ابتكر الزوجان السعوديان فارس الشمري وفوزية القحطاني نظامًا متطورًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقليص وقت انتظار المرضى في المستشفيات بشكل غير مسبوق، مما يشكل نقلة نوعية في منظومة الرعاية الصحية بالمملكة.
إقرأ ايضاً:الجوازات توضح سر تأشيرات الخروج والعودة .. هكذا تُحسب مدتهاالمرور تكشف عن خدمة جديدة في أبشر .. خطوة واحدة تكشف لك كل أسرار مركبتك!
وأوضحا أن هذا النظام الذكي يختصر رحلة التشخيص من ساعتين إلى ثلاث دقائق فقط، وهو ما يعكس التقدم السريع في دمج التقنية بالقطاع الصحي تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تدعم التحول الرقمي في مختلف المجالات.
ويأتي هذا الابتكار في وقت تشهد فيه المملكة طفرة في تبني التقنيات الحديثة داخل مؤسساتها الصحية، حيث تسعى وزارة الصحة إلى تسريع الخدمات وتحسين تجربة المريض من خلال حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
ويقوم النظام الذي طوره الزوجان على استخدام كبسولة ذكية مبتكرة تجمع البيانات الحيوية للمريض بدقة عالية، دون الحاجة لتدخل مباشر من الكادر الطبي في عملية القياس أو التحليل الأولي.
وقد أوضحا أن هذه الكبسولة تعمل على رصد العلامات الحيوية مثل ضغط الدم ونبض القلب ودرجة الحرارة ومستوى الأكسجين، ثم ترسل البيانات فورًا إلى المنصة الإلكترونية ليتم تحليلها بواسطة خوارزميات ذكية متقدمة.
ويرى الخبراء أن هذا الاختراع يشكل خطوة كبيرة نحو التحول الرقمي في القطاع الصحي، خصوصًا في المستشفيات التي تعاني من ضغط أعداد المرضى وازدحام غرف الانتظار لساعات طويلة.
وبحسب تصريحات الزوجين عبر قناة الإخبارية، فإن الهدف من هذا المشروع هو تسخير التقنية لخدمة الإنسان وتحسين جودة الخدمات الطبية بما يتماشى مع التطور العالمي في المجال الصحي.
وأشار فارس الشمري إلى أن الفكرة انطلقت من تجربة واقعية مع معاناة المرضى في الانتظار، حيث لاحظ أن كثيرًا من الوقت يُهدر قبل بدء الفحص الطبي الفعلي داخل المستشفيات.
وقد أكد أن النظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي في قراءة البيانات الحيوية وتحليلها بدقة، مع تقديم مؤشرات أولية تساعد الطبيب على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة في التشخيص.
وبدورها أوضحت فوزية القحطاني أن الابتكار لا يهدف فقط إلى تقليل الوقت، بل إلى تقليل الأخطاء البشرية الناتجة عن الإرهاق أو الزحام داخل أقسام الطوارئ والعيادات العامة.
ويتميز النظام بإمكانية ربطه مع أنظمة المستشفيات الإلكترونية المعتمدة، بما في ذلك الملف الصحي الموحد للمريض، ما يسهل عملية تبادل المعلومات بين الأقسام والطواقم الطبية.
كما يمكن للكبسولة الذكية أن تعمل بشكل متنقل في المراكز الصحية الصغيرة أو داخل سيارات الإسعاف، ما يتيح الاستفادة منها في حالات الطوارئ والمناطق النائية.
ويرى مختصون في التقنية أن مثل هذه الابتكارات تعكس روح الابتكار المتزايدة بين الشباب السعودي الذين يسهمون في تحويل الأفكار إلى حلول عملية تخدم المجتمع وتدعم الاقتصاد المعرفي.
وبالفعل، أشاد متابعون عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالفكرة ووصفوها بأنها إنجاز وطني يستحق الدعم، نظرًا لما تحمله من فوائد عملية للمرضى والمستشفيات على حد سواء.
ومن المتوقع أن يلقى هذا الابتكار اهتمامًا من الجهات الصحية الرسمية والمستثمرين في قطاع التقنية الطبية لتبني المشروع وتطويره على نطاق أوسع.
ويشير محللون إلى أن دمج مثل هذه الأنظمة في القطاع الصحي سيسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل النفقات، خاصة في المرافق الطبية ذات الطاقة الاستيعابية العالية.
وتخطط فوزية القحطاني وفارس الشمري لتوسيع نطاق استخدام الابتكار مستقبلًا ليشمل تخصصات أخرى مثل الطب الوقائي ومتابعة الأمراض المزمنة عن بُعد.
ويؤكد الزوجان أن هذا الإنجاز ليس سوى بداية لطموحات أكبر في مجال توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان، معربين عن أملهما في أن يكون المشروع نواة لمبادرات وطنية مماثلة تدعم رؤية 2030.