شهد مركز كينيدي للفنون المسرحية في العاصمة الأمريكية واشنطن إقامة قرعة كأس العالم 2026 في أجواء احتفالية بارزة، حيث استضاف الحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما منح المراسم حضورًا سياسيًا وإعلاميًا لافتًا.
إقرأ ايضاً:فرق جديدة تتحدى العمالقة في كأس العرب.. مصر والإمارات يتعادلانهيئة العقار تحذر .. في هذا الموعد تنتهي مهلة تقديم طلبات التسجيل العيني بمنطقة الرياض
وجاءت هذه القرعة لتكشف ملامح الطريق أمام المنتخبات المشاركة، وسط ترقب عالمي للنسخة الأولى التي تُقام بتنظيم مشترك بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، في أكبر نسخة تشهدها البطولة من حيث عدد المنتخبات.
وحظيت القرعة بمتابعة جماهيرية واسعة، خاصة في الوطن العربي، نظرًا لمشاركة عدد من المنتخبات الإقليمية وفي مقدمتها المنتخب السعودي الذي يدخل البطولة بطموحات كبيرة بعد حضوره المتزايد في المشهد الكروي العالمي.
وأسفرت القرعة عن وقوع المنتخب السعودي في المجموعة الثامنة، وهي مجموعة قوية تجمعه بمنتخبات إسبانيا وأوروغواي والرأس الأخضر، ما يجعل المنافسة محتدمة منذ أول مباراة.
وتطرح هذه المجموعة تحديات فنية كبيرة للسعودية، حيث تواجه منتخبًا أوروبيًا ذا تاريخ عريق هو إسبانيا، إضافة إلى قوة أمريكا الجنوبية المتمثلة في أوروغواي، وصعود الرأس الأخضر الذي يملك طموحًا متزايدًا.
ويعتبر ظهور السعودية ضمن هذه المجموعة فرصة لإبراز تطور كرة القدم السعودية خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا مع الدعم الكبير للقطاع الرياضي ضمن رؤية 2030، التي تسعى لرفع مستوى الرياضة محليًا وعالميًا.
وجاءت مشاركة الرأس الأخضر في المجموعة لتضيف عنصرًا غير متوقع، إذ يُعرف المنتخب بطابعه البدني القوي، ما يجعل المواجهة معه مختلفة عن بقية مباريات المجموعة بالنسبة للأخضر السعودي.
وشهدت القرعة كذلك الكشف عن التصنيفات الأربعة التي اعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي شكلت الأساس لتوزيع المنتخبات في مختلف المجموعات وفق معايير القوة الفنية والترتيب العالمي.
وضم التصنيف الأول مجموعة من أقوى المنتخبات العالمية مثل الولايات المتحدة والمكسيك وكندا وإسبانيا والأرجنتين وفرنسا وإنجلترا والبرازيل والبرتغال وهولندا وبلجيكا وألمانيا، ما يعكس تركيز القوة في القمة.
أما التصنيف الثاني فقد شمل منتخبات تمتلك خبرة واسعة في المنافسات الدولية مثل كرواتيا والمغرب وكولومبيا وأوروغواي وسويسرا واليابان والسنغال وإيران وكوريا الجنوبية والإكوادور والنمسا وأستراليا.
وبالنسبة للتصنيف الثالث فقد تضمن النرويج وبنما ومصر والجزائر واسكتلندا وباراغواي وتونس وساحل العاج وأوزبكستان وقطر والسعودية وجنوب أفريقيا، وهو تصنيف يعكس تنوعًا جغرافيًا كبيرًا.
وجاء التصنيف الرابع ليضم الأردن والرأس الأخضر وغانا وكوراساو وهايتي ونيوزيلندا، إضافة إلى أربعة منتخبات متأهلة من تصفيات يويفا ومنتخبين من المتأهلين عبر تصفيات القارات، ما يضفي عنصر المفاجأة في عدة مجموعات.
ورغم صعوبة المجموعة الثامنة إلا أن المنتخب السعودي يملك الدافع لتقديم أداء قوي، خاصة بعد التطور الفني الذي شهده الفريق في مشاركاته الإقليمية والعالمية خلال الأعوام الماضية.
وتعزز هذه المشاركة طموحات الجمهور السعودي في رؤية منتخبهم ينافس بجدية، إذ تعتمد الكرة السعودية على تطوير شامل يشمل اللاعبين المحليين والدوريات والمدارس الفنية والاحترافية المتصاعدة.
وتتطلع الجماهير إلى مواجهة المنتخب الإسباني تحديدًا، إذ تمثل اختبارًا مهمًا لقدرات اللاعبين السعوديين في مواجهة أساليب لعب تعتمد على التحكم والتمرير والضغط العالي.
كما تحظى مواجهة أوروغواي باهتمام خاص نظرًا لقوة المنتخب اللاتيني في البطولات الكبرى، ما يمنح السعودية فرصة لاكتساب خبرة إضافية أمام مدرسة كروية معروفة بالندية والصلابة.
وتبقى مواجهة الرأس الأخضر عنصرًا حاسمًا في حسابات المجموعة، إذ يُتوقع أن تكون مباراة مفتوحة يسعى فيها الأخضر لانتزاع نقطة أو ثلاث نقاط قد تصنع الفارق في مسار التأهل.
وتأمل الجماهير العربية أن يقدم المنتخب السعودي أداءً مشرفًا في هذه النسخة، وأن يواصل خطه التصاعدي في المحافل العالمية، مستفيدًا من الدعم الكبير والبنية الرياضية المتطورة التي تشهدها المملكة.