افتتحت أسعار النفط تعاملات الخميس بقفزة ملحوظة، حيث سجلت الأسواق الآسيوية ارتفاعًا حادًا عقب الإعلان الأميركي الذي فرض حصارًا مباشرًا على دخول ناقلات النفط إلى فنزويلا والخروج منها، ما دفع الأسواق للدخول في حالة ترقب واسعة بعد تأكيدات بأن معظم صادرات كاراكاس لا تزال متعثرة، الأمر الذي خلق حالة مفاجئة من التوتر في السوق العالمية ودفع الأسعار للتحرك سريعًا نحو مستويات أعلى.
إقرأ ايضاً:"نادي الاتحاد" يتلقى ضربة موجعة قبل قمة الشباب.. قرار رسمي يطيح بأخطر أسلحة العميد خارج الحسابات!الخليج يفجرها قبل قمة الهلال .. الضوء الأخضر يصل ونجم الهجوم يربك الحسابات

أزمة الحصار الأميركي على فنزويلا

يعزز قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض حصار شامل على ناقلات النفط المتجهة إلى فنزويلا أو الخارجة منها موجة صعود حادة في أسعار الخام، حيث وصف ترامب إدارة الرئيس نيكولاس مادورو بأنها منظمة إرهابية أجنبية، ما فتح الباب أمام عقوبات أوسع نطاقًا وخلق مناخًا متوترًا في السوق الدولية، وتسبب القرار في تقلص الإمدادات بشكل فوري، الأمر الذي انعكس على تعاملات التجار الذين سارعوا لإعادة تسعير المخاطر المرتبطة بإمدادات دول أميركا اللاتينية.

رد فعل الأسواق العالمية

تتحرك الأسواق عادة بحساسية شديدة تجاه أي قرارات سياسية تتعلق بإمدادات النفط، وقد أظهر اليوم قدرة تلك القرارات على دفع الأسعار للارتفاع السريع، إذ زاد سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي نحو 98 سنتًا بما يعادل 1.7% ليصل إلى 56.89 دولار للبرميل، بينما شهد سعر خام برنت ارتفاعًا بنحو 92 سنتًا أو 1.54% ليصل إلى 60.60 دولار للبرميل، وتعد هذه الزيادة إشارة واضحة على هشاشة التوازن في سوق النفط العالمية في ظل أي اضطرابات سياسية أو عقوبات اقتصادية قد تهدد تدفق الإمدادات.

تعطّل الصادرات الفنزويلية وتأثيراته

تؤكد المؤشرات الأولية أن صادرات النفط الفنزويلية لا تزال تواجه تعطلًا شبه كامل، خصوصًا في ظل الاضطرابات الداخلية والعقوبات الأميركية المستمرة، ما يضغط على الإمدادات المتجهة إلى الأسواق الآسيوية التي تعتمد جزئيًا على نفط أميركا الجنوبية، ويزيد تعطل هذه الإمدادات من الضبابية في السوق، حيث يراقب المستثمرون بدقة أي تطورات إضافية قد تزيد من حدة التوتر، بينما تتجه شركات الطاقة لإعادة حساباتها التجارية تحسبًا لأي نقص طويل الأمد في الخام الفنزويلي.

توقعات مستقبلية لسوق النفط

ترجح التقديرات الأولية أن يظل سوق النفط في حالة تقلب خلال الأسابيع المقبلة، إذ لم تتضح بعد الآلية التي ستعتمدها واشنطن لتنفيذ الحصار على ناقلات النفط، كما لم تصدر أي إشارات حول ردود الفعل الدولية المحتملة تجاه القرار، ما يجعل الأسواق أمام مرحلة مراقبة دقيقة قد تشهد ارتفاعات إضافية في حال استمرار التعطل أو توسع العقوبات، وتدفع هذه المستجدات المحللين لترقب تأثيرات القرار على مخزونات النفط العالمية ومدى قدرة المنتجين الآخرين على تعويض النقص الفنزويلي خلال المدى القصير.