تتجه الأنظار إلى تصريحات حارس مرمى المنتخب الأردني يزيد أبو ليلى التي جاءت عقب مواجهة نصف نهائي كأس العرب أمام المنتخب السعودي، حيث لم تكن كلماته عابرة بقدر ما عكست حالة ذهنية عالية وثقة متنامية داخل معسكر النشامى قبل النهائي المنتظر.
إقرأ ايضاً:مانشستر يونايتد يحسم الجدل بقرار حاسم .. ملف فرنانديز يشعل سوق الانتقالات!الوطني للأرصاد يحسم الجدل حول ما جرى في الرياض .. أرقام لافتة ورسالة تحذير للجميع
وقد اختار أبو ليلى أن يفتح نافذة على ما جرى قبل انطلاق المباراة، مشيرًا إلى موقف لافت استوقف لاعبي الأردن وأثار تساؤلاتهم، وهو ما منحه دافعًا إضافيًا للتركيز داخل المستطيل الأخضر وتقديم أداء استثنائي.
ويرى المتابعون أن حديث الحارس الأردني حمل رسالة واضحة تتجاوز إطار المباراة، إذ دعا إلى التحلي بالتواضع داخل الملاعب، معتبرًا أن القيم الرياضية تسبق أي نتيجة أو اسم مهما كان بريقه الإعلامي.
وأكد أبو ليلى أن بعض التصرفات التي سبقت صافرة البداية لم تكن متوقعة، وقد انعكست على أجواء اللقاء نفسيًا، إلا أن المنتخب الأردني تعامل معها بهدوء وحوّلها إلى طاقة إيجابية داخل أرضية الملعب.
وبالفعل استعاد الحارس الأردني نماذج مضيئة من الكرة السعودية، مستشهدًا بأسماء صنعت تاريخها بالاحترام قبل الألقاب، في إشارة تعكس تقديره للمدرسة الكروية السعودية العريقة.
وفي سياق متصل أشاد أبو ليلى بالعمل الفني الذي سبق المواجهة، موضحًا أن الجهاز الفني للأردن خاض سباقًا مع الزمن لتحليل أداء المنافس، وهو ما تطلب مجهودًا استثنائيًا من الجميع.
وأضاف أن ساعات النوم كانت محدودة للغاية، حيث انصب التركيز على شرح التفاصيل الدقيقة للاعبين، مع تسليط الضوء على نقاط القوة والضعف لدى المنتخب السعودي من أجل حسن التعامل معها.
ويعكس هذا الحديث حجم التحضير الذهني والتكتيكي الذي ميّز مشوار النشامى في البطولة، وهو ما يؤكد أن الوصول إلى النهائي لم يكن وليد الصدفة بل نتاج عمل تراكمي منظم.
ومن جانبه أبدى أبو ليلى فخره بالفوز بجائزة رجل المباراة للمرة الثانية، معتبرًا أن هذا التتويج يحمل قيمة خاصة لحارس المرمى الذي يعيش دائمًا تحت ضغط الخطأ الواحد.
وأشار إلى أن مركز الحراسة يتطلب تركيزًا مضاعفًا طوال اللقاء، لأن أي هفوة قد تغيّر مسار المباراة بالكامل، وهو ما يجعل مثل هذه الجوائز حافزًا معنويًا كبيرًا للاستمرار في العطاء.
ويرى الحارس الأردني أن الجوائز الفردية لا تنفصل عن الأداء الجماعي، مؤكدًا أن تألقه ما كان ليتحقق لولا الانضباط الدفاعي وروح القتال التي أظهرها زملاؤه طوال المباراة.
وبالانتقال إلى أجواء ما بعد التأهل تحدث أبو ليلى عن مشاعر خاصة تجاه ملعب لوسيل، معتبرًا أنه بات يحمل رمزية مختلفة داخل نفوس لاعبي المنتخب الأردني.
وأوضح أن الفريق قرر زيارة الملعب قبل النهائي بدافع الإحساس الداخلي بأنهم سيعودون إليه في المحطة الختامية، وهو ما يعكس ثقة كبيرة وإيمانًا بقدرتهم على تجاوز كل التحديات.
وقد تحقق هذا الشعور بالفعل مع صافرة نهاية نصف النهائي، ليجد النشامى أنفسهم على موعد مع كتابة فصل جديد في تاريخ مشاركاتهم العربية.
ويأتي هذا الإنجاز في ظل تطور ملحوظ للكرة الأردنية على مستوى التنظيم والنتائج، ما يعزز حضورها في البطولات الإقليمية ويمنح لاعبيها مساحة أوسع للثقة والطموح.
كما تعكس تصريحات أبو ليلى شخصية قيادية داخل الملعب وخارجه، حيث يجمع بين الصراحة والانضباط، وهو ما تحتاجه المنتخبات في المواعيد الكبرى.
ويرى محللون أن هذه الرسائل العلنية تحمل بعدًا نفسيًا مهمًا قبل النهائي، إذ تؤكد أن المنتخب الأردني يدخل اللقاء بثبات ذهني واحترام للمنافس دون رهبة.
وفي الختام يبدو أن أبو ليلى لم يكن مجرد حارس تصدى للكرات، بل كان صوتًا معبرًا عن فلسفة فريق كامل، يسعى لصناعة إنجاز عربي بروح جماعية وإيمان لا يتزعزع.