شهد قطاع الطيران السعودي خطوة جديدة نحو تعزيز تنافسيته الدولية بعد إعلان الهيئة العامة للطيران المدني منح شركة فليج جت شهادة المشغل الأجنبي لتسيير رحلات الطيران الخاص داخل المملكة، ويأتي هذا التطور ليجعل الشركة ثاني مشغل أجنبي يحصل على هذه الشهادة ضمن تنظيمات تهدف إلى فتح السوق أمام الشركات العالمية ذات الخبرة.
إقرأ ايضاً:"أندية روشن" تطلق مفاجأة الموسم: تواصل خلف الأبواب المغلقة مع نجم مانشستر سيتي.. كلمة سرية تفصلهم عن الصفقة!روشن يفجّر مفاجأة شتوية .. 3 أسماء عالمية على الطاولة والقرار الحاسم يقترب!
وجرى تسليم الشهادة رسميًا في مقر الهيئة بالرياض بحضور نائب الرئيس التنفيذي للسياسات الاقتصادية والخدمات اللوجستية عوض بن عطالله السلمي، وتسلّم الشهادة رئيس عمليات الشركة بن واتس في احتفال يؤكد أهمية التعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص العالمي.
ويمثل منح هذه الشهادة امتدادًا لقرار الهيئة السماح للشركات الأجنبية بتشغيل رحلات داخلية حسب الطلب اعتبارًا من الأول من مايو ٢٠٢٥، وتخضع الشركات الراغبة بالدخول في هذا المسار لمتطلبات دقيقة ومعايير واضحة نصت عليها اللوائح التنفيذية لنظام الطيران المدني.
ويؤكد المسؤولون أن هذه الخطوة تعزز توجهات المملكة في جذب الاستثمارات النوعية المرتبطة بالطيران الخاص الذي يشهد نموًا متسارعًا، ويشير السلمي إلى أن هذه المبادرة تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة ٢٠٣٠ الساعية إلى تطوير قطاع الطيران وإعادة تشكيل موقعه الإقليمي.
وتسعى الهيئة من خلال هذه الخطوات إلى رفع كفاءة القطاع وتحسين تنافسيته بما يتناسب مع التوسع الكبير في خدمات الطيران الخاص داخل المدن الرئيسية، كما تلتزم الهيئة بتطبيق أعلى معايير السلامة التشغيلية التي تعد حجر الأساس في قبول أي مشغل جديد داخل المجال الجوي السعودي.
ويعد منح الشهادة جزءًا من حزمة إجراءات لرفع جودة تجربة المستخدم وتسهيل الوصول إلى خدمات الطيران الخاص ضمن بيئة تشغيلية موثوقة، وتركز المبادرات الحالية على بناء شراكات إستراتيجية مع الشركات العالمية وتسريع وتيرة التطوير في قطاع الخدمات اللوجستية.
ويستهدف هذا التوجه توفير خيارات أوسع للمستفيدين من خدمات الطيران الخاص التي أصبحت تمثل عنصرًا مهمًا في حركة الأعمال والتنقل السريع، كما يسهم إدخال مشغلين دوليين في رفع مستوى الخدمة وتعزيز المنافسة بين الشركات بما ينعكس على جودة التجربة النهائية.
ويعد هذا الإنجاز خطوة رئيسية ضمن برنامج الطيران المنبثق من الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، ويركز البرنامج على وضع المملكة في صدارة قطاع الطيران الإقليمي من خلال فتح السوق وتنويع الخيارات ورفع المعايير التشغيلية.
وتعمل الجهات المختصة على تحويل قطاع الطيران السعودي إلى منظومة عالمية متكاملة تربط القارات الثلاث عبر شبكة واسعة من الخدمات، وتؤكد الهيئة أن إدخال شركات أجنبية مرخصة يسهم في خلق منظومة أكثر مرونة واستدامة على المدى الطويل.
ويأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه قطاع الطيران الخاص ارتفاعًا في الطلب نتيجة توسع الأعمال وزيادة اعتماد المستثمرين على حلول النقل السريع، ويعزز دخول فليج جت السوق المحلية قدرات القطاع ويوفر خبرات جديدة تساهم في تطوير المشغلين المحليين.
وتحمل هذه الخطوة دلالات اقتصادية واسعة كونها تدعم مستهدفات المملكة في تحويل القطاع اللوجستي إلى محرك تنموي رئيسي، وتشير تحليلات متخصصة إلى أن السماح بتشغيل الرحلات الداخلية يشكل نقطة تحول في خريطة قطاع الطيران الخاص داخل المملكة.
ومن المتوقع أن يشهد السوق توسعًا في عدد الشركات الراغبة في دخول المجال مع تحسن البيئة التنظيمية وتزايد الفرص الاستثمارية، وتؤكد الهيئة أن المرحلة المقبلة ستشهد إجراءات داعمة لتعزيز البنية التشغيلية ورفع كفاءة الخدمات في مجال الطيران الخاص.
ويظل منح هذه الشهادة خطوة محورية نحو تحقيق مستهدفات رؤية ٢٠٣٠ في جعل قطاع الطيران السعودي الأول إقليميًا وقادرًا على المنافسة عالميًا، ويمثل هذا التطور ركيزة مهمة لتعزيز موقع المملكة كمركز لوجستي عالمي يربط آسيا وأفريقيا وأوروبا عبر منظومة طيران متقدمة.