تواصل المديرية العامة للدفاع المدني جهودها المستمرة لتعزيز منظومة السلامة الوطنية من خلال تنفيذ تجربة لصافرات الإنذار في عدد من مناطق المملكة، حيث تشهد اليوم الاثنين الثاني عشر من جمادى الأولى لعام 1447هـ الموافق الثالث من نوفمبر 2025م، تجربة ميدانية واسعة تهدف إلى رفع جاهزية أنظمة التحذير المبكر وتحسين استجابة المجتمع للحالات الطارئة.
إقرأ ايضاً:9 ساعات قيادة يومياً وراحة إجبارية كل 4.5 ساعات.. أبرز لائحة تنظيم نقل وسحب المركبات"الإدارة العامة للتعليم بمحافظة الطائف" تحدد مواعيد الشتاء الرسمية للمدارس.. تفاصيل قد تصدم أولياء الأمور!
تشمل التجربة مناطق رئيسية يتصدرها قلب المملكة مدينة الرياض ومحافظاتها التابعة مثل الدرعية والخرج والدلم، إضافة إلى منطقة مكة المكرمة بمحافظتي جدة وثول، إلى جانب منطقة تبوك التي تدخل ضمن نطاق التجربة لتقييم كفاءة الصافرات في مناطق الشمال الغربي.
تهدف هذه الخطوة إلى اختبار فاعلية أنظمة الإنذار الثابتة ومدى قدرتها على الوصول إلى السكان في مختلف الظروف الجوية والجغرافية، بما يضمن دقة التنبيه وسرعة الاستجابة عند وقوع أي طارئ يستدعي التحرك الفوري.
ومن المقرر أن تنطلق التجربة عبر المنصة الوطنية للإنذار المبكر في تمام الساعة الواحدة ظهرًا، حيث تبث أولًا نغمة السلوك الجديد في رسالة تحذيرية تجريبية، تليها نغمة الإنذار الوطني بعد عشر دقائق فقط لتقييم استجابة الأجهزة والهواتف المحمولة.
وفي تمام الساعة الواحدة والربع ظهرًا، تبدأ صافرات الإنذار الثابتة بالعمل في مختلف المواقع المحددة مسبقًا، لتشكل المرحلة الأخيرة من التجربة الميدانية الشاملة، التي تهدف إلى ربط التكنولوجيا الحديثة بأنظمة التحذير التقليدية لضمان أقصى درجات الفاعلية.
تأتي هذه التجربة ضمن برنامج متكامل تنفذه المديرية العامة للدفاع المدني في جميع مناطق المملكة بشكل دوري، بهدف اختبار أنظمة البث الخلوي وتقييم كفاءة الرسائل التحذيرية الصوتية والمرئية عبر الهواتف المتنقلة.
ويُعد هذا النوع من التجارب أحد المكونات الأساسية لاستراتيجية المملكة في رفع جاهزية منظومات الاستجابة السريعة، ضمن جهود تطوير البنية التحتية للأمن والسلامة العامة وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
كما تسعى المديرية من خلال هذه الإجراءات إلى ترسيخ ثقافة الوعي المجتمعي بأهمية التعامل الإيجابي مع التنبيهات الرسمية، والتأكد من استجابة السكان السريعة عند سماع صافرات الإنذار أو تلقيهم رسائل تحذيرية.
ويتم خلال التجربة رصد مؤشرات الأداء وتحليل البيانات الفنية حول مدى انتشار الصوت وتغطية المناطق المأهولة، لتحديث مواقع الصافرات وتحسين كفاءة أنظمة البث المستقبلي.
وتشمل التجربة اختبار المنصة الوطنية للإنذار المبكر التي تعتمد على تقنيات متطورة في توجيه الرسائل التحذيرية عبر خدمة البث الخلوي، ما يسمح بإرسال تنبيهات فورية لمستخدمي الهواتف دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت.
ويأتي هذا التطوير في إطار التعاون بين الدفاع المدني والجهات التقنية المختصة، لضمان توافق الأنظمة الوطنية مع المعايير الدولية في مجال إدارة الأزمات والطوارئ.
وتتضمن الخطة أيضًا التأكد من فعالية نغمة السلوك الجديد التي تم اعتمادها مؤخرًا كجزء من تطوير منظومة الإنذار، بهدف تعزيز إدراك المواطنين لطبيعة الرسائل التحذيرية ونوعها.
وتحرص المديرية على تنفيذ هذه التجارب في أوقات مدروسة بعناية لتقليل الإزعاج للسكان، مع الحرص على توضيح أهدافها مسبقًا عبر القنوات الإعلامية الرسمية لتفادي أي التباس أو قلق.
كما دعت المواطنين والمقيمين إلى التفاعل الإيجابي مع هذه التجارب وعدم القلق عند سماع الصافرات، مؤكدة أن الهدف منها وقائي وتدريبي فقط، وليس استجابة لحدث طارئ فعلي.
وأكدت أن نجاح التجربة يعتمد بشكل كبير على تعاون المجتمع واستجابتهم للتعليمات الصادرة أثناء البث التجريبي، إذ تُعد مشاركة الأفراد جزءًا محوريًا في منظومة الأمن والسلامة العامة.
وتأتي هذه الجهود امتدادًا لتوجه المملكة في تعزيز إدارة المخاطر الوطنية، عبر تطبيق أنظمة استباقية تتيح سرعة التحذير وتقليل آثار الكوارث الطبيعية أو الصناعية.
كما تسهم هذه المبادرات في رفع جاهزية فرق الطوارئ ميدانيًا، إذ تتيح لهم تجربة حقيقية في التنسيق بين مراكز التحكم والميدان لضمان الانسجام الكامل في حالات الطوارئ.
وتؤكد التجربة حرص المملكة على توظيف التكنولوجيا الحديثة لحماية الأرواح والممتلكات، وتعزيز مفهوم الأمن الوقائي كجزء من التنمية المستدامة والرفاه المجتمعي.