كريستيانو رونالدو ومسلي آل معمر.
آل معمر يفجّرها على الهواء .. الصفقة الأكبر التي حُسمت بعد أشهر من التحركات السرية!
كتب بواسطة: فهد احمد |

يروي مسلي آل معمر الرئيس السابق لنادي النصر مسار واحدة من أكثر الصفقات إثارة في تاريخ الكرة السعودية حيث يكشف كيف انطلقت فكرة التعاقد مع كريستيانو رونالدو وسط ضبابية كبيرة حول مستقبل اللاعب مع ناديه الإنجليزي في ذلك الوقت، وقد أكد أن البدايات لم تكن توحي بحسم سريع للملف وأن الطريق كان أطول مما بدا للجمهور.
إقرأ ايضاً:فرق جديدة تتحدى العمالقة في كأس العرب.. مصر والإمارات يتعادلانهيئة العقار تحذر .. في هذا الموعد تنتهي مهلة تقديم طلبات التسجيل العيني بمنطقة الرياض

ويشير آل معمر إلى أن شهر يوليو شكّل نقطة الرصد الأولى لتحركات إدارة النصر إذ بدأت الأخبار تتوالى عن تصاعد التوتر بين رونالدو وإدارة مانشستر يونايتد، وبالفعل رأى المسؤولون في النادي أن مثل هذا التوتر قد يفتح نافذة محتملة للتفاوض رغم إدراكهم لحساسية الموقف وتعقيداته.

وقد أوضح أن قناة التواصل الرئيسة كانت عبر وكيل اللاعب خورخي مينديز الذي تلقى عرض الاهتمام الأولي، ومع ذلك لم تتقدم المفاوضات بالشكل المتوقع لأن الطرف المقابل لم يظهر آنذاك استعدادًا للدخول في نقاشات رسمية، ويرى آل معمر أن هذا الجمود دفعهم للبحث عن مسارات أخرى تزيد من فرص نجاح المشروع.

ويضيف أن رجل الأعمال محمد الخريجي دخل على خط المشهد في نهاية أغسطس حين اتصل به مقدمًا فكرة جلب رعاة قادرين على دعم التمويل الضخم المطلوب، وقد شكّل هذا الاتصال بحسب وصفه خطوة نقلت النقاش من مجرد رغبة إلى خطة عمل فعلية تسهم في تعزيز القوة التفاوضية للنادي.

وبحلول الأيام الأخيرة من أغسطس بدأت الصورة تتغير تدريجيًا بعد أن تمكن آل معمر من فتح تواصل مباشر مع أشخاص مقربين من عائلة رونالدو، وقد اعتبر تلك الخطوة بداية التحرك الجاد لأنها سمحت لهم بمحاولة تجاوز القيود التقليدية في مثل هذه المفاوضات وخلق مساحة ثقة أكبر حول جدية المشروع.

وقد أثمرت هذه التحركات عن سفره مع الخريجي إلى مانشستر في الثلاثين من أغسطس لعقد اجتماع مباشر مع الأطراف المعنية، وبالفعل خرج اللقاء باتفاق يقضي بتأجيل الدخول الرسمي في الصفقة حتى فترة الانتقالات الشتوية وهو ما وصفه آل معمر بأنه كان منعطفًا مهمًا أعاد ترتيب أولويات العمل داخل النادي.

ومع بداية الموسم عاد ملف رونالدو ليطفو من جديد على طاولة إدارة النصر حيث تكثفت الاجتماعات الداخلية في محاولة لاستغلال كل فرصة متاحة خصوصًا بعد أن بدأ اللاعب يدخل في مرحلة صدام علني مع ناديه، وقد رأى آل معمر أن الوقت أصبح مناسبًا لإعادة تشغيل آليات التفاوض بجرأة أكبر.

وبالفعل سافر آل معمر مرة أخرى برفقة الخريجي إلى لشبونة حيث جرى لقاء مباشر مع رونالدو في منزله استمر على مدار يومين كاملين، وقد أكد أن تلك الزيارة كانت ذات تأثير بالغ لأنها سمحت بعرض تفاصيل المشروع الرياضي للنصر بشكل شخصي وموسع مما أسهم في ترسيخ الانطباع الإيجابي لدى اللاعب.

ويشير إلى أن شخصية وطنية بارزة غير منتمية للنصر قد قدمت دعمًا معنويًا كبيرًا للمشروع من خلال تشجيع القائمين عليه على الاستمرار وعدم التراجع رغم المواقف المتقلّبة، ويرى آل معمر أن دعم هذه الشخصية كان أحد العوامل غير المعلنة التي منحت الفريق التنفيذي دفعة إضافية للاستمرار.

وقد شدد آل معمر على أن وزير الرياضة كان يتابع الملف عن قرب ويقدم دعمه في لحظات حاسمة خصوصًا بعد ظهور مقابلة رونالدو الشهيرة مع بيرس مورغان التي كشفت حجم القطيعة بين اللاعب ومدربه وهو ما اعتبرته إدارة النصر لحظة ذهبية يجب البناء عليها دون تأخير.

ومع تصاعد الأحداث تم التخطيط لعقد اجتماع آخر في قطر خلال إحدى الفعاليات الرياضية الكبرى، وقد تم خلال ذلك اللقاء ترتيب اتصال مباشر بين رونالدو ووزير الرياضة الأمر الذي عزز قناعة اللاعب بجدية المشروع الرياضي السعودي وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التفاهم.

ويروي آل معمر أن قناعة رونالدو بالمشروع أصبحت أوضح بعد تلك المحادثة الهاتفية التي نقلت له رؤية شاملة عن مستقبل الاستثمار الرياضي في المملكة، وبالفعل ساعد ذلك في تهيئة الأجواء للدخول في مفاوضات أدق تتعلق بالجوانب الفنية والمالية والعقدية.

وقد شهدت تلك المرحلة انتقالًا مهمًا في إدارة الملف بعد أن تحولت عملية التواصل من خورخي مينديز إلى وكيل آخر له علاقة أقرب باللاعب، ويرى آل معمر أن هذا التحول منح المفاوضات مرونة أكبر وسرعة في تمرير النقاط العالقة بعيدًا عن الضغوط الإعلامية التي كانت تتصاعد يومًا بعد يوم.

ومع مرور الأسابيع الأخيرة من العام بدأت الصورة تتضح تدريجيًا حيث بدأت الاجتماعات تتوسع وتشمل خبراء ماليين وقانونيين لضبط كل بند في العقد المقترح، وقد أشار آل معمر إلى أن تلك الفترة كانت الأكثر حساسية لأنها كانت تجمع بين الطموح الكبير والحسابات الدقيقة.

وبحلول نهاية ديسمبر سافر الوفد النصراوي إلى مدريد لإجراء الجولة الختامية من النقاشات، وبالفعل حملت تلك الرحلة جوًا من الترقب الشديد لأنها كانت آخر فرصة لإنهاء الصفقة قبل فتح نافذة الانتقالات الشتوية رسميًا، وقد بدا الفريق قادرًا على تجاوز العقبات الأخيرة بثقة أكبر.

ويؤكد آل معمر أن الاجتماع النهائي في مدريد انتهى بتوقيع رسمي ليصبح رونالدو جزءًا من المشروع الرياضي الجديد للنصر في أكبر صفقة في تاريخ النادي، وقد وصف تلك اللحظة بأنها ثمرة شهور من التنسيق والعمل المتواصل بين أطراف متعددة شكلت شبكة دعم شاملة.

ويرى آل معمر أن الصفقة لم تكن مجرد تعاقد رياضي بل محطة مفصلية تلامس أهداف رؤية 2030 في تطوير قطاع الرياضة السعودي وتعزيز حضوره دوليًا، وقد أشار إلى أن الانعكاسات الإعلامية العالمية كانت مؤشرًا واضحًا على حجم التغيير الذي أحدثته الخطوة.

وقد كشف أن محمد الخريجي كان الشخصية الوحيدة من خارج المنظومة الرسمية للنصر التي شاركت بشكل فعلي في المفاوضات، وبالفعل ترك ذلك دورًا مهمًا في تسريع بعض الإجراءات وتيسير التواصل مع جهات داعمة ساعدت في اكتمال المشروع.

ويختتم آل معمر روايته بالتأكيد على أن التجربة كانت درسًا في إدارة الملفات المعقدة داخل الوسط الرياضي إذ تطلبت مزيجًا من الصبر والتوقيت الدقيق والقدرة على قراءة المتغيرات الدولية، ويرى أن نجاح الصفقة شكّل علامة فارقة في مسيرة النادي وفي مستقبل الدوري السعودي ككل.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار