تصاعدت موجة الجدل في الأوساط الرياضية السعودية بعد أن تعرض النجم البرتغالي روبن نيفيز، لاعب وسط نادي الهلال، لحملة تنمر واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عقب منشور ساخر نشره عبر حسابه في "إنستقرام" بعد مباراة النصر والفيحاء الأخيرة.
إقرأ ايضاً:اتحاد الكرة السعودي في ورطة كبرى.. هذه هي الإصلاحات الجذرية التي يجب تطبيقها فورًا لإنقاذ مصداقية الدوري!رحلة جديدة تبدأ من جدة.. كيف تغيّر "CRX" مستقبل الشحن في المملكة؟
وجاءت الحملة نتيجة رسالة غير مباشرة نشرها نيفيز في خاصية "الاستوري"، تضمنت ضحكًا اعتبره بعض المتابعين سخرية من ركلة الجزاء التي حسمت فوز النصر في الثواني الأخيرة من المباراة.
وسرعان ما تحولت تعليقات الجماهير إلى نقاش واسع، تجاوزت فيه ردود الفعل حدود الانتقاد الرياضي إلى تنمر شخصي على اللاعب البرتغالي عبر منصاته الإلكترونية.
وأوضح الإعلامي الرياضي أحمد العجلان عبر حسابه في منصة "إكس" تفاصيل الأزمة، مؤكدًا أن عدد التعليقات على منشور نيفيز الأخير تجاوز 111 ألف تعليق خلال ساعات قليلة.
وبيّن العجلان أن التعليقات تراوحت بين الدفاع عن اللاعب من جماهير الهلال التي رأت أن الموقف فُهم بطريقة خاطئة، وبين هجوم حاد من جماهير أخرى اتهمته بالاستهزاء بخصومه.
وأشار إلى أن بعض المعلقين استخدموا صور صديقه الراحل ديوجو جوتا، لاعب ليفربول الإنجليزي، في تعليقاتهم بقصد الإساءة العاطفية، مما أثار استياء قطاع واسع من الجماهير الرياضية.
ورأى مراقبون أن ما حدث يعكس تصاعد ظاهرة التنمر الإلكتروني في المشهد الرياضي، خصوصًا بعد المباريات المثيرة التي تشهد توترًا جماهيريًا عاليًا.
وأكدت مصادر مقربة من نادي الهلال أن اللاعب شعر بانزعاج شديد من التعليقات التي مست حياته الشخصية، معتبرًا أن الأمر تجاوز حدود المنافسة الرياضية.
وتداولت حسابات رياضية مؤثرة دعوات للحد من التنمر الرقمي ضد اللاعبين، والتعامل باحترام مع الخلافات الرياضية داخل حدود الروح الرياضية.
كما لاقى نيفيز دعمًا من عدد من زملائه في الفريق الذين عبّروا عن تضامنهم معه، مؤكدين أن ما جرى لا يمثل أخلاق الجماهير السعودية الواعية.
في المقابل، دعت بعض الجماهير الهلالية إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى المهاترات الإلكترونية، حفاظًا على صورة النادي ومكانته.
ويأتي هذا الجدل في وقت يشهد فيه الدوري السعودي أجواء تنافسية مشتعلة، بعد أن حقق النصر فوزًا مثيرًا على الفيحاء في الدقائق الأخيرة.
وتُعد الحادثة مثالًا جديدًا على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام الرياضي، وتحويل المواقف الفردية إلى قضايا جماهيرية واسعة.
ويرى محللون أن مثل هذه الأزمات تبرز الحاجة إلى تعزيز الوعي الإعلامي والرقمي بين الجماهير واللاعبين على حد سواء.
كما دعا مختصون في الإعلام الرياضي إلى وضع ضوابط أكثر صرامة لمكافحة التنمر الإلكتروني، خصوصًا مع تزايد حالات الإساءة عبر المنصات الرقمية.
وشددت آراء إعلامية على ضرورة الفصل بين التفاعل الرياضي الطبيعي والتجاوزات الشخصية التي تمس سمعة اللاعبين وعلاقاتهم الخاصة.
ويُنتظر أن يصدر الهلال أو اللاعب نفسه توضيحًا رسميًا خلال الأيام المقبلة، لوضع حد للجدل المتصاعد وتوضيح موقفه من المنشور المثير للجدل.