القولون العصبي
دراسة تكشف مفاجأة صادمة.. مَن يعملون في هذا الوقت من اليوم مهددون بمرض مزمن يضرب الجهاز الهضمي!
كتب بواسطة: حمادة صالح |

تشير دراسات طبية حديثة إلى أن التوتر والقلق واضطراب مواعيد النوم لا تقتصر آثارها على الحالة النفسية فقط، بل تمتد لتشمل الجوانب الجسدية والصحية أيضاً، حيث ترتبط بزيادة مشاكل الهضم والصداع وضعف الذاكرة وانخفاض القدرة الذهنية العامة.
إقرأ ايضاً:الضمان الاجتماعي يطلق تحذيراً عاجلاً .. هذه الأسباب قد تمنعك من الاستفادة من الدعمالداخلية تكشف عن نتائج القبول النهائي .. هذه المفاجأة بانتظار المتقدمين

هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى إنهاك جهاز المناعة وتقليل مقاومة الجسم للأمراض، وهو ما ينعكس سلباً على جودة الحياة ويزيد من قابلية الفرد للإصابة باضطرابات مزمنة يصعب السيطرة عليها.

وفي هذا السياق، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة جياوتونغ الصينية عن وجود علاقة وثيقة بين العمل الدائم في النوبات الليلية وارتفاع خطر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.

واستندت الدراسة إلى تحليل بيانات أكثر من 266 ألف مشارك من البنك الحيوي البريطاني تمت متابعتهم على مدى تسع سنوات، وهو ما منح نتائجها قدراً كبيراً من الموثوقية العلمية.

وخلال فترة الدراسة، تمكن الباحثون من رصد 5218 حالة جديدة من القولون العصبي، ما أتاح لهم تتبع الأنماط الزمنية والسلوكية المرتبطة بظهور المرض بين الفئات المختلفة.

وأظهرت النتائج أن العاملين بشكل دائم في النوبات الليلية أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي بنسبة تصل إلى 36% مقارنة بزملائهم الذين يعملون في أوقات النهار.

كما لاحظ الباحثون أن هذه النسبة كانت أعلى بشكل واضح لدى الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن، مما يشير إلى أن السمنة قد تضاعف تأثير اضطراب النوم على الجهاز الهضمي.

وأوضحت الدراسة أن السبب الرئيس وراء هذه العلاقة يكمن في اضطراب الساعة البيولوجية للجسم الناتج عن العمل الليلي المستمر وما يسببه من خلل في الإيقاع الطبيعي للوظائف الحيوية.

ويؤدي هذا الاضطراب إلى سلسلة من التغيرات البيولوجية تشمل اختلال توازن بكتيريا الأمعاء النافعة، وضعف حركة الجهاز الهضمي، وارتفاع مستوى الالتهابات منخفضة الدرجة في الجسم.

كما يؤدي نقص إفراز هرمون الميلاتونين، الناتج عن قلة التعرض للظلام الطبيعي أثناء النوم الليلي، إلى تقليل قدرة الجهاز الهضمي على مقاومة التوتر والالتهاب.

وتُعد هذه النتائج امتداداً لأبحاث سابقة ربطت بين اضطراب النوم وأمراض الأيض مثل السمنة والسكري، ما يجعل النوم المنتظم عاملاً أساسياً في الحفاظ على الصحة العامة.

ونصح الباحثون الأشخاص الذين يضطرون للعمل ليلاً، خصوصاً من يعانون من السمنة أو مشكلات هضمية مزمنة، بمحاولة تقليل عدد النوبات الليلية قدر الإمكان للحفاظ على توازنهم البيولوجي.

كما شددوا على أهمية تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ حتى في أيام العطلات، لتقليل اضطراب الساعة الداخلية للجسم وتعزيز قدرة الجهاز الهضمي على التكيف.

وأكد الفريق البحثي ضرورة إجراء مزيد من الدراسات طويلة المدى لفهم آليات العلاقة بين اضطراب النوم والقولون العصبي بشكل أدق وتحديد طرق الوقاية المثلى.

وأشار التقرير إلى أن متلازمة القولون العصبي تصيب نحو 7.6% من سكان العالم، وتعد من أكثر الاضطرابات المزمنة شيوعاً التي تؤثر على جودة الحياة اليومية.

وتتسبب هذه المتلازمة في أعراض مزعجة تشمل آلام البطن والانتفاخ والإمساك أو الإسهال، مما يحد من النشاط البدني ويؤثر على الإنتاجية في العمل.

ويرى الأطباء أن الاهتمام بنمط الحياة الصحي والنوم المنتظم والتغذية المتوازنة يمثل خط الدفاع الأول ضد هذه الاضطرابات النفسية والهضمية المتشابكة.

وتسعى المؤسسات الصحية في العالم إلى زيادة الوعي بأهمية النوم الصحي بوصفه ركيزة أساسية للصحة النفسية والجسدية، وليس مجرد وسيلة للراحة.

وتخلص الدراسة إلى أن العمل الليلي المتواصل يجب أن يُنظر إليه كعامل خطر صحي لا يقل أهمية عن التدخين أو قلة النشاط البدني، ما يتطلب تدخلات توعوية وتنظيمية عاجلة.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار