يشير تقرير المركز الوطني للأرصاد إلى أن أجواء المملكة تشهد اليوم حالة من التقلبات الممطرة، حيث تتزايد فرص هطول الأمطار على عدة مناطق جنوبية وغربية من البلاد، ويعد ذلك امتدادًا لمسار سحب رعدية نشطة تتحرك تدريجيًا نحو الداخل.
إقرأ ايضاً:"وزارة العدل" تحسم الجدل وتكشف السر وراء "الإشكالات التاريخية" لملكية الأراضي.. 3 ضوابط قد تغير مصير صكك!النيابة العامة تطلق تحذيراً عاجلاً للمواطنين.. هذا "الخطأ القاتل" في التوقيع الإلكتروني يعرضك لأخطر جريمة معلوماتية

وتوضح البيانات الأولية أن مناطق جازان وعسير والباحة تأتي في مقدمة المواقع الأكثر تأثرًا بهذه الحالة، وقد يشهد السكان زخات متفاوتة الشدة تترافق مع نشاط ملحوظ في الرياح السطحية، ما يجعل المتابعة الحثيثة للتنبيهات أمراً مهماً.

ويشير التقرير كذلك إلى أن منطقة مكة المكرمة مرشحة لاستقبال أمطار متفرقة خلال ساعات النهار، بينما يرى الخبراء أن طبيعة التضاريس قد تساهم في تشكل غيوم ركامية تزيد من فرص عدم استقرار الأجواء في بعض المحافظات.

وبالفعل تمتد خريطة الهطول لتشمل أجزاء من المناطق الشمالية، حيث تتوقع النماذج المناخية تكوّن خلايا ممطرة متناثرة، وقد يصاحبها انخفاض محدود في درجات الحرارة بفعل السحب المتكاثفة.

ويرى مختصون أن هذه الأجواء تدخل ضمن النمط الانتقالي الذي يسبق غالبًا حالات أوسع نطاقًا، مما يجعل الأنظار تتجه إلى المستجدات القادمة التي قد تحمل تغيرات أكبر خلال الأيام المقبلة.

ويحذر المركز من احتمالية تكون الضباب خلال الليل والصباح الباكر، وخاصة على أجزاء من المنطقة الشرقية، وهذا ما قد يؤدي إلى صعوبة في مدى الرؤية الأفقية ويتطلب حذراً مضاعفاً من قائدي المركبات.

وقد أوضح التقرير أن الضباب المتوقع تشكله في تلك الساعات الحرجة يرتبط برطوبة عالية وهدوء نسبي في الرياح، وهي ظروف شائعة في هذه الفترة من السنة، ما يعزز احتمالات استمراره لوقت أطول من المعتاد.

ويشير المركز إلى أن البحر الأحمر يشهد نشاطاً لافتاً في الرياح السطحية، حيث تهب رياح شمالية غربية إلى شمالية على جزئه الشمالي والأوسط، مما يسهم في رفع الموج إلى مستويات متوسطة تميل إلى الارتفاع التدريجي.

وبالنسبة للجزء الجنوبي من البحر الأحمر، فإن الرياح تتحول إلى جنوبية شرقية ثم جنوبية غربية، وهذا التباين في الاتجاهات يخلق نوعاً من الاضطراب البحري، خصوصاً مع اقتراب السحب الرعدية الممطرة من نطاق السواحل.

ويصل ارتفاع الموج بحسب التقرير إلى مترين، وقد يتجاوز مترين ونصف في المواقع المتأثرة بالسحب الركامية، مما يستدعي تنبيهات للأنشطة البحرية والرحلات الساحلية التي تعتمد على استقرار حالة البحر.

وبالفعل يشير المركز إلى أن البحر سيكون بين خفيف ومتوسط الموج، لكنه قد يصبح مائجاً في ظل استمرار السحب الرعدية، وهو أمر ينعكس مباشرة على حركة السفن والقوارب الصغيرة التي تتطلب ظروفاً أكثر هدوءاً.

ويرى الخبراء أن هذه التغيرات في البحر الأحمر ترتبط عادة بامتداد منخفضات جوية في القرن الإفريقي، ما يدفع الرياح للتقلب ويولد موجات أعلى من المعدلات اليومية المعتادة في هذا الوقت.

أما الخليج العربي فيشهد بدوره رياحاً غربية إلى شمالية غربية، وهي رياح معروفة بتأثيرها المباشر على اضطراب الموج، رغم أنها تأتي بسرعات أقل مقارنة بما يحدث فوق البحر الأحمر.

ويصل ارتفاع الموج في الخليج إلى نحو متر ونصف في أقصى الحالات، مما يجعل حالة البحر هناك خفيفة إلى متوسطة، لكنها تظل قابلة للتغير وفق نشاط الرياح خلال ساعات المساء.

وقد لفت التقرير إلى أن استقرار البحر في الخليج غالباً ما يسبق فترات من التحسن التدريجي في الأحوال الجوية، ما يوفر بيئة ملائمة للعمليات البحرية والأنشطة الساحلية.

ويرى مراقبون أن تزامن الأمطار المتفرقة والضباب ونشاط الرياح يعكس طبيعة المرحلة الحالية، حيث تتداخل المؤثرات الجوية وتنتج حالات مركبة تتطلب متابعة دقيقة من الجهات المختصة.

ويشير المركز الوطني للأرصاد إلى أن هذه الظروف ليست استثنائية، بل تندرج ضمن سلسلة من التغيرات الموسمية التي تشهدها المملكة سنوياً، لكن ارتباطها بالرطوبة العالية قد يمنحها طابعاً أكثر تأثيراً.

وبالفعل يواصل المركز إصدار تحديثاته على مدار اليوم، مع توصية المواطنين والمقيمين بمتابعة نشراته أولاً بأول، خصوصاً في المناطق التي قد تتأثر بالأمطار أو انخفاض الرؤية أو اضطراب البحر.