أعلن الباحث في الطقس والمناخ عبدالعزيز الحصيني أن يوم الثلاثاء سيكون أول أيام منزلة "السماك"، وهي ثاني منازل الوسم في التقويم المناخي، وتستمر 13 يومًا، موضحًا أنها النجم الخامس من نجوم الخريف وآخر النجوم الشامية، إذ تمثل هذه المرحلة الانتقالية بين اعتدال الأجواء وبرودة الليالي، ما يجعلها علامة بارزة على تغير الفصول في المملكة العربية السعودية.
إقرأ ايضاً:حساب المواطن يحسم الجدل .. شرط غير متوقع لتسجيل المتزوجة من غير سعوديصعود غامض في الأسواق.. الدولار يكسر حاجز الصمت أمام الين
تغيرات جوية وصحية
وأوضح الحصيني أن فترة السماك تتسم بانتشار أمراض الحساسية ونزلات البرد بأنواعها بسبب تزايد التقلبات الجوية بين الليل والنهار، حيث تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض تدريجيًا، ويقل الإحساس بالعطش نتيجة انخفاض الرطوبة وتراجع الحاجة إلى شرب الماء، كما يشهد طول الليل زيادة ملحوظة على حساب النهار، وهي ظاهرة موسمية تتكرر سنويًا وتشير إلى قرب حلول الشتاء في مناطق المملكة.
موسم الزراعة والخصوبة
وأشار الباحث إلى أن منزلة السماك تعد من أفضل فترات الزراعة في السنة، حيث يوصي خلالها بزراعة البقوليات والخضروات والورقيات، إلى جانب البدء في زراعة القمح والشعير في وسط المملكة، كما تعتبر مناسبة لتسميد الأشجار وتحرير التربة استعدادًا لفصل الشتاء، ويعتمد المزارعون السعوديون منذ القدم على هذه العلامات الفلكية لتحديد مواسم الزراعة وتوقيت الحراثة والري.
تراث عربي ومأثور شعبي
واستشهد الحصيني بقول العرب قديمًا: "إذا طلع السماك ذهبت العكاك واستقامت الأضاح وقلّ على الماء اللّكاك"، وهو مثل شعبي يعكس ملاحظاتهم الدقيقة للتغيرات المناخية في هذه المرحلة، إذ كانت تلك الأقوال بمثابة تقويم طبيعي يعتمد عليه الناس لمعرفة الأحوال الجوية ومواعيد المواسم الزراعية والتنقلات الرعوية في الصحراء.
هجرة الطيور وإشارات الطبيعة
وبيّن الباحث أن منزلة السماك تتزامن أيضًا مع بدء هجرة طائر الكرك المعروف بـ"الأصلع"، حيث تبدأ أسرابه بالتحرك نحو المناطق الدافئة، مشيرًا إلى أن نهاية هذه المنزلة تُعد بداية موسم هيجان الإبل في مناطق البادية، مما يجعل السماك مرحلة تحمل تفاعلات بيئية واجتماعية وثقافية تميزها عن باقي منازل السنة، وتربط بين الإنسان والطبيعة في مشهد موسمي متجدد يعكس خصوصية المناخ في المملكة.