولويات الجامعة، إدراكًا منها لأهمية هذا القطاع في رفد المجتمع بالكفاءات البحثية المؤهلة، وتمكين الطلبة من امتلاك مهارات التفكير النقدي والتحليل العلمي والابتكار المنهجي الذي يحقق أهداف التنمية الوطنية.
وتسعى الجامعة إلى تحويل منظومة الدراسات العليا إلى بيئة محفزة للإبداع، تعتمد على أحدث النظم الأكاديمية العالمية، وتفتح المجال أمام الباحثين لخوض تجارب بحثية متنوعة تعالج قضايا محلية وعالمية من منظور علمي رصين.
وفي هذا الإطار، تعمل الجامعة على تفعيل الشراكات البحثية والأكاديمية مع مؤسسات علمية مرموقة داخل المملكة وخارجها، بما يسهم في تبادل الخبرات والمعرفة، ويعزز حضور الجامعة في المشهد العلمي الدولي.
كما تضع الجامعة التحول الرقمي في صميم خطتها التطويرية، من خلال رقمنة إدارة الدراسات العليا، وتسهيل العمليات الأكاديمية عبر أنظمة إلكترونية ذكية تضمن الكفاءة والشفافية وتسرع من إنجاز المعاملات الأكاديمية.
وترى الجامعة أن التحول الرقمي ليس مجرد تحديث تقني، بل هو نقلة فكرية تعيد بناء الثقافة الأكاديمية حول قيم السرعة والإتقان والتفاعل، بما يعزز مكانتها في قائمة الجامعات الرائدة في الابتكار الأكاديمي والإدارة الذكية.
وتتجه الجامعة كذلك نحو استحداث برامج بينية ونوعية تجمع بين تخصصات مختلفة، بهدف تلبية احتياجات سوق العمل وتقديم حلول علمية مبتكرة لتحديات التنمية في مختلف القطاعات.
ويشكل دعم التميز البحثي محورًا رئيسيًا في رؤية الجامعة الجديدة، إذ تحفز أعضاء هيئة التدريس والباحثين على النشر في مجلات علمية ذات تأثير عالمي، لضمان حضور علمي مؤثر يعكس جودة البحث الأكاديمي السعودي.
كما تسعى إلى بناء منظومة دعم متكاملة للمواهب البحثية، بدءًا من اكتشاف الباحثين الواعدين مرورًا برعايتهم أكاديميًا وماديًا، وانتهاءً بتمكينهم من قيادة مشاريع علمية وطنية ودولية.
وتولي الجامعة أهمية خاصة لاستقطاب الكفاءات الدولية المتميزة، إيمانًا بأن التنوع الثقافي والمعرفي يشكل بيئة خصبة للإبداع والتبادل الفكري، ويسهم في رفع مستوى التعليم والبحث.
وفي المقابل، تعمل على تطوير برامج خاصة لرعاية الموهوبين من أبناء الوطن، لتمكينهم من المساهمة الفاعلة في بناء المستقبل العلمي والاقتصادي للمملكة بما ينسجم مع مستهدفات الرؤية.
ولا يقتصر الطموح على الداخل الجامعي فحسب، بل يمتد إلى بناء جسور تعاون مع المؤسسات البحثية والتنموية في المنطقة والعالم، لربط البحث العلمي باحتياجات المجتمع ومشاريعه الكبرى.
وتسعى الجامعة من خلال هذه الخطوات إلى جعل الدراسات العليا محركًا رئيسيًا للتنمية، يسهم في إيجاد حلول علمية للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تواجه العالم المعاصر.
وتؤكد أن الارتقاء بموضوعات الرسائل العلمية يمثل جزءًا أساسيًا من مسؤوليتها الأكاديمية، إذ توجه الباحثين لاختيار موضوعات تخدم قضايا التنمية المستدامة وتواكب التحولات العالمية في المعرفة.
وتنظر الجامعة إلى هذه التحولات بوصفها استثمارًا في الإنسان أولًا، إذ تؤمن بأن جودة التعليم والبحث هما الركيزتان الأساسيتان لأي نهضة وطنية مستدامة تحقق تطلعات القيادة والمجتمع.
وتأتي هذه الجهود في إطار تنافسي عالمي تشهده الجامعات السعودية عمومًا، حيث تتسابق المؤسسات التعليمية نحو تعزيز مكانتها في التصنيفات الدولية من خلال الابتكار والتعاون والشراكات البحثية.
وتختتم الجامعة الإسلامية خطتها بالتأكيد على أن مسيرة التطوير ليست مشروعًا مؤقتًا، بل رؤية مستمرة تهدف إلى بناء جامعة عالمية الهوية، وطنية الرسالة، تسهم بفاعلية في صناعة المستقبل العلمي للمملكة.