تواصل أمانة العاصمة المقدسة تنفيذ حملتها الميدانية الواسعة ضمن مبادرة مكة تصحح، وهي الحملة التي تستهدف معالجة الأنشطة العشوائية داخل النطاق العمراني عبر جولات رقابية مكثفة.
إقرأ ايضاً:"المنتخب السعودي" يواصل "تألقه".. ويهزم "بطل أفريقيا" في "ليلة ماطرة" بجدة.الهلال يفجّر مفاجأة مدوية .. السر وراء العرض الضخم الذي تجاوز 30 مليون ريال
وشهدت الحملة خلال الأيام الماضية ضبط مستودع ومعمل يعملان دون الالتزام بالاشتراطات البلدية، الأمر الذي يعكس حجم التحديات المرتبطة بالمنشآت غير النظامية داخل الأحياء.
وأوضحت الأمانة أن فرق الرقابة رصدت كذلك تخزينًا عشوائيًا يشكل خطرًا مباشرًا على السلامة العامة، مما استدعى اتخاذ الإجراءات النظامية الفورية تجاه المخالفين.
وتعكس هذه الإجراءات حرص الأمانة على حماية السكان من الممارسات التي قد تهدد أمنهم أو تشوه المشهد الحضري، خصوصًا في المناطق التي تشهد كثافة سكانية عالية.
وأكدت الأمانة أن تحويل الورش والمستودعات إلى المواقع الصناعية المخصصة يعد خطوة جوهرية تعزز مستوى السلامة للعامل والمستهلك على حد سواء داخل العاصمة المقدسة.
ويهدف هذا التحول إلى رفع كفاءة الإنتاج من خلال توفير بيئة تشغيل انضباطية تمنح المنشآت قدرة أكبر على الاستدامة والنمو في إطار عمراني منظم.
كما شددت الأمانة على أن التنظيم المكاني للأنشطة الصناعية يسهم في تحسين المشهد الحضري، من خلال إبعاد مصادر الضوضاء والتلوث عن المناطق السكنية.
ويعزز هذا التوجه من جودة الحياة وفق تطلعات التنمية الحضرية، ويجعل بيئة العمل أكثر ملاءمة للعاملين من خلال بنية تحتية مجهزة ومتوافقة مع المعايير المعتمدة.
وأشارت الأمانة إلى أن استقرار المنشآت في مواقعها النظامية يوفر لها فرصًا أكبر للتوسع، ويمنح العاملين مستوى أفضل من الحماية والالتزام بمتطلبات السلامة المهنية.
ويأتي هذا التوجيه انسجامًا مع خطط التطوير العمراني في مكة المكرمة، التي تهدف إلى رفع مستوى كفاءة استخدامات الأراضي بما يعكس مكانة المدينة وقدسيتها.
وثمنت الأمانة الدور المهم الذي يقوم به المواطنون والمقيمون عبر البلاغات والملاحظات، معتبرة أن مشاركتهم عنصر محوري في تعزيز الرقابة الميدانية.
وأكدت أن استجابة المجتمع لهذه الحملات تسهم في سرعة معالجة المخالفات، وتمنح الجهات الرقابية قدرة أكبر على رصد التجاوزات في وقت مبكر.
وتعد البلاغات وسيلة فعالة في دعم الجهود البلدية الرامية إلى رفع مستوى التنظيم والسلامة، خصوصًا في الأحياء التي تتزايد فيها الأنشطة العشوائية.
وشددت الأمانة على استمرار تنفيذ خططها الرقابية داخل العاصمة المقدسة، بالاعتماد على فرق ميدانية تعمل على مدار الساعة لتطبيق الأنظمة البلدية.
وأوضحت أن هذه الجهود لا تقتصر على الضبط فقط، بل تشمل حملات توعوية لتعريف المنشآت بآليات التصحيح وطرق الانتقال إلى المناطق الصناعية المناسبة.
وتسعى الأمانة من خلال هذا المسار المزدوج إلى الحد من المخالفات من جهة، وبناء ثقافة مهنية أكثر انضباطًا لدى أصحاب الورش والمستودعات من جهة أخرى.
وأكدت أن التعاون مع السكان سيبقى ركيزة أساسية في إنجاح الحملة، لما يمثله من دعم مباشر لجهود تحسين مستوى الأمان داخل المناطق السكنية.
وتطمح الأمانة إلى تحقيق بيئة حضرية أكثر تنظيمًا، بما يتوافق مع تطلعات التطور العمراني الذي تشهده مكة المكرمة وفق برامجها التنموية المستمرة.
وتؤكد الأمانة أن الحفاظ على قدسية مكة المكرمة يتطلب التزامًا مشتركًا بين الجهات الرسمية والسكان لضمان بيئة حضرية آمنة ونموذجة ومهيأة للجميع.