نادي الصقور
"هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز" و"نادي الصقور" يكشفان عن خطوة غير مسبوقة.. تعزيز الموروث يدخل مرحلة جديدة
كتب بواسطة: محمد بن سالم |

وقّعت هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية مذكرة تفاهم مع نادي الصقور السعودي، في خطوة تعكس التقاء الاهتمام بالبيئة مع الاعتزاز بالهوية الثقافية، وذلك ضمن مسار يدعم تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تولي التراث الطبيعي والإنساني أهمية كبرى.
إقرأ ايضاً:المرور يوجه إنذاراً حازماً لقائدي الشاحنات .. مخالفات بسيطة قد تتحول إلى كارثة مرورية!"الجمعية الفلكية بجدة" تحذر من تفويت فرصة مشاهدة كوكب المشتري.. وهذا هو الوقت الأنسب!

جاءت مراسم التوقيع بحضور الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور طلال بن عبدالله الحريقي، والرئيس التنفيذي للنادي طلال بن عبدالعزيز الشميسي، حيث جسد هذا اللقاء إرادة مشتركة لخلق جسور تعاون تمتد من صون الموروث إلى تطوير السياحة البيئية.

تركز المذكرة على نقل الخبرات والمعارف بين الطرفين، مع العمل على تنفيذ برامج ومشاريع متخصصة في مجال الصقارة وحماية البيئة، ما يسهم في إشراك المجتمع المحلي وتعزيز دوره في التنمية الثقافية والسياحية.

ومن أبرز ما تضمنته المذكرة التعاون في تفعيل برنامج "صقار المستقبل" الذي ينظمه نادي الصقور لتدريب النشء على مهارات الصقارة، بما يربط الجيل الجديد بجذور هذا الموروث العربي الأصيل.

كما شملت المذكرة برنامج "سلومنا" الذي تقدمه الهيئة لتعزيز انتماء الشباب إلى هويتهم الوطنية، وإحياء ارتباطهم بتاريخهم وثقافتهم عبر مبادرات عملية وميدانية.

وتتطلع الهيئة والنادي من خلال هذه الشراكة إلى تنمية مهارات ومعارف أبناء المجتمع المحلي في مجال تربية الصقور، مما يعزز حضور هذا الإرث في الحياة اليومية ويجعله رافدًا اقتصاديًا وثقافيًا في آن واحد.

وتضمن التعاون أيضًا تنظيم فعاليات بيئية وسياحية داخل نطاق المحمية، على أن يتم ذلك وفق ضوابط تحافظ على التوازن البيئي وتراعي خصوصية الحياة الفطرية.

هذا التوجه يعكس فلسفة رؤية 2030 القائمة على الموازنة بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، ما يجعل المحميات الطبيعية منصات للتجربة السياحية المستدامة.

ولم يغفل الاتفاق جانب التوعية المجتمعية، إذ نص على إطلاق مبادرات إعلامية وفعاليات متخصصة تبرز أهمية الموروث الثقافي ودور المحميات الطبيعية في حماية التنوع الحيوي.

تأتي هذه الجهود امتدادًا لمساعي المملكة في جعل التراث الثقافي والبيئي جزءًا من حياتها المعاصرة، بحيث لا يظل في إطار الاحتفاء الرمزي فقط، بل يصبح عنصرًا فاعلًا في الحاضر والمستقبل.

ويبرز دور نادي الصقور هنا باعتباره مؤسسة متخصصة في صون الصقارة، إحدى أهم ركائز الهوية السعودية، بينما تعمل الهيئة على توفير البيئة الطبيعية الملائمة لممارسة هذا الموروث.

إن تخصيص المساحات المناسبة للأنشطة داخل المحمية، مع ضبطها بيئيًا، يعكس توازنًا دقيقًا بين الحفاظ على الطبيعة وإتاحة المجال للتجارب السياحية الثرية.

كما أن هذه الشراكة تعكس وعيًا متزايدًا لدى الجهات الوطنية بضرورة إشراك المجتمع المحلي في صون الهوية والتراث، بدلًا من اقتصار الجهود على المؤسسات الرسمية فقط.

وتعزز المذكرة من فكرة أن الثقافة لا تنفصل عن البيئة، فالصقارة التي ورثها السعوديون عبر الأجيال ارتبطت بالصحراء والطبيعة ارتباطًا وثيقًا، وهو ما تحرص المملكة على ترسيخه للأجيال القادمة.

وفي السياق ذاته، تسعى المملكة من خلال مثل هذه المبادرات إلى جعل المحميات مقصدًا للسياحة البيئية والثقافية، بما يسهم في تنويع التجربة السياحية ويخدم الاقتصاد الوطني.

كما أن التعاون يعكس بعدًا حضاريًا في تقديم الصقارة للمجتمع الدولي، ليس فقط كرياضة تراثية، بل كجزء من منظومة متكاملة تجمع بين الثقافة والاستدامة.

ويفتح هذا التعاون الباب أمام فرص جديدة للاستثمار في مجال السياحة البيئية والثقافية، بما يتماشى مع توجهات المملكة نحو تنمية القطاعات غير النفطية.

في المحصلة، تمثل هذه المذكرة خطوة عملية لترسيخ التكامل بين حماية البيئة وصون التراث الثقافي، عبر مبادرات تعزز الهوية الوطنية وتربطها برؤية الاستدامة التي تقودها المملكة.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار