إبداع 2026
"تعليم جازان" يفاجئ الحضور في "إبداع 2026".. ابتكارات طلابية تحوّلت إلى "مشروعات المستقبل"!
كتب بواسطة: محمد الخوري |

في مدينة جيزان، تزيّن مركز الأمير سلطان الحضاري بحضور 55 طالبًا وطالبة من مدارس منطقة جازان، حيث قدّموا مشروعاتهم البحثية ضمن فعاليات الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي "إبداع 2026"، في تظاهرة علمية جمعت بين الفكر الشاب والطموح الوطني نحو مستقبل معرفي متجدد.
إقرأ ايضاً:كيف تسهم «الحافلة الذكية» في تمكين المجتمع الرقمي بالمدينة المنورة؟ليفربول في مأزق غير مسبوق .. عرض سعودي بأرقام فلكية يربك مستقبل صلاح

جاء تنظيم الحدث بالشراكة بين الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة"، ما أضفى عليه بعدًا مؤسسيًا يعزز من مكانة جازان كمركز متنامٍ للتميز والإبداع العلمي في المملكة.

تنوعت مشروعات الطلبة لتغطي مجالات حيوية تمس حاضر الإنسان ومستقبله، حيث تناولت موضوعات البيئة المستدامة وصحة الإنسان واقتصاديات الطاقة، ما يعكس وعيًا علميًا متقدمًا لدى المشاركين وقدرتهم على الربط بين النظرية والتطبيق.

قدّم المشاركون أبحاثًا وابتكاراتٍ تسعى لإيجاد حلول واقعية للتحديات البيئية، من تحسين جودة الهواء والمياه إلى تطوير تقنيات لإدارة النفايات بشكل مستدام يحد من الأثر البيئي ويعزز كفاءة الموارد.

وفي المجال الصحي، عرضت مجموعة من الطلبة مشروعات تتعلق بتقنيات التشخيص المبكر للأمراض، إلى جانب تصميم أدوات وأجهزة طبية ترفع كفاءة الخدمات الصحية وتقلل من التكلفة التشغيلية للمؤسسات الطبية.

كما لفتت الأنظار أبحاثٌ تناولت سبل تطوير مصادر الطاقة المتجددة باستخدام الذكاء الاصطناعي والتحكم الذكي، في انسجام تام مع توجهات المملكة نحو التحول إلى الطاقة النظيفة ضمن مستهدفات رؤية 2030.

وحظي المعرض بإشادة كبيرة من الحضور من الأكاديميين ورواد التعليم والموهبة، الذين رأوا في هذه المشروعات نموذجًا لما يمكن أن يقدمه التعليم السعودي حين يُمنح مساحة للابتكار والتفكير العلمي المنهجي.

أشار عدد من المشرفين إلى أن المشروعات تعكس نقلة نوعية في مستوى الوعي العلمي لدى طلبة جازان، مؤكدين أن المشاركة في مثل هذه الفعاليات تمثل تدريبًا عمليًا على مهارات البحث والتفكير النقدي والتحليل المنهجي.

كما عبّر الطلبة عن سعادتهم بالمشاركة في "إبداع 2026"، معتبرين التجربة فرصة لاكتشاف الذات وتوسيع آفاقهم العلمية، ومقدمة حقيقية لمشروعات مستقبلية قد ترى النور في الجامعات ومراكز الابتكار السعودية.

وشهد المعرض تفاعلًا مميزًا من أولياء الأمور، الذين تابعوا بفخر نتاج أبنائهم، مؤكدين أن الدعم الأسري يشكل ركيزة أساسية في تعزيز الثقة وتحفيز الإبداع لدى الطلاب والطالبات.

ولم تقتصر الفعالية على العرض البحثي فقط، بل تضمنت حلقات نقاش علمية تناولت آليات تطوير مهارات البحث والتفكير الابتكاري لدى الطلبة، بإشراف نخبة من المختصين والخبراء في مجالات التعليم والعلوم.

وأشاد مدير تعليم جازان بما قدمه الطلبة من أفكارٍ نوعية، مؤكدًا أن هذه النماذج تمثل مستقبل المنطقة العلمي، وتبرهن على أن الاستثمار في العقول الشابة هو الاستثمار الأجدى لبناء وطنٍ مزدهرٍ معرفيًا.

كما أشار ممثلو مؤسسة "موهبة" إلى أن الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي يشكّل منصة وطنية لاكتشاف المواهب البحثية، ودفعها نحو مسارات علمية تسهم في النهضة الوطنية الشاملة.

وأوضح القائمون على التنظيم أن عملية التحكيم تمت وفق معايير دقيقة تراعي جودة الفكرة، وأصالة البحث، ومدى قابليته للتطبيق العملي، لضمان اختيار النماذج الأجدر بالتمثيل في المراحل المتقدمة من المسابقة.

واعتبر المشاركون أن دعم الجهات التعليمية لمثل هذه المبادرات يمنحهم الثقة لتوسيع آفاق بحثهم، ويعزز روح التنافس الإيجابي بين المدارس في تطوير مشروعات علمية ذات أثر واقعي.

يُذكر أن المعرض ضمّ 55 مشروعًا قدمها الطلبة حضورياً، فيما بلغ عدد المشروعات الإلكترونية المشاركة في المسابقة أكثر من 2180 مشروعًا، مثّلت نتاج جهود 31 ألف طالب وطالبة من المنطقة.

وتأتي هذه المشاركة ضمن الجهود المستمرة للإدارة العامة للتعليم في جازان لتفعيل الشراكة مع "موهبة"، بما يرسخ ثقافة البحث العلمي والابتكار لدى الطلبة في مختلف المراحل الدراسية.

ويُتوقع أن تمهد نتائج "إبداع 2026" لانطلاقة جديدة نحو بناء جيلٍ واثقٍ بقدراته العلمية، قادرٍ على الإسهام الفعّال في مسيرة التنمية الوطنية الطموحة التي ترسمها رؤية المملكة 2030.

جازان تُثبت من جديد أن الموهبة حين تُمنح الرعاية والدعم تتحول إلى طاقة وطنية قادرة على صناعة المستقبل بالعلم والابتكار.