يظل الجدل الصحي حاضرًا بين المشي والجري كخيارين الأكثر شيوعًا لفقدان الوزن وتحسين الصحة، وبينما يسعى الملايين لاختيار النشاط الأكثر فاعلية لحرق الدهون، يحسم الخبراء المسألة دون انحياز لطرف واحد، مؤكدين أن لكل تمرين مميزاته البيولوجية وتأثيراته على الجسم، وأن العبرة ليست في السرعة فقط بل في الاستمرارية، نوع الدهون المستهدفة، والقدرة الجسدية على تحمل النشاط دون إرهاق أو توقف.
إقرأ ايضاً:عرض مرئي شامل يستعرض التحديات والإنجازات.. وكيل الوزارة يشيد بجهود فرع مكة المكرمة في تنفيذ "المبادرات التطويرية"المدرب كونسيساو يوجه ضربة قاسية للاعبه الهولندي.. قرار فني صادم يقف خلف استبعاد بيرجوين!
الجري.. حارق أسرع يُشعل السعرات
يؤكد مختصون أن الجري يمتلك أفضلية واضحة في معدلات حرق السعرات خلال وقت قصير، فوفق بيانات طبية يمكن لشخص يزن 70 كيلوغرامًا أن يحرق أكثر من 300 سعرة حرارية خلال 30 دقيقة من الجري، بينما لا تتجاوز 150 سعرة عند المشي بالوتيرة المتوسطة، ويرجع ذلك إلى ارتفاع معدل ضربات القلب أثناء الجري، وزيادة استهلاك الأكسجين بشكل كثيف، مما يدفع الجسم لاستنزاف مخزونه من الطاقة بوتيرة أسرع، ما يجعل الجري خيارًا مثاليًا للراغبين في نتائج سريعة أو تحسين كفاءة الجهاز القلبي.
المشي.. حليف الدهون العميقة والاستمرارية
في المقابل، يشير خبراء التغذية الرياضية إلى أن المشي ليس أقل قيمة، بل يمتلك تأثيرًا استراتيجيًا طويل المدى، حيث يعتمد فيه الجسم على الدهون كمصدر رئيسي للطاقة، خصوصًا عند الحفاظ على وتيرة ثابتة لفترات ممتدة، مما يجعله أكثر قدرة على استهداف الدهون العميقة المخزنة، وهي الأصعب في التفكيك، إلى جانب انخفاض احتمالات الإصابات مقارنة بالجري، وقلة الضغط على المفاصل، وسهولة ممارسته لدى مختلف الفئات العمرية، مما يعزز فرص الاستمرارية دون انقطاع.
الهدف الشخصي.. من يصنع القرار؟
يرى الخبراء أن قرار المفاضلة بين الجري والمشي ينبغي أن ينبع من الهدف الشخصي والقدرة الجسدية، فالجري قد يكون مناسبًا لمن يسعون لخسارة سريعة وتحفيز قوي لعضلة القلب، أما المشي فهو الحل المثالي لمن يعانون من ضعف لياقة أو مشكلات في المفاصل أو يرغبون ببناء عادة يومية مستدامة دون ضغط بدني عالٍ، ويتفق المختصون على أن المزج بين النشاطين بوتيرة مرنة، مع نظام غذائي متوازن، يضاعف النتائج وينقل الجسم من مرحلة فقدان الوزن إلى اللياقة الشاملة.
الخمول.. العدو الذي لا يُسمع صوته
يحذر الأطباء من تأثيرات الجلوس الطويل وقلة الحركة التي باتت من أخطر تهديدات الصحة في العصر الحديث، حيث ترتبط بالسمنة، وأمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، إلى جانب تراجع المزاج وزيادة التوتر، مؤكدين أن أسوأ تمرين هو الذي لا يتم أداؤه، وأن المشي اليومي 30 دقيقة كفيل بتغيير معادلة الصحة لدى كثيرين، وأن الكارثة ليست في نوع التمرين بل في غيابه، لأن الجسم الذي لا يتحرك يفقد توازنه تدريجيًا دون شعور فوري بالخطر.