تواصل أسعار النفط العالمية تحركها الهادئ وسط حالة ترقب واسعة تسيطر على المستثمرين الذين يراقبون باهتمام مسار محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، كما يترقبون مخرجات اجتماع أوبك+ المنتظر يوم الأحد الذي قد يحمل إشارات حاسمة حول مستقبل الإمدادات النفطية ويؤثر على اتجاهات الأسعار خلال الأسابيع المقبلة، ويأتي هذا الهدوء بعد تعاملات متقلبة شهدتها الأسواق في الأيام الماضية نتيجة التطورات السياسية والاقتصادية المتسارعة التي تغذي حالة عدم اليقين في قطاع الطاقة العالمي.
إقرأ ايضاً:الانتقالات الشتوية تشعل الخلافات بالنصر.. طلب عاجل من جيسوس لـ "دعم مركز الهجوم"ارتفاع الكوليسترول: أرقام ودراسات.. 8 عادات خطرها أكبر مما تتخيل

الأسواق تنتظر وضوح الرؤية

يترقب المستثمرون التقدم الفعلي في محادثات السلام التي تتابعها الأسواق عن كثب، إذ يمثل أي تحسن في العلاقات الروسية الأوكرانية عاملاً مؤثراً في توقعات الإمدادات، وتعتبر روسيا أحد أهم الموردين العالميين مما يجعل أي تطور في موقفها السياسي أو الميداني ينعكس فوراً على حركة الأسعار، ويأتي ذلك بالتزامن مع استعداد أوبك+ لعقد اجتماع مهم قد يناقش مستويات الإنتاج الحالية وخطط التعديل المحتملة، ما يجعل الأسواق في حالة حذر وهدوء قبل صدور القرارات.

ثبات برنت رغم التقلبات

شهدت العقود الآجلة لخام برنت استقراراً ملحوظاً عند مستوى 63.34 دولار للبرميل في التعاملات المبكرة، حيث لم تسجل أي تغير حقيقي مقارنة بالإغلاق السابق، ويعكس هذا الثبات حجم الترقب المسيطر على التداولات، إذ يفضل المستثمرون انتظار المستجدات السياسية والقرارات الرسمية قبل اتخاذ مراكز جديدة في السوق، كما أن ضعف السيولة في جلسات الجمعة ساهم في إبقاء الأسعار ضمن نطاق ضيق دون تحركات قوية.

ارتفاع محدود في خام غرب تكساس

سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ارتفاعاً طفيفاً بواقع 35 سنتاً ليصل إلى 59 دولاراً للبرميل، ويأتي هذا الارتفاع بعدما توقفت التداولات الأميركية يوم الخميس بسبب عطلة عيد الشكر مما أدى إلى ركود ملحوظ في نشاط الأسواق، ومع استئناف التداولات اتجه المستثمرون إلى تقييم تأثير غياب السيولة وتأجيل العمليات مما جعل أسعار الخام تسجل تحركاً متواضعاً لا يعكس بعد اتجاهات السوق الفعلية التي تنتظر مستجدات الأيام القليلة المقبلة.

ترقبات حاسمة قبل اجتماع أوبك+

ينتظر المتعاملون نتائج اجتماع أوبك+ باعتباره الحدث الأهم خلال هذا الأسبوع، إذ تركز الأنظار على أي بوادر تشير إلى تعديل مستويات الإنتاج أو تثبيتها، وترى بعض المؤسسات الاستثمارية أن القرارات المرتقبة قد تحدد اتجاه الأسعار في الربع الأول من العام المقبل، كما تتوقع الأسواق أن أي إشارة لخفض الإنتاج ستدفع الأسعار إلى الارتفاع بينما سيؤدي تثبيت الإنتاج أو زيادته إلى إبقاء الأسعار ضمن نطاق محدود، وتظل مجريات محادثات السلام الروسية الأوكرانية عاملاً موازياً في تشكيل ملامح المشهد النفطي خلال الفترة المقبلة.