يواصل العلماء كشف الستار عن الدور الحيوي الذي تلعبه الزيوت النباتية في دعم الجهاز المناعي ومواجهة أخطر الأمراض، حيث تبرز دراسة حديثة أجرتها جامعة هونغ كونغ أهمية اختيار نوعية الزيوت الغذائية وتأثيرها المباشر على قدرة الجسم في مقاومة السرطان، فقد أظهرت نتائج الأبحاث أن حمض الأوليك الموجود بكثافة في زيت الزيتون يفعل آلية استجابة قوية لدى خلايا المناعة التائية من نوع دلتا غاما، ويعزز كفاءتها في التصدي للأورام، ما يجعل التغذية الصحيحة إحدى الركائز الرئيسية لنجاح العلاج والوقاية من المرض في مراحل مبكرة، ويمثل هذا الاكتشاف دفعة علمية كبيرة تقود لتطوير استراتيجيات علاج أكثر فعالية ترتكز على النوعية الغذائية ودمجها بالأدوية المناعية.
إقرأ ايضاً:"الهيئة السعودية للمراجعين والمحاسبين" تفجرها.. إحالة عشرات المخالفين إلى النيابة.. والعقوبة تصل لمليوني ريال"نادي النصر" في ورطة.. الكشف عن الطرف الثالث الذي يهدد صفقة القرن في دوري روشن!
زيت الزيتون... تعزيز المناعة في مواجهة السرطان
توصل فريق متخصص إلى أن تناول زيت الزيتون يرفع من النشاط البيولوجي لخلايا "دلتا غاما التائية" التي تُعرف بكونها خط الدفاع الأول في الجسم ضد الأورام والخلايا الغريبة، حيث لاحظ الباحثون أن هذه الخلايا تصبح أكثر قدرة على مقاومة التحول السرطاني عندما تحظى بغذاء غني بحمض الأوليك، وتستقر وحدة إنتاج الطاقة داخلها وتزداد فعاليتها في التخلص من الخلايا المصابة، وأكدت النتائج أن الاعتماد على الزيتون ومشتقاته يمكن أن يصنع فارقًا حقيقيًا في مكافحة الأمراض المزمنة.
تأثير الزيوت الأخرى... الجانب المظلم في النظام الغذائي
في المقابل، كشفت الدراسة عن خطورة الإفراط في استهلاك زيت النخيل أو الدهون المشبعة المنتشرة في اللحوم ومنتجات الألبان الصناعية، إذ يؤدي حمض البالمتيك إلى تراجع قدرة الخلايا المناعية، ويفقدها القدرة على إنتاج الطاقة بصورة مستقرة، وتتعرض للتدمير الذاتي الالتهابي الذي يجعل البيئة المناعية أكثر قابلية لانتشار الأورام، ويشير الخبراء إلى ضرورة تقليل استهلاك هذه الزيوت المشبعة حفاظًا على قوة الجهاز المناعي وسلامة الجسم على المدى الطويل.
الغذاء كدواء... آفاق علاجية جديدة لمرضى السرطان
وفقًا لتصريحات رئيس فريق البحث، فإن النتائج العلمية تفتح الطريق أمام تدخلات علاجية متطورة تعتمد على الدمج بين نظام غذائي محدد والأدوية المناعية المبتكرة، فمن خلال التركيز على أطعمة غنية بحمض الأوليك كالأفوكادو والمكسرات والزيتون، يستطيع المرضى تعزيز الاستجابة المناعية وتحسين فرص العلاج، بينما يشدد الخبراء على أهمية الابتعاد عن الأغذية المصنعة والدهون الحيوانية لتحقيق أعلى استفادة صحية.
تحذيرات علمية... أهمية الاعتدال في استخدام الزيوت
على الرغم من النتائج الواعدة، ينبه العلماء إلى أن الإفراط في تناول زيت الزيتون أو المكملات الغذائية دون رقابة طبية قد يؤدي إلى نتائج غير محسوبة، فالدراسة تظل في نطاق التجارب المخبرية ولم تتم تجربتها على البشر بشكل كامل، إلا أنها تؤكد مرة أخرى على أن التغذية السليمة تظل العامل الرئيسي في الوقاية وتعزيز المناعة، وتدعم تطوير أدوية جديدة تستهدف الخلايا المناعية بشكل مباشر لمكافحة السرطان بفعالية أكبر.