كوكب المشتري
"الجمعية الفلكية بجدة" تحذر من تفويت فرصة مشاهدة كوكب المشتري.. وهذا هو الوقت الأنسب!
كتب بواسطة: سماح الرائع |

تشهد سماء المملكة والمنطقة العربية خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر الجاري ظاهرة فلكية مميزة، حيث يُرصد كوكب المشتري بوضوح في الجهة الشرقية من القبة السماوية بعد منتصف الليل وحتى قبيل شروق الشمس.
إقرأ ايضاً:الحج والعمرة تطلق تنبيهاً هاماً لمستخدمي نسك .. هذه الخطوة قد تغيّر رحلتك في المدينة المنورة بالكامل!الجوازات تحذر .. قبل أن تغادر المملكة تأكد أنك لم ترتكب هذا الخطأ القاتل!

ويُعد كوكب المشتري أكبر كواكب المجموعة الشمسية، ويتميز بسهولة رصده بالعين المجردة نظرًا لسطوعه العالي، ما يجعله واحدًا من أبرز الأجرام السماوية التي يمكن ملاحظتها خلال هذه الفترة من العام.

ويظهر المشتري بلون أبيض يميل إلى الصفرة، مع لمعان ثابت لا يتلألأ مثل النجوم، وهو ما يسهل تمييزه حتى لغير المختصين في المناطق التي تتمتع بسماء صافية وخالية من التلوث الضوئي.

وأكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن كوكب المشتري يُعد من ألمع الأجرام بعد القمر وكوكب الزهرة، ويمكن تتبعه بسهولة دون الحاجة إلى معدات فلكية متقدمة.

وأشار إلى أن ذروة ظهوره تبدأ بعد منتصف الليل حيث يبدأ بالارتفاع تدريجيًا نحو الأفق الجنوبي الشرقي، ليصل إلى أعلى نقطة له في السماء قبيل شروق الشمس، وهي أفضل الأوقات لمشاهدته.

وتتيح هذه الفترة فرصة مثالية لهواة التصوير الفلكي والمهتمين بالفلك لالتقاط صور عالية الوضوح للكوكب، خاصة أنه يظهر بوضوح تام في هذا الوقت من الليل.

وأوضح أبو زاهرة أن استخدام المناظير أو التلسكوبات الصغيرة يُظهر تفاصيل أكثر دقة، من بينها الأقمار الأربعة الكبرى التابعة للمشتري، والتي تظهر كنقاط ضوئية مصطفة بجانبه.

وتُعرف هذه الأقمار باسم آيو وأوروبا وغانيميد وكاليستو، وقد اكتشفها العالم غاليليو في القرن السابع عشر، وهي من أبرز الأجسام السماوية المرتبطة بالمشتري من حيث الرصد والتتبع.

ويتميز غانيميد تحديدًا بكونه أكبر قمر في النظام الشمسي، متفوقًا في الحجم حتى على كوكب عطارد، ما يجعله هدفًا للعديد من الدراسات الفضائية المستقبلية.

ويُعد رصد هذه الأقمار تجربة تعليمية وترفيهية في آنٍ واحد، إذ يمكن رؤيتها وهي تغيّر مواقعها حول المشتري على مدى الليالي، ما يُظهر ديناميكية النظام الكوكبي بوضوح.

ويشهد المشتري خلال هذه الفترة تزايدًا تدريجيًا في سطوعه، إذ يقترب شيئًا فشيئًا من حالة "التقابل" التي سيبلغها في 10 يناير من عام 2026، وهي لحظة يكون فيها الكوكب بأقرب مسافة من الأرض.

وفي حالة التقابل، يكون المشتري مقابلًا تمامًا للشمس في السماء، وهو ما يوفّر أفضل فرصة لرصده على مدار العام، حيث يبدو أكبر حجمًا وأكثر إشراقًا مقارنة بباقي الأوقات.

وتُعد هذه الظواهر فرصة لتعزيز الوعي الفلكي لدى الجمهور، خاصة مع تزايد الاهتمام المحلي بالعلوم الفضائية ضمن توجهات المملكة لتطوير قطاع الفضاء والمعرفة العلمية.

وينسجم ذلك مع رؤية السعودية 2030 التي تدعم تنمية القدرات العلمية والتقنية، وتشجع على الاستكشاف الفضائي وتطوير الشغف بالعلوم بين فئات المجتمع المختلفة.

وتقوم الجمعية الفلكية بجدة بدور توعوي بارز من خلال نشر معلومات دقيقة وتقديم إرشادات للمراقبة والتصوير، ما يعزز من الحضور المجتمعي للظواهر الفلكية.

وتحرص الجمعية على استغلال مثل هذه الظواهر لإقامة فعاليات رصد ميدانية تُسهم في جذب المهتمين وتوفير بيئة تعليمية حية بعيدًا عن المناهج النظرية التقليدية.

وتعكس هذه الجهود مستوى الوعي الفلكي المتزايد في المملكة، والذي بات يواكب التطورات العالمية في مجال الرصد والاستكشاف الكوكبي، في ظل اهتمام متنامٍ بالأحداث السماوية.

ويمكن القول إن رصد كوكب المشتري لا يقتصر على كونه تجربة بصرية فريدة، بل يمثل رابطًا بين الأرض وأعماق النظام الشمسي، ويحفّز الخيال نحو اكتشافات مستقبلية أوسع.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار