تواصل أسواق النفط العالمية تسجيل موجة صعود ملحوظة في تعاملات اليوم الجمعة، حيث تقترب أسعار خام غرب تكساس الوسيط من تحقيق مكاسب أسبوعية تبلغ نحو 2% مدفوعة باجتماع عوامل اقتصادية وجيوسياسية مؤثرة ترتبط بتوقعات خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، إضافة إلى تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا وتعثر محادثات السلام في موسكو، الأمر الذي يعزز شهية المستثمرين ويدفعهم لزيادة الإقبال على شراء الخام في ظل توقعات بمزيد من الارتفاع خلال الفترة المقبلة.
إقرأ ايضاً:فرق جديدة تتحدى العمالقة في كأس العرب.. مصر والإمارات يتعادلانهيئة العقار تحذر .. في هذا الموعد تنتهي مهلة تقديم طلبات التسجيل العيني بمنطقة الرياض
الضغوط الاقتصادية وتأثير الفيدرالي الأميركي
تشهد الأسواق حالة ترقب واسعة لقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يلمح إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، ما ينعكس إيجابيًا على حركة أسواق السلع وفي مقدمتها النفط، حيث يؤدي تخفيض الفائدة إلى تعزيز النشاط الاقتصادي وتحفيز الطلب على الطاقة، كما يسهم في تقليل تكلفة الاحتفاظ بالمخزونات، وتأتي هذه التطورات في وقت تُظهر فيه المؤشرات الاقتصادية رغبة الأسواق في الاستفادة من أي تحسن محتمل في البيئة المالية، الأمر الذي يزيد من دعم الأسعار ويعزز الاتجاه الصاعد الذي يشهده الخام منذ الأسبوع الماضي.
العوامل الجيوسياسية وتداعيات التوتر الدولي
يبرز التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وفنزويلا كعامل رئيسي آخر يؤثر في حركة الأسعار، إذ تُعد فنزويلا من الدول النفطية ذات الثقل في السوق العالمية، ويؤدي أي اضطراب في علاقاتها الدولية إلى مخاوف بشأن الإمدادات المستقبلية، كما يزيد تعثر محادثات السلام في موسكو من حالة عدم اليقين الجيوسياسي التي تدفع الأسواق إلى التحوط، وبالتالي رفع مستويات الأسعار، حيث ينظر المتعاملون إلى هذه التوترات باعتبارها عنصرًا محفزًا لزيادة الطلب على النفط كأصل استراتيجي في فترات الاضطراب.
مكاسب يومية طفيفة تعزز الثقة
شهدت الأسواق في بداية تعاملات اليوم استقرارًا نسبيًا في حركة الأسعار، حيث ارتفع خام برنت بنحو ستة سنتات أي ما يعادل 0.09% ليصل إلى 63.32 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي أربعة سنتات أو 0.07% مسجلًا 59.71 دولارًا للبرميل، ويأتي هذا الأداء الهادئ بعد جلسة تداول سابقة حقق فيها الخامان مكاسب تقارب 1%، ما يعزز ثقة المستثمرين بأن موجة الارتفاع الحالية ليست مؤقتة بل قد تستمر مع استمرار العوامل الداعمة في مشهد الطاقة العالمي.
توقعات السوق واستمرار المسار الصاعد
تتجه التوقعات إلى استمرار صعود أسعار النفط خلال الأسبوع الثاني على التوالي، حيث تهيمن على الأسواق رؤية متفائلة بأن خفض الفائدة وتصاعد التوترات الدولية سيواصلان دفع الأسعار نحو مزيد من المكاسب، ويؤكد محللو الطاقة أن الاستقرار النسبي في مستويات الطلب العالمية، إلى جانب عدم حدوث زيادات كبيرة في الإمدادات، سيبقيان الأسعار في نطاق صعودي خلال الفترة المقبلة، بينما يظل المتعاملون في ترقب دائم لأي تطورات قد تؤثر في السوق سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي، ما يجعل الأيام المقبلة حاسمة في رسم مسار الخام.