تقرر رسميًا إلغاء فكرة إقامة مباراة ودية كانت مطروحة بين المنتخب السعودي الأول لكرة القدم ونظيره الإسباني، وذلك بعد مراجعة الجانبين للروزنامة الدولية وضغط الاستحقاقات القارية والعالمية المقبلة.
إقرأ ايضاً:فرق جديدة تتحدى العمالقة في كأس العرب.. مصر والإمارات يتعادلانهيئة العقار تحذر .. في هذا الموعد تنتهي مهلة تقديم طلبات التسجيل العيني بمنطقة الرياض
وكانت هذه الودية قد بدأت كفكرة لتعزيز جاهزية المنتخبين قبل حضورهم العالمي المرتقب، خاصة بعد وقوعهما في مجموعة واحدة ضمن نهائيات كأس العالم 2026 التي ستقام في كل من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
ويتواجد الأخضر السعودي في المجموعة الثامنة التي تضم منتخبات قوية على رأسها المنتخب الإسباني بطل العالم سابقًا، إلى جانب المنتخب الأوروجوياني والمنتخب القادم من قارة إفريقيا كاب فيردي.
وبرز المقترح خلال الأسابيع الماضية في ظل سعي الجهازين الفنيين لتجربة احتكاك مباشر قبل البطولة، إلا أن ازدحام جدول المباريات الدولية شكّل تحديًا كبيرًا أمام تنفيذ الفكرة بالشكل المثالي.
وأوضحت تقارير رياضية أن تضارب المواعيد وصعوبة إيجاد نافذة زمنية مناسبة كانا أبرز الأسباب التي منعت المضي قدما نحو اعتماد المباراة رسميًا ضمن برنامج الإعداد.
ويشهد تقويم الاتحاد الدولي لكرة القدم ازدحاما واضحا في تواريخ التوقف الدولي، في ظل مشاركة المنتخبات في تصفيات متعددة وبطولات رسمية مقبلة خلال الفترة ذاتها.
وأشارت المصادر إلى أن الاتحادين السعودي والإسباني فضلا التركيز على البرامج الإعدادية الخاصة بكل منتخب، بما يتماشى مع رؤية الأجهزة الفنية ومتطلبات الاستعداد القصوى قبل المونديال.
كما أن تداخل الاستحقاقات المحلية والدولية يزيد من صعوبة التنسيق بين الاتحادات الرياضية، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمواجهات كبيرة تتطلب ترتيبات تنظيمية واسعة.
ويرى محللون أن مواجهة ودية بين المنتخبين قبل البطولة كانت ستمنح الفرصة للأجهزة الفنية لاكتشاف نقاط القوة والضعف لدى المنافس المباشر داخل المجموعة.
لكن في المقابل فإن إقامة مثل هذه المواجهة قد تكشف أوراقًا فنية تكتيكية يرغب كل منتخب في الاحتفاظ بها لجولة المجموعات في كأس العالم، ما يجعل قرار الإلغاء منطقيًا في هذا التوقيت.
وسيبقى كل منتخب مطالبًا برفع جاهزية عناصره وفق خططه الفنية الخاصة، دون منح المنافس فرصة مبكرة لاستكشاف استراتيجيات اللعب أو مراقبة نقاط التفوق.
ويواصل المنتخب السعودي تنفيذ برنامجه التحضيري المقرر سابقًا دون أي تغييرات تذكر، مستهدفًا الوصول للجاهزية القصوى قبل التحدي العالمي الذي ينتظره بعد ستة أشهر فقط.
ويعمل الجهاز الفني بقيادة المدرب على رفع مستوى الانسجام بين اللاعبين الدوليين، خاصة مع ارتفاع وتيرة المنافسة في دوري روشن السعودي وتنوع الخيارات المتاحة.
كما يحرص المنتخب على خوض مباريات ودية ذات طابع تنافسي مرتفع أمام مدارس كروية مختلفة، تعزز من القدرات الذهنية والبدنية والنواحي التكتيكية للمجموعة.
من جانبه يواصل المنتخب الإسباني إعداداته وفق جدوله الفني المعتمد، مستفيدًا من قوة لاعبيه الحاضرين في أبرز الدوريات الأوروبية وتعدد أساليب اللعب الهجومية التي يعتمدها.
ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة اهتمامًا إعلاميًا أكبر بتحضيرات المنتخبين، لاسيما مع تزايد الحماس للجولة الأولى من مباريات المجموعة التي ستجمعهما مباشرة في المونديال.
ويأمل الأخضر في تقديم صورة مغايرة عن مشاركته الأخيرة، مستندًا إلى دعم جماهيره الواسع وإمكانات اللاعبين الذين أثبتوا جدارتهم في المنافسات السعودية والدولية.
وتعكس التطورات الأخيرة مدى صعوبة التخطيط الفني في ظل ازدحام الأجندة الدولية، ما يجعل اتخاذ القرارات المناسبة أمرًا محوريًا في طريق الوصول إلى التميز العالمي.
وسيظل التنسيق مفتوحًا بين الاتحادين لدراسة إمكانية إقامة مواجهة مستقبلية بعد انقضاء التزامات المنتخبات، وبما ينسجم مع ظروف المنافسات وتوفر التواريخ الدولية المناسبة.
وتؤكد هذه الخطوة رغبة المنتخبين في التركيز الكامل على التحضير لكأس العالم، مع ضمان أفضل مستوى ممكن من الجاهزية قبيل انطلاق البطولة العالمية الكبرى.