تراجع أسعار الذهب عالميًا اليوم
تفاؤل الأسواق يهبط بالذهب.. هل اقتربت نهاية الاضطراب؟
كتب بواسطة: حمادة صالح |

شهدت أسعار الذهب العالمية اليوم تراجعًا ملحوظًا لتقترب من أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوعين، حيث خفّضت موجة التفاؤل بشأن المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين من الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن، في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون حول العالم قرارات البنوك المركزية الكبرى التي قد تحدد مسار الأسواق خلال الفترة المقبلة.
إقرأ ايضاً:اتفاقيات «الخريف» تفتح آفاقًا جديدة لصناعة الدواء في المملكةمن شبكة تقليدية إلى منظومة ذكية.. كيف غيّرت المشروعات وجه النقل في مكة؟

تفاؤل الأسواق يضغط على المعدن النفيس

وجاء التراجع مدفوعًا بتنامي التفاؤل حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين بعد أشهر من التوترات المتبادلة، إذ يرى المستثمرون أن أي انفراجة في العلاقات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم ستقلل من الحاجة إلى الأصول الآمنة، ما انعكس على أداء الذهب الذي تراجع في المعاملات الفورية إلى 3981.67 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 00:24 بتوقيت جرينتش، بعدما سجل في الجلسة السابقة انخفاضًا بأكثر من 3% ليصل إلى أدنى مستوى له منذ 10 أكتوبر.

تأثير العقود الآجلة وتوقعات المستثمرين

وفي تعاملات العقود الأمريكية الآجلة، تراجعت أسعار الذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.6% لتسجل 3996.50 دولارًا للأوقية، وهو ما يعكس حذر المتداولين في ظل انتظارهم لما ستكشفه بيانات السياسة النقدية من توجهات جديدة للبنوك المركزية خلال الأسبوع الحالي، خصوصًا ما يتعلق بمعدلات الفائدة التي ترتبط بشكل مباشر بقوة الدولار وتوجهات الاستثمار في المعادن الثمينة.

انخفاض جماعي للمعادن النفيسة

وامتد التراجع ليشمل المعادن النفيسة الأخرى، حيث هبطت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% لتصل إلى 46.74 دولارًا للأوقية، بينما انخفض البلاتين بنسبة 1.2% مسجلًا 1571.85 دولارًا، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.8% إلى 1391.15 دولارًا، ما يعكس حالة من التراجع الجماعي في أسواق المعادن الثمينة المتأثرة بحركة التفاؤل التجاري وزيادة شهية المستثمرين للمخاطرة.

ترقب السياسات النقدية وتأثيرها القادم

ويرى محللون أن هذا التراجع لا يعكس ضعفًا في الذهب بقدر ما يجسد تفاعل الأسواق مع الأنباء السياسية والاقتصادية، مشيرين إلى أن قرارات الفائدة القادمة في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان قد تعيد رسم المشهد المالي العالمي، حيث قد يدفع أي توجه نحو التيسير النقدي أو إشارات عن تباطؤ اقتصادي عالمي المستثمرين مجددًا إلى العودة نحو الذهب كخيار آمن ومستقر في فترات عدم اليقين.