كشف المستشار التحكيمي محمد فودة عن تطور جديد في ملف التحكيم المرتبط ببطولة كأس العالم المقبلة، حيث أعاد هذا التصريح فتح النقاش حول معايير الاختيار الدولية، وقد جاء الطرح في توقيت حساس مع اقتراب المراحل النهائية من عملية الفرز، ما منح القضية أبعادا أوسع داخل الوسط الرياضي السعودي.
إقرأ ايضاً:السعودية تعتمد نظام الرقابة المالية الجديد وفق جريدة أم القرى"نادي الاتحاد" يعلن حالة الطوارئ.. خطة "كونسيساو" السرية لمعالجة الخطأ الكارثي قبل استئناف دوري روشن!
وأشار فودة إلى أن مسار الترشيحات يشهد تغييرات مستمرة خلف الكواليس، ويرى متابعون أن هذه التحركات تعكس حجم المنافسة بين الطواقم التحكيمية، وقد بات واضحا أن الطريق إلى المونديال لا يعتمد فقط على الخبرة، بل على تقييمات دقيقة تمتد لسنوات من العمل والاختبارات.
وأوضح فودة أن بعض الأسماء خرجت رسميا من دائرة الترشيح، وقد شكل ذلك صدمة لدى جماهير التحكيم المحلي، وبالفعل فإن هذا الخروج يعكس صرامة المعايير التي يفرضها الاتحاد الدولي، والتي لا تترك مجالا للاجتهاد أو المجاملة في مثل هذه البطولات الكبرى.
وتأتي هذه التطورات في ظل استعدادات مبكرة لنسخة كأس العالم التي تقام في يونيو 2026، وهي النسخة التي ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه، وقد زاد هذا التوسع من حدة المنافسة بين الحكام الباحثين عن فرصة الظهور في الحدث الأهم عالميا.
وتشهد البطولة المقبلة مشاركة 48 منتخبا للمرة الأولى، ما يعني زيادة عدد المباريات والطواقم المطلوبة، ويرى مختصون أن هذا التوسع يفتح باب الأمل لعدد أكبر من الحكام، لكنه في الوقت ذاته يرفع سقف المتطلبات الفنية والبدنية بشكل غير مسبوق.
وقال فودة إن اجتماع الثالث والعشرين من فبراير يمثل محطة مفصلية، وقد يحمل قرارات صعبة ستغير شكل القائمة الحالية، وبالفعل فإن هذا الاجتماع يحظى بترقب واسع داخل الأوساط التحكيمية، كونه سيحدد من يواصل الحلم ومن يتوقف عند هذا الحد.
وأشار إلى أن طاقمين تحكيميين من المشاركين حاليا في بطولة كأس العرب باتا مهددين بالخروج، وقد أعاد هذا التصريح تسليط الضوء على أهمية البطولات الإقليمية كمنصات تقييم حقيقية، وليست مجرد محطات تنافسية عابرة كما يعتقد البعض.
ويرى فودة أن الأداء في البطولات القارية والإقليمية أصبح معيارا حاسما، وقد أدى ذلك إلى تضييق هامش الخطأ إلى أدنى مستوياته، حيث إن أي قرار تحكيمي مثير للجدل قد ينعكس مباشرة على فرص الاستمرار في سباق المونديال.
وتعكس هذه الصورة حجم الضغط الذي يواجهه الحكام السعوديون، وقد أصبحوا مطالبين بمجاراة أفضل المدارس التحكيمية العالمية، في ظل دعم مؤسسي متزايد يهدف إلى رفع كفاءة الكوادر الوطنية وتمكينها من الحضور في المحافل الدولية الكبرى.
وبالفعل فإن ملف التحكيم يحظى باهتمام متزايد ضمن المنظومة الرياضية السعودية، ويرتبط ذلك بتوجهات شاملة نحو الاحتراف والتطوير، حيث يتم الاستثمار في التدريب والتقنية، بما ينسجم مع الطموحات العامة للرياضة في المملكة خلال المرحلة المقبلة.
وتكتسب هذه الجهود بعدا إضافيا مع استضافة المملكة لبطولات كبرى، وقد بات من الضروري وجود حكام محليين قادرين على إدارة مباريات عالية المستوى، وهو ما يجعل المنافسة على تمثيل السعودية في كأس العالم مسألة ذات رمزية خاصة.
وأكد فودة أن القائمة النهائية للحكام لن تعلن إلا بعد استكمال جميع مراحل التقييم، وقد شدد على أن عنصر المفاجأة حاضر دائما في مثل هذه الملفات، حيث إن القرارات النهائية قد تخالف التوقعات المبنية على الأسماء المتداولة إعلاميا.
ويرى مراقبون أن الشفافية في الطرح الإعلامي أسهمت في توضيح الصورة أمام الشارع الرياضي، وقد لعبت البرامج التلفزيونية دورا مهما في نقل الكواليس، ما عزز من وعي الجماهير بتعقيدات المشهد التحكيمي بعيدا عن الأحكام السطحية.
وتأتي تصريحات فودة لتؤكد أن الوصول إلى كأس العالم لا يعد إنجازا فرديا فقط، بل هو نتاج منظومة متكاملة، وقد أظهرت التجارب السابقة أن الاستمرارية في القمة تتطلب دعما فنيا ونفسيا لا يقل أهمية عن اللياقة البدنية.
وبالفعل فإن المرحلة الحالية تعد اختبارا حقيقيا للحكام المرشحين، حيث تتقاطع الطموحات الشخصية مع متطلبات الاتحادات الدولية، ويرى مختصون أن القدرة على التكيف مع الضغوط هي العامل الفاصل في مثل هذه المراحل الحاسمة.
ويحمل مونديال 2026 خصوصية استثنائية بإقامته في ثلاث دول هي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وقد أضاف هذا التنوع الجغرافي تحديات تنظيمية جديدة، ما يجعل اختيار الحكام مسألة دقيقة تتطلب جاهزية عالية على مختلف المستويات.
وأشار فودة إلى أن العمل لا يزال مستمرا خلف الأبواب المغلقة، وقد تتضح الصورة تدريجيا خلال الأشهر المقبلة، وبالفعل فإن حالة الترقب ستظل مسيطرة حتى إعلان القائمة النهائية التي ستحدد أسماء من يمثلون التحكيم في الحدث الأهم عالميا.
وتبقى هذه التطورات محل متابعة دقيقة من الوسط الرياضي السعودي، وقد تعكس نتائجها ملامح المرحلة القادمة للتحكيم المحلي، في ظل طموحات كبيرة بحضور مشرّف يواكب النجاحات التي حققتها الرياضة السعودية على أكثر من صعيد.