حقق المنتخب الفلسطيني أول فوز له في تاريخ مشاركاته بكأس العرب منذ نسخة عام 1966، حين كان آخر انتصار قد جاء آنذاك على حساب اليمن الشمالي بسداسية نظيفة، قبل أن تغيب الانتصارات عن سجله في هذه البطولة لعقود طويلة . ويعيد الفوز الجديد أمام قطر كتابة صفحة مشرقة في تاريخ الكرة الفلسطينية التي عانت لسنوات من صعوبات رياضية ولوجستية وسياسية، لتأتي هذه النتيجة بمثابة تكليل لصبر الجماهير واستثمار لعمل اتحادي وفني متواصل أعاد تنظيم صفوف المنتخب وتحسين جاهزيته للمواعيد الكبرى .
إقرأ ايضاً:وزارة الدفاع تفجر مفاجأة التجنيد الأكبر .. سرّ الرتب الجديدة التي فتحت باب التقديم للجنسينالمنتخب السعودي يفجّر مفاجأة قبل مواجهة عُمان .. قرار حاسم قبل انطلاق كأس العرب
تفاصيل المباراة والهدف القاتل
جاء انتصار فلسطين على قطر في الجولة الأولى من دور المجموعات بعد مباراة اتسمت بالحذر أغلب فتراتها قبل أن تشهد لحظاتها الأخيرة منعطفًا دراميًا، إذ تمكن المنتخب الفلسطيني من تسجيل هدف الفوز في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع للشوط الثاني . وسجل المدافع القطري سلطان البريك الهدف بالخطأ في مرمى منتخب بلاده عندما حاول إبعاد كرة خطيرة داخل منطقة الجزاء، لتتحول الكرة إلى الشباك وسط دهشة الجماهير القطرية وفرحة عارمة في المدرجات الفلسطينية وعلى دكة البدلاء ليُحسم اللقاء بهدف دون رد لصالح فلسطين .
أبعاد معنوية ورياضية للمنتخب الفلسطيني
منح هذا الفوز المنتخب الفلسطيني دفعة معنوية هائلة، ليس فقط لأنه أنهى عقدة استمرت 59 عامًا في كأس العرب، بل لأنه تحقق أمام صاحب الضيافة الذي دخل البطولة كأحد المرشحين البارزين لعبور دور المجموعات . ويعزز الانتصار من صورة المنتخب الفلسطيني على الساحة العربية، إذ يقدم نفسه فريقًا منظمًا قادرًا على استغلال الفرص والقتال حتى الثواني الأخيرة، ما يرفع سقف التوقعات من الجماهير والإعلام بشأن إمكانية الذهاب بعيدًا في البطولة الحالية إذا ما استثمر اللاعبون هذا الزخم الإيجابي في المباريات المقبلة .
مستقبل المجموعة ومباريات الجولة الثانية
تتجه الأنظار الآن إلى الجولة الثانية من دور المجموعات، حيث يلتقي المنتخب الفلسطيني مع نظيره التونسي في مواجهة صعبة فنيًا لكنها تأتي في توقيت مثالي بعد الفوز الأول الذي رفع معنويات اللاعبين وفتح أمامهم فرصة قوية لتعزيز حظوظ التأهل . في المقابل يجد المنتخب القطري نفسه مضطرًا لتدارك الموقف سريعًا عندما يواجه المنتخب السوري، إذ سيدخل المباراة تحت ضغط ضرورة تحقيق نتيجة إيجابية تعيد التوازن لمساره في البطولة وتُبقي آماله في المنافسة قائمة، بينما سيكون أي تعثر جديد بمثابة تعقيد كبير لحسابات العبور إلى الأدوار الإقصائية .
أصداء عربية ورسائل من قلب الدوحة
أثار فوز فلسطين على قطر تفاعلًا واسعًا في الأوساط الرياضية والإعلامية العربية، حيث اعتبره كثيرون من أبرز مفاجآت انطلاقة كأس العرب 2025 لما يحمله من رمزية رياضية ووطنية في آن واحد . ومع انتشار صور احتفال لاعبي فلسطين بهدف الفوز ورسائل الدعم على منصات التواصل، تحوّل الانتصار إلى قصة ملهمة تعكس قدرة الرياضة على منح الشعوب لحظات من الفخر والأمل، وتؤكد في الوقت ذاته أن كرة القدم لا تعترف بالأسماء المسبقة بقدر ما تكافئ الروح القتالية والتركيز حتى صافرة النهاية .