المنتخب السعودي
"المنتخب السعودي" يواصل "تألقه".. ويهزم "بطل أفريقيا" في "ليلة ماطرة" بجدة.
كتب بواسطة: مختار العسلي |

شهدت مدينة جدة أجواء ماطرة منحت المواجهة الودية بين المنتخب السعودي ونظيره منتخب ساحل العاج طابعًا مختلفًا، حيث احتضن ملعب الإنماء بمدينة الملك عبدالله الرياضية تجمعًا جماهيريًا لافتًا لمتابعة استعدادات الأخضر لبطولة كأس العرب قطر 2025.
إقرأ ايضاً:جيسوس يفجّرها إعلاميًا .. سرّ التحوّل المفاجئ في أداء جواو فيليكس"أمانة العاصمة المقدسة" تشن حملة "مكة تصحح".. وتطيح بـ"مواقع عشوائية" خطيرة

ودخل المنتخب السعودي اللقاء وهو يسعى لبناء نسق فني متصاعد خلال أيام فيفا، مستفيدًا من تواجد عناصره الأساسية وتنوع الخيارات التكتيكية التي يعتمد عليها الجهاز الفني بقيادة الفرنسي هيرفي رينارد.

ونجح الأخضر في ترجمة حضوره المبكر داخل أرض الميدان بهدف سريع جاء في الدقيقة الثامنة، بعد متابعة اللاعب صالح أبو الشامات لهفوة دفاعية إيفوارية استثمرها بتسديدة هادئة وضعت فريقه في المقدمة.

ومنح الهدف المبكر المنتخب السعودي فرصة للتحكم بإيقاع اللعب، حيث ظهرت رغبة لاعبيه في السيطرة الميدانية والانتقال السلس بين الخطوط مع الحفاظ على صلابة تنظيمية واضحة.

وقدّم عناصر الأخضر التشكيلة الأساسية بأداء منضبط، حيث ضمت كلًا من نواف العقيدي في الحراسة، وأمامه الرباعي سعود عبدالحميد وعبدالإله العمري ووليد الأحمد ونواف بوشل الذين شكلوا خطًا دفاعيًا متماسكًا.

وفي منطقة الوسط، اعتمد رينارد على عبدالله الخيبري وناصر الدوسري ومحمد كنو قائد الفريق، إلى جانب سلطان مندش وصالح أبو الشامات الذين تكفلوا بصناعة التحولات الهجومية.

وقاد فراس البريكان خط المقدمة بتحركاته السريعة في عمق دفاع ساحل العاج، مقدمًا عدة محاولات لزيادة غلة الأهداف خلال ربع الساعة الأولى من اللقاء.

وحاول المنتخب الإيفواري دخول أجواء المباراة تدريجيًا عبر الضغط على أطراف الملعب، إلا أن التنظيم الدفاعي للأخضر فرض إيقاعه ومنع وصول الخطورة إلى منطقة نواف العقيدي.

وفي الشوط الثاني، كاد اللاعب الإيفواري ديالو أن يعادل النتيجة عند الدقيقة التاسعة والخمسين عندما أطلق تسديدة قوية، غير أن الكرة مرت أعلى عارضة المرمى السعودي.

واستمرت محاولات منتخب ساحل العاج في البحث عن ثغرة داخل دفاع الأخضر، إلا أن الثبات الذي أظهره المدافعون السعوديون قلل من خطورة الهجمات المتوقعة على مرمى العقيدي.

وجاءت الدقيقة الحادية والسبعون لتشهد دخول القائد سالم الدوسري بديلًا لصالح أبو الشامات، في خطوة تكتيكية هدفت إلى تعزيز خبرة القاطرة الهجومية وتثبيت السيطرة على وسط الميدان.

ومنح دخول الدوسري المنتخب السعودي طاقة إضافية على الصعيد الفني، إذ بدأ في خلق مساحات خلف الدفاع الإيفواري من خلال تحركات مرنة وتبادل سريع للكرة مع زملائه.

وواصل الأخضر اعتماده على التحولات السريعة التي أربكت خطوط الخصم، رغم تقلص المساحات بسبب تراجع منتخب ساحل العاج إلى مناطقه خلال الدقائق الأخيرة من اللقاء.

ومع اقتراب المباراة من نهايتها، وقف نواف العقيدي حائلًا أمام أخطر فرص المنافس عندما تصدى في الدقيقة الثامنة والثمانين لانفراد صريح كان كفيلًا بتغيير مجريات النتيجة.

وبرهنت هذه اللقطة على الجاهزية العالية لحارس المنتخب السعودي الذي أكد حضوره اللافت في هذا المعسكر، معززًا ثقة الجهاز الفني بقدراته خلال المرحلة المقبلة.

وتعامل الأخضر في الدقائق الأخيرة مع اللقاء بواقعية كبيرة، من خلال إغلاق المساحات وتدوير الكرة في مناطق آمنة لضمان الخروج بانتصار معنوي مهم.

وانتهت المواجهة على وقع تفوق سعودي مستحق، عكس تطور الأداء الجماعي والانسجام بين اللاعبين تحت قيادة رينارد الذي يواصل بناء شخصية تنافسية متجددة للمنتخب.

ويستعد المنتخب السعودي لاختتام مبارياته خلال أيام فيفا بمواجهة قوية أمام المنتخب الجزائري يوم الثلاثاء المقبل، على الملعب ذاته في جدة ضمن برنامجه الإعدادي.

ويمثل هذا التحضير مرحلة محورية قبل الدخول في معترك بطولة كأس العرب قطر 2025، حيث يأمل الأخضر في تقديم نسخة مميزة تعكس تطلعات الجماهير السعودية.