أكّد وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة ضرورة الالتزام بالأنظمة الأمنية والصحية التي تعتمدها المملكة، مؤكدا أن هذه الضوابط تمثل خط الدفاع الأول لحماية ضيوف الرحمن، كما توفر إطارا تنظيميا يضمن سلامة الجميع خلال موسم الحج.
إقرأ ايضاً:كأس العرب 2025: تأهل مبكر لثلاثة منتخبات عربية يرفع المنافسة.. وترقب جماهيري لربع النهائيهل يمكن لنوبة غضب قصيرة أن تقودك إلى جلطة قلبية خطيرة؟
وشدّد على أهمية توعية الحجاج بهذه التعليمات عبر برامج إرشادية متعددة، إذ تسهم هذه الجهود في تقليل المخاطر الميدانية، كما تساعد الحجاج على أداء مناسكهم بطمأنينة وسط منظومة خدمات تكاملية.
وأشار الوزير خلال لقائه برؤساء مكاتب شؤون الحج إلى أن التحضيرات للموسم الجديد تبدأ مباشرة بعد انتهاء الموسم السابق، في صورة عمل سنوي لا يتوقف، تعكسه خطط دقيقة تبنى على تقييم شامل لكل التجارب.
وأوضح أن قطاعات الدولة كافة تعمل بتناغم مستمر، حيث تشترك الجهات الأمنية والصحية والخدمية في رسم مسارات الاستعداد المبكر، بما يضمن تقديم خدمات نوعية ترتقي بالتجربة الإيمانية للحجاج.
وبيّن أن المملكة منذ عهد الملك عبد العزيز جعلت خدمة الحجاج جزءا راسخا من رسالتها، إذ تنظر القيادة إلى هذا الشرف بوصفه مسؤولية دينية وتاريخية، تستوجب بذل أقصى الجهود لخدمة الإسلام والمسلمين.
ولفت إلى أن هذه الجهود تتسق مع مستهدفات رؤية 2030، التي أولت قطاع الحج والعمرة أهمية خاصة، من خلال تطوير بنى حديثة تعزز راحة ضيوف الرحمن وترفع كفاءة الخدمات المقدمة لهم.
وأكد الوزير أن الحصول على شهادة الاستطاعة الصحية أصبح متطلبا أساسيا لإصدار التأشيرة، إذ تهدف هذه الخطوة إلى حماية الحجاج من المخاطر الصحية، لا سيما في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة.
وأوضح أن الشهادة تصدر عبر جهات معتمدة وتوثق إلكترونيا، كما يتم إصدارها تلقائيا عبر منصة نسك مسار، مما يرفع مستوى الرقابة ويحد من أي تجاوزات في البيانات الصحية.
وأشار إلى ضرورة إنهاء التعاقدات الخاصة بالمخيمات قبل الخامس عشر من رجب، لتأمين جاهزية كاملة في مواقع المشاعر، وضمان تنفيذ المواصفات المطلوبة قبل بدء الموسم.
كما شدد على إتمام عقود السكن في مكة المكرمة والمدينة المنورة قبل الثالث عشر من شعبان، إذ يسهم ذلك في تنظيم حركة الحجوزات وتوفير خيارات سكنية مستقرة ومناسبة لحشود الحجاج.
وأكد أهمية تسجيل بيانات الإداريين والأطباء والإعلاميين في وقت مبكر، موضحا أن استكمال بياناتهم قبل غرة رجب خطوة ضرورية لتهيئة الكوادر المشاركة في موسم الحج.
وأشار إلى أن التسجيل المسبق يعزز العمل الميداني، إذ يتيح توزيع المهام بوضوح، كما يسهم في رفع كفاءة الفرق التي ستعمل على خدمة الحجاج في مختلف المواقع.
ولفت الوزير إلى أهمية استكمال إجراءات تعيين الناقلات الجوية قبل الوقت المحدد، نظرا لدورها المحوري في نقل ملايين الحجاج من دول العالم إلى المملكة وفق جدول زمني منظم.
وبيّن أن تحديد الخانات الزمنية للرحلات قبل الخامس عشر من رجب يساعد في توزيع الرحلات بشكل متوازن، مما يقلل الازدحام في المطارات ويرفع جودة الخدمات التشغيلية.
وأشاد بالتكامل بين الجهات الحكومية التي تعمل بروح واحدة، مؤكدا أن هذا التعاون أسس لنموذج سعودي متقدم في إدارة الحشود، أثبت نجاحه في مواسم متعددة.
وأشار إلى أن التطوير الرقمي المستمر، وخاصة عبر المنصات الإلكترونية، حسّن من تجربة الحاج قبل وصوله، إذ باتت الإجراءات أوضح وأسرع وأكثر مرونة عبر خدمات رقمية موحدة.
ولفت إلى أن مشاريع البنية التحتية في مكة والمشاعر تشهد تحديثات مستمرة، تشمل مسارات المشاة وخدمات النقل والصحة، بما يواكب تطلعات المملكة في تطوير منظومة الحج.
واختتم بالتأكيد على أن خدمة ضيوف الرحمن مسؤولية تتناقلها الأجيال، وأن المملكة ملتزمة بمواصلة التطوير والتوسع في كل ما يعزز أمن الحجاج ويضمن لهم تجربة روحانية مكتملة.