تأهل المنتخب السعودي تحت 16 عاماً لكرة القدم إلى نهائي بطولة كأس اتحاد غرب آسيا تحت 17 عاماً 2025 بعد صراع كروي مثير ودرامي للغاية، استمر حتى اللحظات الأخيرة وحسمته ركلات الترجيح، وهذا التأهل جاء ليؤكد على قوة الأداء والعزيمة التي يتمتع بها جيل الأخضر الصاعد الذي يقوده طموح كبير في تحقيق اللقب.
 إقرأ ايضاً:الأسواق تترقب.. هل اقترب الدولار من ذروته الأخيرة؟ما وراء الأرقام الضخمة.. كيف نجحت أرامكو في تجاوز تقلبات السوق وتحقيق 104 مليارات؟
حيث تمكن المنتخب السعودي الشاب من التغلب على المنتخب الأردني صاحب الأرض والجمهور بركلات الترجيح بنتيجة 4-3 في اللقاء الذي جمعهما مساء الأحد الماضي، وكان هذا اللقاء بمثابة قمة نارية ومصيرية في الدور نصف النهائي للبطولة القارية، مما رفع من منسوب الإثارة في البطولة.
وقد أقيمت المباراة الهامة على أرضية ملعب العقبة الساحلي في الأردن، وذلك ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تستضيفها الأردن الشقيقة حتى الرابع من شهر نوفمبر الجاري، حيث تسعى المنتخبات المشاركة إلى إظهار أفضل ما لديها من مستويات فنية وتكتيكية.
وشهد الوقت الأصلي من المباراة تنافساً كبيراً ومحملاً بالندية بين الفريقين، حيث انتهى بالتعادل الإيجابي بنتيجة 1-1، وهي النتيجة التي لم تكشف عن هوية الفريق الفائز بشكل صريح، فكان لا بد من اللجوء إلى ركلات الترجيح الحاسمة التي تحدد المتأهل الأخير إلى المباراة النهائية المرتقبة.
وكان الأخضر السعودي قد تمكن من تسجيل هدف التقدم الأول في وقت مبكر نسبياً من عمر اللقاء، وذلك جاء عن طريق اللاعب المتألق علي عوض الذي نجح ببراعة في هز شباك المنافس الأردني عند الدقيقة الثانية عشرة (12)، مما منح فريقه دفعة معنوية كبيرة وإيجابية في بداية المباراة.
ورغم هذا التقدم السعودي المبكر، فإن المنتخب الأردني لم يستسلم على الإطلاق لواقع النتيجة أو لضغط المباراة، بل واصل محاولاته الهجومية المكثفة والمنظمة من أجل إدراك التعادل السريع، وإعادة المباراة إلى نقطة البداية الصحيحة، وهو ما أثمر عن ضغط مستمر على دفاعات المنتخب السعودي.
وجاءت مكافأة الجهد المبذول للاعبين الأردنيين في اللحظات القاتلة من عمر الشوط الثاني الذي كان يتجه للنهاية، حيث تمكن اللاعب ممدوح أبو سعد من إدراك هدف التعادل الثمين للمنتخب الأردني عند الدقيقة الثامنة والثمانين (88)، مما أعاد الأمل للجماهير المحلية وأشعل الأجواء من جديد قبل صافرة النهاية.
وبعد استمرار التعادل الإيجابي بينهما حتى نهاية الوقت الأصلي، اضطر الفريقان للجوء إلى ركلات الترجيح، وهي الركلات التي تعتبر اختباراً حقيقياً للقوة الذهنية والهدوء النفسي للاعبين الصغار في مثل هذه المواجهات المصيرية التي لا تحتمل أي خطأ في التنفيذ.
ونجح المنتخب السعودي في حسم اللقاء لصالحه بشكل نهائي ومثير بركلات الترجيح بنتيجة 4-3، ليحتفل اللاعبون والكادر الفني بهذا الانتصار الكبير الذي وضعهم في موقع الصدارة، وأمن لهم مكاناً مستحقاً في المشهد الختامي لبطولة اتحاد غرب آسيا التي تشهد منافسة قوية ومحمومة جداً.
وبهذا التأهل المستحق، يضرب الأخضر الشاب موعداً نارياً ومثيراً يوم الثلاثاء المقبل في المشهد الختامي للبطولة، حيث سيواجه المنتخب اللبناني الذي أثبت جدارته هو الآخر في الوصول إلى النهائي بأداء مميز وقوي، مما ينبئ بمباراة حماسية بين منتخبين عربيين.
وقد تأهل المنتخب اللبناني إلى المباراة النهائية الحاسمة على حساب نظيره السوري بعد مباراة لا تقل إثارة وندية عن مباراة السعودية والأردن، والتي حسمتها أيضاً ركلات الترجيح بفوز لبنان بنتيجة 4-3، ما يكرر سيناريو التأهل الدرامي في البطولة القارية.
إن الوصول إلى المباراة النهائية في هذه البطولة الإقليمية القوية يمثل إنجازاً مهماً جداً للكرة السعودية في الفئات السنية، حيث يؤكد على الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرياضية بتطوير المواهب الشابة وصقل قدراتها الكروية المتميزة لمستقبل واعد.
وتعتبر هذه المواجهة القادمة ضد المنتخب اللبناني بمثابة تحدٍ جديد ومختلف للناشئين السعوديين، حيث سيسعون إلى تتويج جهودهم المتميزة طوال البطولة والحصول على اللقب الغالي، ما يرفع من معنوياتهم قبل الاستحقاقات والمشاركات القادمة والأكثر أهمية.