أظهرت دراسة علمية حديثة أجرتها كلية لندن الجامعية نتائج مقلقة حول تأثير ارتفاع ضغط الدم في سن مبكرة على صحة القلب على المدى الطويل، فقد وجدت الدراسة التي شملت أكثر من 450 مشاركاً بريطانياً أن ارتفاع ضغط الدم حتى وإن كان طفيفاً في الثلاثينيات من العمر يزيد بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية في المراحل المتقدمة من الحياة، حيث يرتبط هذا الارتفاع بانخفاض تدفق الدم إلى القلب بحلول سن السابعة والسبعين، الأمر الذي ينعكس سلباً على الأداء الوظيفي للقلب، وقد مولت مؤسسة القلب البريطانية هذه الدراسة المهمة التي حملت رسالة تحذيرية واضحة للملايين حول العالم.
إقرأ ايضاً:فرق جديدة تتحدى العمالقة في كأس العرب.. مصر والإمارات يتعادلانهيئة العقار تحذر .. في هذا الموعد تنتهي مهلة تقديم طلبات التسجيل العيني بمنطقة الرياض
ويعود تسمية ضغط الدم بـ القاتل الصامت إلى طبيعته الخطرة وغموضه، فهذا المرض عادة ما يتطور دون إعطاء أي أعراض ملحوظة للمريض، وترتفع مستوياته تدريجياً على مدار السنوات دون أن يشعر الشخص بشيء، لذلك فإن الطريقة الوحيدة للتأكد من عدم الإصابة به هي الفحص الدوري المنتظم، وأشارت الدراسة إلى أن أنماط الخطر بدأت تظهر منذ سن السادسة والثلاثين، حتى عندما لم يستوفِ المشاركون معايير التشخيص الطبي الرسمية لارتفاع ضغط الدم.
وأوضحت الدكتورة غابي كابتور، المؤلفة الرئيسية للدراسة والأستاذة المشاركة في جامعة لندن، أن الارتفاعات الطفيفة والمستمرة في ضغط الدم خلال مراحل البلوغ، حتى لو كانت قراءات ضغط الدم طبيعية ولكن مرتفعة نسبياً، تستطيع أن تُلحق ضرراً تراكمياً وخفياً بالقلب، حيث يحدث هذا الضرر قبل ظهور أي أعراض سريرية بوقت طويل جداً.
الجانب المقلق الآخر الذي كشفته الدراسة هو الارتباط الوثيق بين انخفاض تدفق الدم وزيادة المخاطر الصحية، فقد أظهرت البيانات أن كل انخفاض بنسبة 1% في تدفق الدم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية خطيرة بنسبة تصل إلى 3%، الأمر الذي يعني أن قلوبنا تحتفظ بذاكرة طويلة لسنوات من التعرض لضغط الدم المرتفع أو المرتفع نسبياً، وبناءً عليه فإن الحماية الصحيحة للقلب يجب أن تبدأ من مرحلة الشباب والثلاثينيات.
وينصح الباحثون والخبراء الطبيون بأهمية اتباع استراتيجيات وقائية شاملة تبدأ في سن مبكرة، حيث يمكن لتغييرات نمط الحياة الصحية مثل اتباع نظام غذائي متوازن قليل الملح، ممارسة الرياضة بانتظام، والتحكم الفعال في الوزن أن تساعد بشكل كبير في خفض ضغط الدم والحفاظ على معدلات صحية، كما أوصالثالثت بالحفاظ على ضغط الدم أقل من 120، وهو أفضل من التوصيات التقليدية التي تنصح بالعلاج عند الوصول إلى 140 أو 130 للأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية.