صناعة السعف تزين تراث نجران
بين الماضي والحاضر.. نجران تحافظ على حرفة السعف رغم تغير الزمن
كتب بواسطة: محمد الخوري |

تُعد صناعة السعف في منطقة نجران من أبرز الحرف اليدوية التي تجسد روح التراث السعودي العريق وتعكس مهارة الإبداع والإتقان التي يتميز بها أبناء المنطقة، إذ تمثل هذه الحرفة أكثر من مجرد مهنة تقليدية فهي حكاية متوارثة تنسج من سعف النخيل رموزًا من الأصالة والجمال وتوثق العلاقة العميقة بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها.
إقرأ ايضاً:"أمانة العاصمة المقدسة" تطلق زلزال رقابي.. الكشف عن المخالفة الكارثية التي تشكل خطرًا داهمًا على سلامة أهالي مكةلهذه المدة .. الموارد البشرية تُمدد مهلة تصحيح أوضاع العمالة المنزلية المتغيبة

حرفة تنبض بالتراث

وتعتبر صناعة السعف جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية لنجران، إذ شكلت على مر العقود مصدر فخر لأهلها ووسيلة للحفاظ على إرث الأجداد الذين استخدموا منتجاتها في حياتهم اليومية والمناسبات الاجتماعية، وتعتمد هذه الحرفة على خامات بيئية محلية أبرزها سعف النخيل الذي يُحوّل بمهارة الحرفيين إلى أدوات فنية وأوعية منزلية تزين الأسواق الشعبية وتروي قصصًا من الماضي الجميل.

رحلة الصنع والإتقان

ويؤكد الحرفيون في سوق أبا السعود الشعبي أن عملية صناعة السعف تمر بعدة مراحل تبدأ بانتقاء أجود أنواع السعف من النخيل وتجفيفها تحت أشعة الشمس ثم نقعها في الماء لتليينها قبل أن تبدأ مرحلة الجدلة وهي أهم المراحل وأكثرها دقة حيث تتطلب خبرة طويلة ويدًا متمرسة قادرة على تشكيل السعف في أنماط هندسية بديعة تعكس مهارة الصانع وروح الفن المتجذر في تفاصيل التراث النجدي.

جماليات اللون والابتكار

وتتميز منتجات السعف بألوانها الجذابة ونقوشها المتنوعة التي تضفي عليها طابعًا جماليًا خاصًا، إذ يقوم الحرفيون بصبغ السعف بألوان زاهية لإبراز جمال التصاميم وتحديث مظهرها لتلائم الذوق المعاصر دون أن تفقد أصالتها، وتشمل هذه المنتجات المطارح والزبيل والدرجة والجونة والمهفات والمكانس والسلال وغيرها من الأدوات التي لا تزال تحظى بإقبال واسع سواء للاستخدام المنزلي أو للزينة التراثية.

استمرار الحرفة وتوارث الأجيال

ورغم التقدم الصناعي والحداثة التي اجتاحت مختلف المجالات ما زالت صناعة السعف في نجران تحتفظ بمكانتها بفضل حرص الحرفيين والحرفيات على نقل مهاراتها إلى الأجيال الجديدة عبر الدورات التدريبية والمهرجانات التراثية التي تنظمها الجهات المعنية، في مشهد يعكس وعي المجتمع بأهمية الموروث كركيزة للهوية الوطنية ورمز للفخر المحلي الذي يقاوم الاندثار بإبداع متجدد.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار