المركز الوطني للأرصاد.
الوطني للأرصاد يحسم الجدل حول ما جرى في الرياض .. أرقام لافتة ورسالة تحذير للجميع
كتب بواسطة: حكيم خالد |

شهدت مدينة الرياض حالة مطرية لافتة مساء أمس أعادت إلى الواجهة النقاش حول طبيعة الهطولات الموسمية في العاصمة، وقد جاءت هذه الحالة ضمن نمط مناخي معروف تشهده المنطقة خلال فترات انتقالية، ما استدعى توضيحًا رسميًا يضع المشهد في سياقه العلمي الدقيق.
إقرأ ايضاً:الهلال أمام اختبار صعب في الميركاتو .. قرار حاسم قد يغيّر شكل الهجوم بالكاملمانشستر يونايتد يحسم الجدل بقرار حاسم .. ملف فرنانديز يشعل سوق الانتقالات!

وأوضح المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد حسين القحطاني أن الأمطار التي هطلت على الرياض كانت في مجملها أمطارًا ديمية، وقد تخللتها هطولات متوسطة إلى غزيرة على بعض الأحياء، الأمر الذي يفسر التفاوت الملحوظ في المشاهد الميدانية بين موقع وآخر داخل المدينة.

وأضاف القحطاني أن الفترة المسائية شهدت تساقطًا لحبات البرد في أجزاء محدودة، وهي ظاهرة معتادة عند توافر ظروف جوية معينة، وقد جاءت مصاحبة لتيارات هوائية صاعدة أسهمت في تعزيز شدة الهطول لفترات قصيرة دون أن تتحول إلى حالة استثنائية عامة.

وسجلت محطات المركز الوطني للأرصاد أعلى كمية هطول داخل العاصمة عند مستوى اثني عشر ملم، وهو رقم يعكس نشاطًا مطريًا متوسطًا مقارنة بالمعدلات الموسمية، ويؤكد في الوقت ذاته أن الحالة لم تصل إلى مستويات الخطر التي تستدعي القلق الواسع بين السكان.

وعلى مستوى منطقة الرياض الأوسع، بلغت أعلى قراءة أربعًا وعشرين ملم في محمية الملك خالد، وهو ما يشير إلى أن بعض المواقع المفتوحة سجلت كميات أكبر بفعل طبيعتها الجغرافية، وقد لعبت التضاريس دورًا واضحًا في تعزيز تجمع السحب الممطرة.

وبالفعل، لفت القحطاني إلى أن التباين في كميات الأمطار أمر متوقع علميًا، حيث تختلف شدة الهطول بحسب حركة السحب وسرعة الرياح، إضافة إلى تأثير المباني والكثافة العمرانية في توجيه مسارات المياه داخل المدن الكبرى.

وفي خضم هذه الأجواء، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تزعم غرق مواقع متعددة في الرياض، ما أثار تساؤلات واسعة لدى المتابعين، ودفع الجهات المختصة إلى التدخل لتصحيح الصورة ومنع تضخيم المشهد بعيدًا عن الواقع.

وأكد المتحدث الرسمي أن عددًا من تلك المقاطع غير صحيحة ولا تعكس حقيقة الحالة المطرية، مشددًا على أن بعضها يعود لأحداث سابقة أو مواقع خارج نطاق العاصمة، وقد جرى تداولها دون تحقق في توقيت حساس.

ويرى مختصون أن سرعة انتشار المحتوى المرئي قد تسهم أحيانًا في خلق انطباعات مضللة، خصوصًا عند غياب المعلومات الرسمية، ما يبرز أهمية الدور التوعوي الذي تقوم به الجهات الحكومية في توضيح الحقائق للرأي العام.

وأشار القحطاني إلى أن المركز الوطني للأرصاد يعتمد على شبكة محطات رصد دقيقة تغطي مختلف المناطق، وتوفر بيانات آنية تسهم في تقييم الحالات الجوية بشكل علمي، بعيدًا عن التقديرات الفردية أو المشاهد الجزئية غير المكتملة.

وتأتي هذه التوضيحات ضمن جهود مستمرة لتعزيز ثقافة الوعي المناخي، حيث تسعى الجهات المختصة إلى رفع مستوى الفهم العام لطبيعة الطقس في المملكة، بما ينسجم مع خطط التطوير الحضري والاستدامة البيئية.

وقد أسهمت مشاريع البنية التحتية الحديثة في تقليل آثار تجمعات المياه داخل المدن، خاصة في الرياض، التي شهدت خلال الأعوام الأخيرة تحسينات ملحوظة في شبكات تصريف السيول ضمن مستهدفات جودة الحياة.

ويرتبط هذا التوجه بما تحمله رؤية المملكة عشرين ثلاثين من أهداف لتعزيز جاهزية المدن السعودية لمواجهة التغيرات المناخية، عبر التخطيط العمراني الذكي والاستثمار في أنظمة الرصد والإنذار المبكر.

وأكد القحطاني أهمية اعتماد المواطنين والمقيمين على المصادر الرسمية الموثوقة عند متابعة الأخبار الجوية، محذرًا من الانسياق خلف محتوى غير دقيق قد يسبب القلق أو يربك حركة الحياة اليومية دون مبرر حقيقي.

وتعمل منصة إكس وغيرها من القنوات الرقمية كمساحة تفاعلية لنقل المعلومة، إلا أن مسؤولية التحقق تبقى عنصرًا أساسيًا لضمان سلامة الخطاب العام، خصوصًا في القضايا المرتبطة بالسلامة العامة والطقس.

ويشير خبراء إلى أن الأمطار الديمية غالبًا ما تكون مفيدة للتربة والغطاء النباتي، وتعد مؤشرًا إيجابيًا لدعم التوازن البيئي، ما دام تأثيرها ضمن الحدود الطبيعية المتوقعة للموسم.

ومع استمرار التقلبات الجوية خلال هذه الفترة من العام، يواصل المركز الوطني للأرصاد إصدار تحديثاته الدورية، واضعًا السلامة في مقدمة أولوياته، ومؤكدًا أن المتابعة المستمرة هي السبيل الأمثل للتعامل مع أي مستجدات.

وفي المحصلة، تعكس هذه الحالة المطرية أهمية التكامل بين الرصد العلمي والتواصل الإعلامي المسؤول، لضمان وصول المعلومة الدقيقة في وقتها، وبناء ثقة مستدامة بين الجهات المختصة والمجتمع.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار