حذّرت الإدارة العامة للمرور من سلوك خطير بات يتكرر في الطرق السعودية، يتمثل في ملاحقة مركبات الطوارئ أثناء تنفيذ مهامها الميدانية، مشددة على أن هذا الفعل يعد مخالفة مرورية صريحة وغير حضارية.
إقرأ ايضاً:هل يلتزم مصنعو أجهزة الغاز بلوائح المطابقة الجديدة؟انقلاب في الأهلي.. محمد نور يطلق "قذيفة عاجلة" تطالب برحيل يايسله لهذا السبب

وقد أكدت الإدارة أن ملاحقة سيارات الإسعاف أو الدفاع المدني أثناء تشغيل المنبهات الخاصة بها يعرقل وصولها إلى مواقع الحوادث في الوقت المناسب، مما قد يؤدي إلى تأخير إنقاذ الأرواح أو السيطرة على المواقف الطارئة.

ويرى المرور أن هذا السلوك لا يعكس فقط قلة الوعي المروري، بل يظهر أيضاً ضعف الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية تجاه حياة الآخرين وسلامة مستخدمي الطريق.

وأوضح المرور في بيانه أن أنظمة المرور السعودية تنص بوضوح على منح مركبات الطوارئ أولوية المرور في جميع الحالات التي تستدعي تدخلاً عاجلاً، مؤكدًا أن احترام هذه القاعدة واجب وطني قبل أن يكون التزامًا قانونيًا.

وأشار إلى أن بعض السائقين يحاولون استغلال حركة مركبات الطوارئ لفتح الطريق أمامهم أو تجاوز الازدحامات، وهو تصرف يعاقب عليه النظام لما فيه من استهتار بالأرواح والممتلكات.

كما شدد المرور على أن المركبات المجهزة بالمنبهات الضوئية أو الصوتية مخصصة حصراً للجهات الرسمية المعنية بالإنقاذ والإسعاف، ولا يحق لأي سائق مدني أن يتبعها أو يحاول اللحاق بها أثناء عملها الميداني.

وأوضح البيان أن الغرامة المقررة على ملاحقة مركبات الطوارئ أثناء أداء مهامها تتراوح بين 500 و900 ريال، وتضاعف العقوبة في حال تكرار المخالفة أو تسببها في عرقلة العمل الميداني.

وبين أن الهدف من هذه العقوبات ليس فقط الردع المالي، بل تعزيز ثقافة احترام القانون والالتزام بالسلوك المروري الآمن الذي يحمي الجميع.

ويرى المرور أن الالتزام بترك المسار لمركبات الطوارئ يعكس وعياً حضارياً وسلوكاً وطنياً مسؤولاً، ويُظهر صورة إيجابية للمجتمع السعودي في مواقفه الإنسانية.

وأكدت الإدارة أن التعاون مع الجهات الميدانية أثناء تنفيذ مهامها يسهم في إنقاذ الأرواح، خصوصاً في الحوادث التي تتطلب سرعة في التعامل ودقة في التنسيق بين الفرق المختلفة.

وأضافت أن منح مركبات الطوارئ الأولوية لا يعني فقط التوقف أو الابتعاد عن المسار، بل يشمل أيضاً تجنب القيادة خلفها أو مضايقتها بأي شكل من الأشكال.

وقد أشارت الإدارة إلى أن بعض المخالفين يلتقطون مقاطع فيديو أثناء ملاحقة سيارات الإسعاف، وهو سلوك يعرض صاحبه للمساءلة القانونية بسبب انتهاك الخصوصية وعرقلة العمل الميداني.

وأكد المرور أنه يعمل بالتعاون مع الجهات الأمنية على رصد مثل هذه المخالفات عبر الكاميرات الذكية والدوريات المنتشرة في مختلف المناطق لضمان سرعة التعامل مع أي تجاوزات.

كما أوضحت الإدارة أن جميع البلاغات المرورية المتعلقة بمركبات الطوارئ يتم التعامل معها بجدية كاملة، لأن أي تأخير في استجابتها قد يترتب عليه فقدان حياة أو خسائر جسيمة.

ويرى المختصون أن هذه التحذيرات تأتي ضمن جهود المملكة لتعزيز ثقافة السلامة المرورية وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 في تقليل نسبة الحوادث والإصابات على الطرق.

وقد أكد المرور أن التزام السائقين بالتعليمات يسهم في بناء بيئة مرورية آمنة ومتحضرة، تعكس قيم التعاون والاحترام المتبادل بين المواطنين والمقيمين.

وأشار إلى أن حملات التوعية المستمرة ستتواصل خلال الفترة المقبلة لتثقيف السائقين حول آداب التعامل مع مركبات الطوارئ وكيفية التصرف الصحيح في مثل هذه المواقف.

وفي ختام البيان، دعا المرور جميع مستخدمي الطرق إلى التحلي بالمسؤولية والانتباه، وعدم جعل الفضول أو التسرع سبباً في إعاقة مهمة قد تُنقذ حياة إنسان.