يحذّر الكاتب د شلاش الضبعان من ظاهرة تعليمية آخذة في الانتشار بين أوساط الطلبة، تتمثل في الاعتماد على المذاكرة المكثفة في ليلة الاختبار فقط، معتبراً أن هذه الممارسة تشكل خطرًا حقيقيًا على جوهر العملية التعليمية.
إقرأ ايضاً:حارس الأردن يفجرها برسالة مباشرة لسالم الدوسري .. هذا ما حدث قبل صافرة البدايةالمرور السعودي يحسم الجدل قبل هطول الأمطار .. تفصيل واحد يصنع الفارق بين النجاة والحادث!
ويرى الضبعان أن هذه الظاهرة لا تقتصر آثارها على ضعف التحصيل المؤقت، بل تمتد لتقويض الهدف الأساسي من التعليم، والمتمثل في بناء المعرفة والفهم التراكمي، لا مجرد اجتياز الاختبارات بأقل جهد ممكن.
ويؤكد أن الاستهانة بالمذاكرة المنتظمة تضع الطالب في مسار خاطئ، يجعله يربط التعليم بالدرجات فقط، دون إدراك لقيمته في بناء الشخصية والقدرة على التفكير والتحليل على المدى البعيد.
وفي تناوله لأعراض هذه الظاهرة، يوضح الضبعان أن أبرز مؤشراتها تأجيل فتح الكتاب حتى الليلة السابقة للاختبار، والدخول في سباق محموم بحثًا عن التلخيصات والتحديدات والأسئلة المتداولة بين الطلبة.
ويشير إلى أن هذا السلوك يصاحبه عادة قلق وتوتر مرتفعان، حيث يتحول الاختبار من فرصة لإظهار الفهم إلى مصدر ضغط نفسي، ينعكس سلبًا على الأداء حتى لدى الطلبة المتفوقين.
ويلفت إلى أن بعض الطلبة الأذكياء يقعون في هذا الفخ، بدافع الثقة المفرطة في قدراتهم، معتقدين أن الذكاء وحده كافٍ لتعويض غياب المذاكرة المنتظمة، وهو تصور يصفه بالمضلل والخطير.
ويؤكد الضبعان أن مخاطر هذه الظاهرة تتجاوز مسألة ضعف الفهم الآني، لتعبث بالهدف الذي التحق الطالب من أجله بالمؤسسة التعليمية، والمتمثل في التعلم الحقيقي وبناء قاعدة معرفية راسخة.
ويشرح أن المعلومات التي تُحشر في الذاكرة خلال ساعات محدودة سرعان ما تتلاشى، فلا تُبقي معرفة ولا تصنع مهارة، ما يترك الطالب عاجزًا عن استدعاء ما تعلمه عند الحاجة الفعلية.
ويربط الضبعان بين هذا النمط الدراسي ونتائج سلبية في اختبارات القدرات والتحصيلي، حيث تتطلب هذه الاختبارات فهمًا عميقًا وتراكمًا معرفيًا لا توفره المذاكرة المؤجلة.
ويمتد الأثر السلبي بحسب رؤيته إلى فرص القبول الجامعي والوظيفي لاحقًا، إذ يجد الطالب نفسه غير مؤهل للمنافسة، رغم نجاحه الظاهري في بعض المقررات.
ويلخص الضبعان هذه المفارقة بأن الطالب قد يحقق انتصارًا مؤقتًا في اختبار واحد، لكنه يخسر المعركة الكبرى المرتبطة بمستقبله الأكاديمي والمهني.
ويرى الكاتب أن العلاج الحقيقي لهذه الظاهرة يبدأ من الطالب نفسه، عبر الوعي بخطورتها، وإعادة النظر في علاقته بالوقت وبعملية التعلم بشكل عام.
ويشدد على أهمية تنظيم الوقت وتوزيع المذاكرة على امتداد الفصل الدراسي، مؤكدًا أن العلم بطبيعته تراكمي، وكلما منحه الطالب جهده ووقته أعطاه ثماره، كما يدعو إلى تقليل المشاغل الجانبية، وبناء عادات دراسية سليمة منذ سن مبكرة، لتجنب الوقوع في دائرة الندم بعد فوات الأوان.
ولا يعفي الضبعان المؤسسات التعليمية من مسؤوليتها، مشيرًا إلى دورها المحوري في التوعية، وعدم الاكتفاء بالروتين التقليدي في التعليم والتقييم.
ويؤكد أن المتابعة المستمرة، والاختبارات القصيرة، والسؤال المتدرج عما دُرس، أدوات فعالة للحد من هذه الظاهرة، وتحفيز الطلبة على المذاكرة المنتظمة.
ويعتبر أن تكامل دور الطالب والمؤسسة التعليمية هو الطريق الأنجع لعلاج هذا المرض التعليمي، وتحقيق أهداف التعليم الحقيقية بعيدًا عن الحلول المؤقتة.
ويختتم الضبعان طرحه برسالة تجمع بين الدعاء والتحذير، متمنيًا الشفاء لكل من يعاني من مرض المذاكرة ليلة الاختبار، حتى لا يكون ذلك سببًا في تدمير مستقبله العلمي والمهني.