أعلنت هيئة التأمين في المملكة عن قرار مفاجئ يقضي بإيقاف شركة المتحدة للتأمين التعاوني عن إصدار أو تجديد وثائق التأمين الإلزامي، في خطوة أثارت اهتمامًا واسعًا داخل قطاع التأمين السعودي.
إقرأ ايضاً:"مستشفى النور التخصصي" يكشف مفاجأة في فنجان القهوة.. 5 نصائح بسيطة قد تُحدث فرقاً في صحتك!"المركز الوطني للأرصاد" يُصدر تنبيهاً عاجلاً.. رياح قوية وأتربة كثيفة تهدد هذه المناطق خلال الساعات القادمة!
وقد شمل القرار جميع أنواع الوثائق الإلزامية التي تقدمها الشركة، بما في ذلك التأمين الصحي وتأمين المركبات وتأمين عقود العمالة المنزلية، وذلك اعتبارًا من يوم السابع والعشرين من أكتوبر لعام 2025.
وأكدت الهيئة عبر بيان رسمي نشرته على منصة إكس أن هذا الإجراء يأتي بعد سلسلة من الملاحظات التي رصدتها الفرق الرقابية على أداء الشركة خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن المخالفات كانت متعلقة بالتعليمات الإشرافية والرقابية المنظمة للسوق.
وأوضحت الهيئة أن القرار يستند إلى المادة التاسعة عشرة من نظام مراقبة شركات التأمين التعاوني الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/32 بتاريخ الثاني من جمادى الآخرة عام 1424هـ، وهو النظام الذي يخول لها صلاحية اتخاذ مثل هذه الإجراءات عند وجود تجاوزات.
ويرى مراقبون أن هذا القرار يعكس تشدد الهيئة في مراقبة التزام شركات التأمين بالمعايير التنظيمية، خصوصًا في ظل مساعي المملكة لتعزيز الشفافية وتحسين كفاءة الخدمات المالية ضمن مستهدفات رؤية 2030.
وقد بيّنت الهيئة أن قرار الإيقاف لا يُعفي الشركة من التزاماتها تجاه عملائها الحاليين، بل يلزمها بالاستمرار في الوفاء بجميع الوثائق السارية ومعالجة المطالبات الناشئة عنها دون أي تأخير.
وشددت على ضرورة أن تتخذ الشركة جميع الخطوات الكفيلة بعدم تأثر مصالح المؤمن لهم أو المستفيدين من خدماتها، مؤكدة أنها ستواصل متابعة مدى التزام الشركة بتنفيذ التزاماتها القانونية.
ويأتي هذا القرار في وقت تسعى فيه هيئة التأمين إلى رفع كفاءة السوق وتعزيز الثقة بين الشركات والمستفيدين، خصوصًا بعد سلسلة من الإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها مؤخرًا لضمان حماية حقوق العملاء.
وبحسب محللين، فإن خطوة الإيقاف هذه قد تمثل رسالة واضحة لبقية الشركات العاملة في القطاع، بضرورة الالتزام الصارم بالمعايير الرقابية وتجنب أي ممارسات قد تضر بسمعة السوق.
ويرى خبراء أن الهيئة باتت تتعامل بحزم أكبر مع أي إخلال بالأنظمة، إذ سبق أن اتخذت إجراءات مشابهة بحق شركات أخرى خلال العامين الماضيين بعد رصد مخالفات تتعلق بإدارة المطالبات أو ضعف الحوكمة.
وفي المقابل، يؤكد مختصون أن مثل هذه القرارات لا تستهدف التضييق على الشركات بقدر ما تهدف إلى ضمان العدالة بين المتعاملين وتحسين جودة الخدمة المقدمة للعملاء.
وقد أشار بعض المحللين إلى أن الهيئة تسعى من خلال هذه الإجراءات إلى بناء بيئة تأمينية أكثر انضباطًا واستقرارًا، ما يعزز ثقة المستثمرين والمستفيدين في آن واحد.
كما أن هذا القرار يتماشى مع التوجه الحكومي نحو رقمنة قطاع التأمين وتطوير أدوات المتابعة التقنية لرصد الأداء والامتثال في الوقت الفعلي.
ويرجح مراقبون أن الشركة ستعمل خلال الفترة المقبلة على تصحيح أوضاعها واستيفاء متطلبات الهيئة سعيًا لاستعادة قدرتها على إصدار الوثائق من جديد.
وبالفعل، أكد عدد من خبراء التأمين أن إعادة الامتثال للأنظمة وتقديم خطة تصحيحية واضحة قد يفتح الباب أمام الهيئة لرفع الإيقاف مستقبلًا متى ما تحقق الالتزام الكامل.
ويرى آخرون أن هذه الخطوة قد تكون فرصة لإعادة تقييم سياسات الشركة التشغيلية، وتبني ممارسات حوكمة أكثر صرامة تعيد بناء الثقة مع العملاء.
وقد دعا مختصون في القطاع إلى ضرورة أن تكون الشفافية في التعامل مع العملاء أولوية لدى جميع الشركات، لضمان استمرار النمو في سوق التأمين السعودي الذي يشهد تحولًا هيكليًا واسعًا.
وفي ختام البيان، شددت الهيئة على أنها ستواصل مراقبة أداء الشركات كافة لضمان الامتثال الكامل للأنظمة، مؤكدة أن حماية حقوق المؤمن لهم والمستفيدين تبقى في صميم أهدافها الاستراتيجية.