تعيش أروقة نادي الاتحاد حالة من التوتر بعد الخسارة أمام الأهلي في ديربي جدة، والتي زادت من تعقيد المشهد داخل الفريق الأول لكرة القدم، في ظل تراجع المستوى وتزايد الأحاديث حول الأزمة الفنية التي تضرب صفوف العميد.
إقرأ ايضاً:فنربخشه يضغط بقوة .. تطورات حاسمة تلوح في الأفق حول اسم لامع تنتظره الجماهير"نادي الفيحاء" يشعل الجولة الثامنة.. هدفان في عشر دقائق يُربكان حسابات القاع!
وجاءت الهزيمة بهدف دون مقابل على ملعب "الإنماء" ضمن الجولة الثامنة من دوري روشن السعودي، لتكشف حجم الضغوط التي يعاني منها الفريق، بعدما تابع الآلاف من الجماهير الاتحادية تفاصيل المواجهة الصعبة التي انتهت بخيبة أمل جديدة.
وأكد الصحفي الفرنسي سانت أونا عبر حسابه في منصة "إكس"، أن العلاقة بين المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو وعدد من لاعبي الاتحاد تمر بمرحلة توتر واضحة، في ظل خلافات متزايدة حول طريقة اللعب وتوزيع الأدوار داخل الملعب.
وأشار أونا إلى أن جزءًا من الأزمة يعود إلى إصرار كونسيساو على تطبيق أسلوب تكتيكي صارم يعتمد على الانضباط الدفاعي العالي، وهو ما يراه بعض اللاعبين غير ملائم لقدرات الفريق ولا ينسجم مع طابعه الهجومي المعروف.
وبحسب التقارير ذاتها، فإن المدرب البرتغالي يرفض تعديل نهجه الفني رغم تراجع الأداء والنتائج، ما تسبب في انقسام داخلي بين عناصر الفريق وأثار حالة من القلق داخل غرفة الملابس.
وباتت جماهير الاتحاد تُعبّر بوضوح عن استيائها من الوضع الحالي، معتبرة أن الفريق فقد شخصيته القوية في المباريات الكبيرة، بعد سلسلة من الإخفاقات التي لم تكن متوقعة في ظل وفرة النجوم والمحترفين.
ويأتي هذا التراجع بعد بداية موسم وُصفت بالمتذبذبة، إذ خسر الاتحاد أكثر من مواجهة مؤثرة في الدوري المحلي والبطولات القارية، ما جعله بعيدًا عن مراكز الصدارة التي كان ينافس عليها في المواسم الماضية.
وتشير مصادر مقربة من النادي إلى أن إدارة الاتحاد تتابع الأزمة باهتمام بالغ، مع وجود توجه نحو عقد اجتماعات مغلقة مع المدرب واللاعبين لاحتواء التوتر وإعادة الانسجام بين عناصر الفريق.
ويُتوقع أن تتخذ الإدارة قرارات حاسمة خلال الأيام المقبلة، في حال استمر تدهور النتائج أو تصاعد الخلافات، إذ تسعى إلى تجنب اهتزاز استقرار الفريق في مرحلة مبكرة من الموسم.
ويرى متابعون أن مشكلة الاتحاد الحالية ليست فنية فقط، بل تمتد إلى الجانب النفسي والمعنوي، بعد أن فقد الفريق الثقة التي كانت تميّزه في المواسم الأخيرة وتدفعه لتحقيق الانتصارات المتتالية.
وفي المقابل، يحاول كونسيساو الدفاع عن خياراته الفنية، مؤكدًا في أحاديث داخلية أنه يسعى إلى بناء منظومة أكثر توازنًا على المدى الطويل، رغم اعتراض بعض النجوم على أسلوب اللعب الذي يقلل من حرية الأداء الهجومي.
كما أشارت تقارير إلى أن بعض اللاعبين البارزين باتوا يشعرون بالاستياء من تجاهل آرائهم التكتيكية، الأمر الذي زاد من حدة التباعد داخل المجموعة وخلق أجواء مشحونة انعكست على العروض الميدانية.
وفي ظل هذا الوضع، دعت جماهير الاتحاد عبر المنصات الرقمية إدارة النادي إلى التدخل السريع قبل اتساع دائرة الأزمة، مؤكدين أن الفريق يحتاج إلى استقرار فني ونفسي قبل استئناف الجولات المقبلة من دوري روشن.
من جهة أخرى، تؤكد الإدارة أنها ما زالت تمنح المدرب الثقة الكاملة حتى إشعار آخر، لكنها تنتظر تحسن الأداء والنتائج في المباريات القادمة كشرط أساسي لاستمرار مشروعه الفني.
وتعمل الإدارة على تهيئة الأجواء داخليًا لإعادة اللحمة بين الجهاز الفني واللاعبين، مع التركيز على الجانب التحفيزي وإعادة الروح الاتحادية المعهودة إلى صفوف الفريق.
ويرى محللون أن أزمة الاتحاد تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة كونسيساو على التعامل مع الضغوط الجماهيرية والإعلامية، ومدى مرونته في تعديل النهج التكتيكي بما يخدم مصلحة الفريق.
ومع اقتراب فترة التوقف الدولي، يترقب المشجعون خطوات الإدارة خلال الأيام المقبلة لمعرفة إن كانت ستكتفي بالمعالجات الداخلية أو ستتجه نحو قرارات أكثر حسمًا في حال استمرار الإخفاق.
ويبقى مستقبل سيرجيو كونسيساو على رأس الجهاز الفني محل تساؤل داخل الشارع الرياضي، بانتظار ما ستسفر عنه الاجتماعات المرتقبة في النادي خلال المرحلة المقبلة.