يخوض المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مساء اليوم مواجهة مرتقبة أمام نظيره الإماراتي على استاد خليفة الدولي، في لقاء تحديد المركز الثالث ضمن بطولة كأس العرب FIFA قطر 2025، وهي مباراة تحمل أبعادًا معنوية مهمة للطرفين في ختام مشوارهما بالبطولة.
إقرأ ايضاً:كيف يصنع قرار ترامب فرصة صعود جديدة في أسواق النفط؟اكتشف كيف أعادت المملكة الحياة لطائر الجمل بعد مئة عام
وتأتي هذه المواجهة بعد خروج المنتخبين من سباق اللقب، ما يجعل المباراة فرصة أخيرة لتأكيد الحضور القاري وتقديم صورة إيجابية قبل إسدال الستار على النسخة الحالية من البطولة العربية، التي شهدت تنافسًا قويًا ومستويات متقاربة.
المنتخب السعودي يدخل اللقاء بطموح إنهاء البطولة على منصة التتويج، في خطوة تعكس تطور الأداء العام للفريق، واستمرار العمل على بناء جيل قادر على المنافسة في الاستحقاقات المقبلة على المستويين القاري والدولي.
واستكمل الأخضر استعداداته للمباراة من خلال الحصة التدريبية الختامية التي أُقيمت أمس على ملاعب تدريب أسباير، وسط أجواء من التركيز العالي والانضباط الفني، تحت إشراف المدير الفني الفرنسي إيرفي رينارد.
وبدأت الحصة التدريبية بتدريبات لياقية مكثفة داخل مربعات متعددة، هدفت إلى رفع الجاهزية البدنية والحفاظ على نسق الإيقاع العالي، خاصة في ظل ضغط المباريات وقصر فترات الاستشفاء.
وعقب الجانب البدني، انتقل اللاعبون إلى تطبيقات فنية عبر مناورة على نصف مساحة الملعب، ركز خلالها الجهاز الفني على التنظيم الدفاعي وسرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم، بما يتناسب مع طبيعة المنافس الإماراتي.
واختُتمت التدريبات بالتركيز على تنفيذ الكرات الثابتة، سواء الدفاعية أو الهجومية، في إشارة إلى أهمية التفاصيل الصغيرة التي قد تحسم المواجهة، خاصة في مباريات تحديد المراكز.
إيرفي رينارد بدا حريصًا خلال المران على تصحيح الأخطاء التي ظهرت في اللقاء السابق، مع التأكيد على الالتزام التكتيكي واللعب بروح جماعية، وهي سمات طالما ارتبطت بأداء المنتخب تحت قيادته.
على الصعيد الطبي، شهدت التحضيرات غياب اللاعب محمد كنو عن المشاركة في الحصة التدريبية، نتيجة معاناته من آلام في مفصل الكاحل، ما يضع علامات استفهام حول إمكانية لحاقه بالمباراة.
ويمثل غياب كنو المحتمل تحديًا إضافيًا لخط وسط الأخضر، نظرًا لما يقدمه اللاعب من توازن بين الأدوار الدفاعية والهجومية، إضافة إلى خبرته في التعامل مع المباريات ذات الطابع التنافسي العالي.
وفي السياق ذاته، كشفت الفحوصات الطبية عن تعرض اللاعب مراد الهوساوي لإصابة في عضلة الفخذ، بعد خضوعه لأشعة الرنين المغناطيسي، ما يؤكد ابتعاده عن المشاركة في اللقاء.
الإصابات فرضت على الجهاز الفني التفكير في حلول بديلة، مع الاعتماد على عمق القائمة وتنوع الخيارات، وهي نقطة إيجابية عكستها البطولة من خلال مشاركة عدد من الأسماء الشابة.
المواجهة أمام الإمارات لا تقتصر على صراع مركز ثالث فحسب، بل تحمل في طياتها تنافسًا تاريخيًا بين المنتخبين، حيث غالبًا ما تتسم لقاءاتهما بالندية والحماس داخل المستطيل الأخضر.
المنتخب الإماراتي بدوره يسعى لإنهاء البطولة بصورة مشرفة، مستفيدًا من الاستقرار الفني والانضباط التكتيكي، ما يجعل المباراة مفتوحة على جميع الاحتمالات حتى صافرة النهاية.
جماهير الكرة السعودية تترقب هذه المواجهة، آملة في رؤية أداء قوي يعكس تطور المنتخب، ويؤكد أن ما يُبنى اليوم يأتي ضمن رؤية أشمل لرفع مستوى كرة القدم الوطنية.
وتُعد بطولة كأس العرب محطة مهمة في مسار إعداد المنتخبات، إذ توفر احتكاكًا تنافسيًا عالي المستوى، وتمنح الأجهزة الفنية فرصة تقييم العناصر قبل الاستحقاقات الكبرى المقبلة.
بالنسبة للأخضر، تمثل مباراة اليوم اختبارًا جديدًا للروح والانضباط، وفرصة لإغلاق البطولة بنتيجة إيجابية تعزز الثقة وتدعم مسار التطوير المستمر.
ومع اقتراب صافرة البداية، تتجه الأنظار إلى استاد خليفة الدولي، حيث يسعى المنتخب السعودي لترك بصمة أخيرة في كأس العرب، تؤكد حضوره وتطلعاته المستقبلية بثبات.