افتتح وزير الصحة الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، اليوم، النسخة الثامنة من ملتقى الصحة العالمي 2025 في مدينة الرياض بمركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بملهم، تحت شعار "استثمر في الصحة" وبرعاية وزارة الصحة، في حدث يجمع صُنّاع القرار والمبتكرين والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
إقرأ ايضاً:الضمان الاجتماعي يطلق تحذيراً عاجلاً .. هذه الأسباب قد تمنعك من الاستفادة من الدعمالداخلية تكشف عن نتائج القبول النهائي .. هذه المفاجأة بانتظار المتقدمين

وأشار الوزير في كلمته إلى الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة -حفظها الله- لقطاع الصحة، بما يسهم في تحقيق مستهدفات برنامج التحول الصحي ضمن رؤية المملكة 2030، مؤكدًا أن هذا الدعم شكل حجر الزاوية في تطوير منظومة صحية متكاملة.

وأوضح أن المملكة تمكنت من مواجهة تحديات صحية متصاعدة، تشمل الأمراض المزمنة وتضخم تكاليف الرعاية الصحية ونقص الكوادر، من خلال استراتيجيات مبتكرة انعكست في نتائج نوعية على مستوى الصحة العامة.

وأكد الجلاجل أن معدل الوفيات الناتجة عن الأمراض المزمنة انخفض بنسبة 40%، فيما تراجعت وفيات الحوادث المرورية بأكثر من 60%، مع ارتفاع متوسط العمر المتوقع للمواطنين إلى 79 عامًا، ما يعكس تحسين جودة الحياة وفاعلية منظومة الرعاية الصحية.

وأشار إلى أن هذه الإنجازات جاءت نتيجة تكامل الجهود الحكومية وتطبيق سياسات صحية دقيقة، إضافة إلى تعزيز البحث العلمي والتجارب السريرية التي ساهمت في تعزيز التشخيص المبكر وتحسين مخرجات الرعاية الصحية.

كما استعرض أبرز المبادرات الصحية التي تحولت إلى إنجازات ملموسة، مثل توطين إنتاج الأنسولين، وإطلاق مشروع التوأم الرقمي، وبرامج الفحص المبكر، ونموذج الرعاية الصحية السعودي، وصولًا إلى الجيل الثاني من مراكز تأكد.

وأوضح الوزير أن الملتقى يشكل منصة هامة لتبادل الخبرات والابتكارات الطبية، وإطلاق مبادرات جديدة تستهدف تحسين مستوى الخدمات الصحية وتعزيز قدرة القطاع على مواجهة تحديات المستقبل.

وأشار الجلاجل إلى إطلاق تجربة الطبيب الافتراضي المدعوم بالذكاء الاصطناعي (AI Physician)، التي تهدف إلى تقديم تشخيص دقيق للأمراض، وتسهيل الوصول إلى الرعاية الصحية المتقدمة لجميع المستفيدين في المملكة.

كما أعلن عن مشروع توطين صناعة اللقاحات بالتعاون مع شركات عالمية رائدة، ما يسهم في تعزيز الاكتفاء الذاتي وزيادة الاستثمارات في القطاع الصحي ضمن رؤية المملكة 2030.

وأفصح عن إطلاق "المدرب الصحي الذكي" بالشراكة مع Google عبر تطبيق "صحتي"، ليكون مرشدًا صحيًا شخصيًا لكل مستفيد، موفرًا نصائح مخصصة وتحليلات دقيقة لدعم الصحة العامة وتحسين جودة الحياة.

وأكد الجلاجل أن الملتقى سيشهد توقيع اتفاقيات واستثمارات ضخمة تتجاوز قيمتها 124 مليار ريال سعودي، ما يعكس التزام المملكة بدعم الابتكار الصحي وتعزيز البنية التحتية للرعاية الطبية.

وشدد على أن مثل هذه المبادرات تفتح آفاقًا جديدة للشركات المحلية والدولية للاستثمار في القطاع الصحي، وتعزز موقع المملكة كمركز عالمي للابتكار في الرعاية الصحية.

وأشار إلى أن الملتقى يتيح فرصة لمناقشة التحديات الصحية العالمية والإقليمية، ومراجعة أفضل الممارسات في مجالات التشخيص المبكر، والرعاية الوقائية، والتقنيات الحديثة في القطاع الطبي.

وأكد أن التحول الصحي في المملكة لا يقتصر على تقديم الخدمات العلاجية فقط، بل يشمل بناء نظام صحي مستدام يدعم البحث العلمي والتدريب الطبي وتطوير الكوادر البشرية.

وأشار إلى أن الإنجازات الصحية السابقة تمثل أساسًا قويًا لإطلاق المبادرات المستقبلية، بما يسهم في رفع مستوى الرعاية الصحية وتحسين مؤشرات الصحة العامة في المملكة.

وأوضح أن الملتقى يعد منصة لتوحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص، وتشجيع التعاون الدولي لتطوير الحلول المبتكرة التي تواكب التطورات العالمية في الطب والتقنيات الصحية.

وأكد الوزير أن الرؤية الاستراتيجية للقطاع الصحي تهدف إلى توفير خدمات طبية متقدمة ومستدامة، وتعزيز جودة الحياة لجميع المواطنين والمقيمين في المملكة.

وشدد على أن نجاح ملتقى الصحة العالمي يعكس التزام المملكة بدعم الصحة العامة وتحقيق نقلة نوعية في جودة الخدمات الصحية، بما يسهم في بناء مجتمع صحي أكثر إنتاجية واستدامة.