أطلق وزير الصحة ورئيس مجلس إدارة شركة الصحة القابضة فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، مبادرة نوعية تُعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، تتمثل في خدمة صحية مبتكرة تقدم "وصفة لنمط الحياة الصحي" إلى جانب الوصفة الطبية التقليدية.
إقرأ ايضاً:"50%" هي النسبة الفاصلة.. وزارة التعليم تلزم المعلمين بإعادة الشرح والتقييمالأهلي يحسم قراره بشأن التشكيلة الأساسية .. اسم مفاجئ يثير الجدل قبل مواجهة السد!

وجاء الإعلان عن هذه المبادرة خلال فعاليات ملتقى الصحة العالمي 2025 في نسخته الثامنة، بحضور نخبة من المختصين وصناع القرار في القطاع الصحي، حيث استعرضت الصحة القابضة تفاصيل الخدمة الجديدة التي تمثل تحولًا مفاهيميًا في الرعاية الصحية بالمملكة.

وتهدف خدمة "وصفة نمط الحياة" إلى تعزيز جودة حياة المستفيدين من أصحاب الأمراض المزمنة الأكثر شيوعًا مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول، من خلال تقديم إرشادات صحية متكاملة تسهم في الوقاية وتقليل المضاعفات.

وأوضحت الصحة القابضة أن إطلاق هذه الخدمة يعكس التزامها بتطوير منظومة الرعاية الصحية لتكون أكثر شمولية وتكاملاً، بحيث لا تقتصر على تقديم الدواء فحسب، بل تشمل نمط حياة صحي يوازي أهميته العلاج الدوائي نفسه.

وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود تفعيل بروتوكولات العلاج الحديثة في إطار نموذج الرعاية الصحية السعودي، الذي يضع الإنسان في صميم اهتمامه، ويركز على تحسين جودة الخدمات الصحية وتسهيل وصول المستفيدين إليها في جميع مناطق المملكة.

كما تعزز الخدمة الجديدة مفهوم "الوقاية قبل العلاج"، وهو أحد المبادئ الأساسية التي يستند إليها برنامج التحول في القطاع الصحي، أحد برامج رؤية السعودية 2030، الرامية إلى بناء مجتمع أكثر صحة وجودة حياة.

وتوفر الخدمة للمستفيدين إرشادات دقيقة ومتكاملة حول الجوانب الحياتية المؤثرة في الصحة، مثل النظام الغذائي المتوازن، وممارسة النشاط البدني المنتظم، وإدارة التوتر، والنوم الصحي، في مسار تكاملي مع العلاج الطبي.

وسيتمكن المستفيدون من الحصول على "وصفة نمط الحياة الصحية" بعد زيارة الطبيب المختص في مراكز الرعاية الأولية أو المستشفيات، حيث تُضاف تلقائيًا إلى وصفاتهم عبر منصة "صحتي" الرقمية بطريقة سهلة وواضحة.

وأشارت الصحة القابضة إلى أن الوصفة تُكتب بلغة بسيطة وميسرة تشجع على تبني السلوكيات الصحية اليومية، بما يسهل تطبيقها ويعزز نتائجها على المدى الطويل في تحسين جودة الحياة.

ويأتي تصميم الخدمة استنادًا إلى دراسات عالمية أثبتت أن تبني أسلوب حياة صحي يسهم في خفض معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة، ويقلل الحاجة إلى الأدوية والعلاجات المكلفة.

وأكدت الشركة أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في مفهوم الرعاية، حيث تُعيد تعريف العلاقة بين الطبيب والمريض لتصبح شراكة قائمة على التمكين والتثقيف، لا مجرد وصف علاج دوائي.

كما تُجسّد المبادرة طموح المملكة في أن تكون نموذجًا عالميًا في تقديم الرعاية الوقائية المتكاملة، من خلال الجمع بين الطب الحديث والتوجيه السلوكي القائم على الأدلة العلمية.

وتسهم الخدمة كذلك في خفض الضغط على المنشآت الصحية عبر تقليل معدلات التنويم والزيارات المتكررة، ما ينعكس إيجابًا على كفاءة النظام الصحي واستدامته.

وذكرت الصحة القابضة أن الخدمة تتكامل مع منظومة التحول الرقمي التي تشهدها وزارة الصحة، إذ تعتمد على ربط إلكتروني شامل بين التجمعات الصحية ومنصة "صحتي" لتوفير تجربة موحدة للمستخدم.

ويُتوقع أن تُحدث الخدمة تأثيرًا ملموسًا في أنماط الحياة الصحية داخل المجتمع السعودي، خصوصًا في ظل ارتفاع الوعي الصحي وتزايد الإقبال على الخدمات الرقمية في قطاع الصحة.

وأشار مختصون إلى أن هذه الخطوة تضع المملكة في مقدمة الدول التي تربط بين الرعاية الطبية والتمكين الصحي الذاتي، مؤكدين أن هذا النموذج يمثل مستقبل الخدمات الصحية في العالم.

وتعكس المبادرة الدور الريادي لشركة الصحة القابضة، التي تشرف على 20 تجمعًا صحيًا يخدم سكان مختلف مناطق المملكة، وتعمل على تحقيق التكامل بين الرعاية الوقائية والعلاجية.

وتؤكد الصحة القابضة أن نجاح هذه الخدمة سيكون دافعًا لتطوير مزيد من المبادرات التي تضع الإنسان أولًا، وتُسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 نحو بناء مجتمع ينعم بالصحة والعافية.

وتُعد "وصفة نمط الحياة الصحية" رسالة واضحة بأن الطب الحديث لا يقتصر على علاج المرض، بل يمتد إلى بناء حياة متوازنة ومستدامة تُحافظ على صحة الإنسان قبل إصابته.