وزارة البلديات والإسكان.
البلديات تحسم ملف السلامة المهنية .. إجراءات غير مسبوقة تُفرض على المقاولين ابتداءً من اليوم!
كتب بواسطة: احمد باشا |

تطرح وزارة البلديات والإسكان رؤيتها المحدثة لتنظيم مواقع التشييد في المملكة، حيث أطلقت دليلًا تفصيليًا عبر منصة استطلاع يهدف إلى رفع جودة البناء وتعزيز معايير السلامة المهنية، وذلك في إطار التوجه الوطني المرتبط برؤية 2030 الذي يسعى لتحسين بيئة المدن والتنمية الحضرية.
إقرأ ايضاً:تحت رعاية خادم الحرمين .. انطلاق مؤتمر ومعرض الحج تحت شعار من مكة إلى العالمرسميا.. الشباب يوضح حقيقة قرار فيفا بشأن بوشان ويؤكد قرب رفع المنع عن التسجيل

وقد جاء الدليل ليعالج أبرز التحديات التي تواجه القطاع، مؤكدًا على أهمية الالتزام الصارم بكود البناء السعودي، ومشيرًا إلى أن أي تقصير في هذا الجانب يهدد سلامة العاملين والمارة على حد سواء.

وتوضح الوزارة في دليلها أن أولى خطوات سلامة مواقع التشييد تبدأ بضبط أعمال الشدات الخرسانية، إذ شددت على ضرورة التدعيم والتثبيت السليم لضمان قدرة الهياكل المؤقتة على تحمل الأحمال، مؤكدة أن أي إهمال في هذه العملية قد يؤدي إلى مخاطر جسيمة.

وقد لفت الدليل إلى أن فرق الإشراف مطالبة بفحص معدات التدعيم قبل تركيبها، وذلك لضمان مطابقتها للمخططات المعتمدة وحماية المواقع من احتمالات الانهيار.

ومن بين الضوابط التي شددت عليها الوزارة منع تعديل الدعامات بعد عملية الصب، حيث ترى أن هذه الخطوة قد تُضعف تماسك الهيكل الإنشائي، وبالتالي تزيد احتمالات وقوع حوادث في الموقع.

وبالفعل حذرت الوزارة من العمل تحت دلاء الخرسانة أثناء رفعها أو خفضها، معتبرة أن هذا السلوك يشكل مخالفة صريحة للسلامة المهنية ويعرض حياة العمال للخطر.

وتشير الوزارة إلى أن عملية صب الخرسانة نفسها تخضع لسلسلة من المعايير التي تبدأ بتحضير السطح وإزالة الشوائب والمياه المتراكمة داخل القوالب، وذلك لضمان تجانس المكونات وجودة التنفيذ.

وقد شددت كذلك على نقل الخرسانة بمعدات مناسبة تمنع الانفصال الحبيبي أو فقدان المكونات، مؤكدة أن هذه التفاصيل الصغيرة تؤثر بشكل مباشر على قوة الهيكل ومتانته.

ويرى الدليل أن مرحلة المعالجة اللاحقة للصبة الخرسانية لا تقل أهمية عن خطوات الصب، حيث أوصى بحمايتها من الجفاف والتشقق، خصوصًا في ظروف الطقس الحار أو البارد التي قد تؤثر على جودتها.

وقد ألزم الدليل الجهة المشرفة بالتأكد من عدم إزالة الدعامات قبل وصول الخرسانة إلى مقاومتها المطلوبة، مستندًا إلى الجداول الإرشادية في كود البناء السعودي SBC302.

وتبرز الوزارة في تقريرها أهمية تدريب العمال على إجراءات السلامة الخاصة بالخرسانة، معتبرة أن الوعي بالمخاطر المحتملة يحد من الحوادث ويضمن تنفيذ الأعمال وفق أعلى المستويات المهنية.

وقد أوضح الدليل أن هذه التدريبات يجب أن تترافق مع تعليمات واضحة تشرح المهام والمسؤوليات داخل الموقع، بما يضمن توزيعًا دقيقًا للأدوار.

وفي سياق متصل تناول الدليل تحديات صب الخرسانة في الأجواء الحارة والباردة، حيث أوصى بترطيب الأسطح الساخنة قبل الصب، ومنع الصب على الأسطح المجمدة في الطقس البارد تجنبًا لتلف المواد وضعف الترابط.

وقد شددت الوزارة على ضرورة الالتزام البيئي، مؤكدة منع خلط المواد الخرسانية خارج موقع العمل أو على الطرقات حفاظًا على المظهر الحضري ومنع التشوهات البصرية.

وتتوسع الوزارة كذلك في ضوابط الأعمال الكهربائية، إذ تلزم المقاولين بمراجعة مخططات التوزيع قبل التنفيذ والتأكد من سلامة الأسلاك والمفاتيح، معتبرة أن أي خطأ بسيط قد يتسبب في صدمات أو حرائق.

وقد أبرزت أهمية إجراء اختبارات شاملة للأجهزة لضمان توافقها مع أنظمة المركز السعودي لكفاءة الطاقة.

وتشير الوزارة إلى أن الأنظمة الصحية والميكانيكية تعد جزءًا أساسيًا من جودة المبنى، إذ شددت على مراجعة أنظمة التهوية والتكييف والصرف الصحي للتأكد من تكاملها مع التصميم العام.

وقد أوضحت أن جميع هذه الأنظمة تخضع للفحص المستمر طوال فترة التنفيذ لضمان الكفاءة ومنع الأعطال.

وترى الوزارة أن مرحلة التشطيبات النهائية هي الأكثر حساسية، إذ تشمل أعمالًا دقيقة مثل الدهانات والإنارة والأبواب والأرضيات التي تحدد المظهر النهائي للمبنى وقيمته التشغيلية.

وقد أكدت أن أي خلل في هذه المرحلة قد ينعكس على جودة المشروع بالكامل، مما يتطلب رقابة صارمة.

وتبرز الوزارة منظومتها الصارمة لمراقبة الجودة، حيث أوضحت أن المراحل تبدأ بالتخطيط ثم التنفيذ والفحص والتصحيح وتنتهي بالتوثيق وإدارة السجلات، وكل مرحلة تخضع لمراجعات دقيقة.

وقد شددت على اعتماد الموردين وإجراء الاختبارات المعملية والميدانية ومراجعة الأداء بشكل دوري لتعزيز التحسين المستمر.

وتوضح الوزارة إجراءات إنهاء المشاريع واستلامها، حيث تبدأ العملية بمراجعة الوثائق والمخططات وتنتهي بتسليم كتيبات التشغيل والصيانة للجهة المالكة بعد إصلاح العيوب المكتشفة، وقد أكدت أن هذه الخطوات تهدف لضمان مطابقة التنفيذ للتصميم الأصلي.

وتلفت الوزارة الانتباه إلى تحديات شائعة تواجه المقاولين، مثل تأخر توريد المواد أو تغييرات التصميم أو النزاعات، مؤكدة أن الحل يكمن في إعداد خطط تفصيلية وتقييم المخاطر بشكل مستمر.

وقد شددت على أهمية التواصل بين أطراف المشروع وإجراء فحوصات دورية للجودة والسلامة.

وتشير الوزارة إلى أهمية إعداد خطة خاصة بالصحة والسلامة والبيئة، وهي وثيقة إلزامية تشمل تقييم المخاطر ووضع الإجراءات الوقائية وإدارة النفايات بطرق آمنة، بما يتوافق مع الأنظمة الوطنية، وأوضحت أن ارتداء معدات الوقاية الشخصية إلزامي للعاملين والزوار دون استثناء.

وتسلط الوزارة الضوء على خطة الطوارئ التي تشمل تحديد المخارج ووضع الإشارات وتدريب العمال على الإخلاء، إضافة إلى توثيق الحوادث وإبلاغ الجهات المختصة عند وقوع الإصابات المهنية، ودعت المقاولين إلى إنشاء أنظمة داخلية للإبلاغ والتحليل بهدف تعزيز الوقاية.

وتتطرق الوزارة إلى أعمال الهدم والحفر، مؤكدة ضرورة تقييم حالة المباني وفصل الخدمات العامة قبل بدء الهدم، وإعداد مخططات دقيقة لأعمال الحفر تضمن سلامة العمال والموقع، وشددت على توفير الإضاءة واللوحات التحذيرية وتسوير المواقع لضمان الأمن والسلامة.

وتشير الوزارة إلى القرار الذي يحظر العمل تحت أشعة الشمس من 12 ظهرًا حتى 3 عصرًا خلال الصيف، مؤكدة أهمية حماية العمال من الإجهاد الحراري عبر توفير الماء وأماكن الراحة، ودعت المقاولين إلى تنفيذ برامج متخصصة صادرة عن جهات السلامة الوطنية.

وتوضح الوزارة متطلبات استخدام الرافعات والمصاعد المؤقتة، حيث ألزمت بفحص المعدات من جهات معتمدة وتوثيق عمليات الرفع، مع منع استخدام الرافعات في الأحوال الجوية القاسية.

وقد أكدت ضرورة تدريب المستخدمين على التشغيل الآمن لضمان السلامة في المواقع المرتفعة.

وتختتم الوزارة دليلها بالتأكيد على أهمية الحماية من السقوط، إذ شددت على فحص أسطح العمل وتغطية الفتحات وتوفير الدرابزين والشبكات الواقية، مع مراقبة الامتثال يوميًا عبر فرق مختصة، ورأت أن هذه الإجراءات تمثل خط الدفاع الأول لحماية العمال والمارة في مواقع البناء.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار