أسعار النفط
"أسواق النفط" تسجّل تراجعًا جديدًا.. تفاصيل اجتماع ترامب وشي غيّر توقعات المستثمرين!
كتب بواسطة: سماح الرائع |

انخفضت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، مستمرة في الهبوط بعد تراجعات ملحوظة في الجلستين السابقتين، حيث أثقلت خطط أوبك لزيادة الإنتاج على التفاؤل بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين.
إقرأ ايضاً:الأسواق تترقب.. هل اقترب الدولار من ذروته الأخيرة؟ما وراء الأرقام الضخمة.. كيف نجحت أرامكو في تجاوز تقلبات السوق وتحقيق 104 مليارات؟

وسجلت العقود الآجلة لخام برنت 65.58 دولارًا للبرميل، بينما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 61.22 دولارًا، مسجلة مستويات أقل مقارنة بالجلسات السابقة.

وأشار محللون إلى أن تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفاء مثل روسيا، يميل إلى زيادة متواضعة إضافية في الإنتاج خلال ديسمبر، ما يزيد الضغوط البيعية على أسعار الخام.

ويقول الخبراء إن أي زيادة في الإنتاج من قبل أوبك+ من شأنها أن تخفف من حدّة الارتفاعات السعرية، خصوصًا في ظل المخزونات العالمية المرتفعة واستمرار الإنتاج النفطي في بعض الدول العضو.

وعلى الرغم من ذلك، يبقى التفاؤل موجودًا في الأسواق مع احتمالية انعقاد لقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ يوم الخميس في كوريا الجنوبية، لمناقشة اتفاق تجاري محتمل.

ويرى محللون أن أي تقدم في المفاوضات بين أكبر مستهلكين للخام في العالم قد يدعم الأسعار مؤقتًا، من خلال زيادة الطلب المتوقع على النفط نتيجة استقرار التجارة العالمية.

وتتأثر أسواق النفط أيضًا بتقلبات الطلب على الطاقة في الأسواق الكبرى، خصوصًا في ظل تباطؤ النشاط الصناعي في بعض الاقتصادات وتأثر حركة النقل البحري والجوي.

كما أن المخاوف من وفرة المعروض وارتفاع الإنتاج الأمريكي تعزز من الضغوط الهبوطية، بينما أي مؤشرات على خفض الإنتاج أو انخفاض المخزونات قد تمنح الأسعار دعمًا قصير المدى.

ويحذر الخبراء من أن أسعار النفط ستظل متقلبة حتى صدور مؤشرات واضحة حول حجم الإنتاج المستقبلي لأوبك+، ومدى التقدم في الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

ويتابع المستثمرون عن كثب البيانات الاقتصادية الأمريكية والصينية، إذ يمكن أن تؤثر أرقام النمو الصناعي والتصنيع والطلبيات الجديدة على توقعات الطلب العالمي على النفط.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن أي اتفاق تجاري بين أمريكا والصين سيؤدي إلى ارتفاع الطلب على الخام بشكل تدريجي، ما قد يدفع الأسعار للانتعاش في الربع الأخير من العام الحالي.

وفي المقابل، أي تأجيل أو فشل في الاتفاق قد يزيد من الضغوط على الأسعار، لا سيما مع توقعات أوبك+ بمواصلة إنتاجها وفق الخطط المقررة دون تعديل كبير.

كما يتأثر سعر النفط بتحركات الدولار الأمريكي، الذي يلعب دورًا مهمًا في تسعير الخام عالميًا، حيث يؤدي ارتفاع الدولار إلى خفض جاذبية النفط للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة.

وعلى صعيد أسواق الطاقة العالمية، تتأثر أسعار النفط بتوقعات نمو الاقتصاد العالمي، حيث أن ضعف النشاط الصناعي قد يقلل الطلب على الخام ويضغط على الأسعار.

ويتابع التجار والمحللون عن كثب المؤشرات المناخية، إذ أن التقلبات الموسمية في درجات الحرارة تؤثر على استهلاك النفط في التدفئة والنقل، ما ينعكس مباشرة على الأسعار.

كما تُراقب الاستثمارات في مشاريع الطاقة البديلة والتوسع في إنتاج الغاز الطبيعي، إذ تؤثر هذه العوامل على توازن العرض والطلب على النفط التقليدي.

ويرى خبراء الطاقة أن الأسواق النفطية ستظل رهينة لتقلبات الأخبار السياسية والاقتصادية، ما يجعل التنبؤ بالأسعار مهمة صعبة رغم البيانات الفنية والتحليلات الاقتصادية.

ويظل النفط الخام محور اهتمام المستثمرين والمراقبين الدوليين، بوصفه أحد المؤشرات الحيوية للنمو الاقتصادي العالمي ومستوى الاستقرار في أسواق الطاقة.