تتواصل ليالي مزاد نادي الصقور السعودي 2025 في مقر النادي بملهم شمال الرياض، حيث يعيش الزوار أجواء المزادات اليومية بالتزامن مع موسم الطرح السنوي الممتد من الأول من أكتوبر وحتى نهاية نوفمبر، وسط حضور متزايد يعكس شغف المجتمع بهواية الصقارة الأصيلة.
إقرأ ايضاً:تعليم الصينية يعزز مهارات الطلاب ويفتح آفاق المستقبل وفق الإخباريةترتيب ونتائج الدوري الإنجليزي اليوم.. تعثر الكبار وانتصارات مفاجئة تعيد خلط الأوراق في جدول الدوري الإنجليزي الممتاز
ويشهد المزاد في كل ليلة تنافسًا كبيرًا بين الصقارين والطواريح، إذ تحولت ساحاته إلى ملتقى يجمع الخبرة والشغف والتراث، مما يجعل الفعاليات مساحة لإحياء تاريخ طويل يرتبط ببيئة المملكة وثقافتها الممتدة عبر الأجيال.
وخلال الليلة الخامسة والعشرين خطف الأنظار صقر شاهين فرخ شارك في طرحه خمسة طواريح من محافظة شرورة، حيث بدأت المزايدة على هذا الصقر المميز بمبلغ مئة وأحد عشر ألف ريال وسط حماس كبير من الحضور.
وتصاعدت المزايدات سريعًا بفضل جودة الصقر ومواصفاته، قبل أن يحسم بيعه بمبلغ ثلاثمئة وواحد وخمسين ألف ريال ليصبح ثالث أغلى صقر في مزاد هذا العام، مما أضفى على الليلة طابعًا استثنائيًا جذب أنظار المهتمين من مختلف المناطق.
ويعكس هذا الرقم المرتفع مكانة صقور الشاهين الفرخ في سوق الصقارة، إذ تعد من الأنواع المرغوبة بشدة نظرًا لقدراتها وسرعتها ومميزاتها في بيئة التدريب والصيد، مما يجعل المنافسة عليها شديدة بين محترفي الفن التراثي.
ويقتصر المزاد على صقور فرخ الشاهين البحري المهاجر فقط، حيث يلتزم نادي الصقور السعودي بعدم طرح الشاهين القرناس أو الصقر الحر في المزاد، حرصًا على استدامة الأنواع وحمايتها من الاستغلال المفرط.
ويأتي هذا التوجه حفاظًا على التوازن البيئي وضمان استدامة هذا الإرث الطبيعي، كما يعزز الدور الوطني للنادي في تنظيم عمليات الطرح بما يحقق معايير المسؤولية البيئية المتماشية مع تطلعات المملكة.
ويقدم النادي مجموعة واسعة من التسهيلات للمشاركين في المزاد، تشمل خدمات النقل المجهزة والصيانة والتوثيق، مما يضمن في كل ليلة تجربة سلسلة للصقارين ويعزز احترافية إجراءات البيع والشراء.
كما يوفر النادي تسهيلات سكنية للوفود القادمة من خارج المنطقة، الأمر الذي يشجع مشاركة أكبر من الطواريح والصقارين ويجعل المزاد منصة جامعة تعزز الحركة الاقتصادية المرتبطة بهواية الصقارة.
ويتم بث المزاد مباشرة عبر القنوات التلفزيونية ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث يتيح ذلك متابعة المزادات في مختلف مناطق المملكة، ويعزز حضور الهواية في الوعي العام ويوثق لحظات المنافسة المثيرة.
ويعد هذا البث عنصرًا مهمًا في تعزيز الشفافية وجذب فئات جديدة من المتابعين، خاصة مع انتشار الثقافة الرقمية التي باتت تسهم في توسيع قاعدة محبي الصقور في المجتمع السعودي.
ويعتبر المزاد وجهة رئيسة لصقور الطرح المحلي، إذ يوفر منصة معتمدة لعرض الصقور وتقدير قيمتها وفق معايير دقيقة، مما يعزز الثقة بين المشترين ويتيح بيئة تجارية عادلة ومستقرة.
كما يرسخ المزاد الهوية الثقافية للمملكة من خلال دعم أحد أعرق الموروثات المرتبطة بحياة الإنسان العربي، حيث تستمر الصقارة في لعب دور مهم في الذاكرة الشعبية وفي صياغة ملامح الهوية البدوية الأصيلة.
وتبرز أهمية المزاد في نقل خبرات الصقارة إلى الأجيال الجديدة، إذ يشهد حضورًا لافتًا للشباب الذين يجدون فيه منصة للتعلم والممارسة، مما يضمن استمرار الهواية بشكل حضاري ومنظم.
ويعزز المزاد فرص التدريب والمعرفة عبر تفاعل الطواريح مع الخبراء، إذ تتبادل الأجيال الخبرات في أساليب الطرح والعناية بالصقور، مما يسهم في تطوير المستوى المهني للهواة والمحترفين.
ويحقق المزاد رافدًا اقتصاديًا مهمًا لمئات الطواريح الذين يعتمدون على موسم الطرح كمصدر دخل موسمي، حيث توفر المزادات أسعارًا عادلة تعكس جهدهم في تتبع الصقور والتعامل معها وفق معايير دقيقة.
ويشكل هذا العائد الاقتصادي عنصرًا مهمًا في دعم المجتمعات المحلية، خاصة في المناطق التي يرتبط سكانها ببيئة البر والطيور، مما يعزز استدامة الهواية ويربطها بدورة اقتصادية متجددة.
ومع استمرار فعاليات المزاد حتى نهاية نوفمبر، يتوقع أن يشهد الموسم صفقات جديدة ولافتة تعكس مكانة المملكة في مجال الصقارة، وتؤكد قدرتها على تنظيم أحد أبرز المزادات المتخصصة في المنطقة.