أثار النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد فريق النصر السعودي جدلًا واسعًا بتصريحات جديدة أعاد فيها الحديث عن المقارنة الدائمة بينه وبين الأرجنتيني ليونيل ميسي، مؤكدًا أنه لا يرى الأخير أفضل منه في أي جانب من جوانب اللعبة.
إقرأ ايضاً:مواجهة العاصفة في الدوحة.. هل ينجو الأهلي من اختبار السد الصعب؟"أسواق الذهب" تهتزّ عالميًا.. تراجع مفاجئ يقرّب الأسعار من أدنى مستوياتها في أسبوعين!

وقد جاءت تصريحات رونالدو في مقابلة مصوّرة مع الإعلامي الشهير بيرس مورجان، وهو الحوار الذي طالما ارتبط بمفاجآت مثيرة منذ اللقاء السابق بينهما حين هاجم اللاعب إدارة نادي مانشستر يونايتد بشكل صريح.

وقال رونالدو في المقطع الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن المقارنة مع ميسي أصبحت مستهلكة، مشيرًا إلى أنه لا يسعى لإظهار التواضع في هذا الملف لأنه ببساطة يرى نفسه في مكانة مختلفة عن الجميع.

ويرى الكثيرون أن تصريحات رونالدو الأخيرة تعبّر عن ثقة مطلقة بالنفس، لكنها في الوقت ذاته تعيد إشعال الجدل بين الجماهير المنقسمة منذ أكثر من عقدين بين عشاق "الدون" وأنصار "البرغوث".

وأضاف النجم البرتغالي أنه لا يشعر بأي انزعاج من تصريحات النجم الإنجليزي واين روني الذي رجّح كفة ميسي في تصريحات سابقة، معتبرًا أن لكل شخص حرية رأيه وأن الأرقام هي من تتحدث في النهاية.

وقد وصف متابعون هذه التصريحات بأنها الأجرأ منذ انتقاله إلى نادي النصر السعودي، حيث يحاول رونالدو أن يثبت أنه ما زال في القمة رغم تقدمه في العمر واختلاف طبيعة المنافسة في الدوريات الآسيوية.

وبالفعل أثارت كلماته موجة من التفاعل عبر المنصات الرقمية، حيث تصدّر اسمه قوائم البحث بعد دقائق قليلة من نشر المقطع، واشتعلت النقاشات بين الجماهير حول من يستحق لقب الأفضل في التاريخ.

ويُعد هذا الجدل جزءًا من إرث طويل رافق اللاعبين منذ بداية مسيرتيهما، إذ تحوّل الصراع بين رونالدو وميسي إلى ظاهرة عالمية تجاوزت حدود المستطيل الأخضر لتصبح حديث الإعلام والمشجعين على حد سواء.

ويرى محللون أن تصريحات رونالدو لا يمكن فصلها عن رغبته في إثبات مكانته بعد أن وجد نفسه خارج الدوريات الأوروبية الكبرى، خاصة في ظل الانتقادات التي واجهها منذ انتقاله إلى السعودية.

وقد ربط بعض المراقبين بين هذه التصريحات ومساعيه لتأكيد أن الدوري السعودي أصبح وجهة جاذبة للنجوم الكبار، وأن وجوده هناك لا يقلل من قيمته بل يضيف بعدًا جديدًا لمسيرته الكروية.

وأشار آخرون إلى أن رونالدو يستخدم تصريحاته الذكية كوسيلة لتسليط الضوء على تجربة النصر في مشروع التطوير الرياضي ضمن رؤية المملكة 2030 التي تسعى لتحويل السعودية إلى مركز عالمي في الرياضة.

ومن جهة أخرى، يرى متابعون أن ميسي تجنّب الرد على هذه التصريحات كما اعتاد دائمًا، مفضّلًا التركيز على تجربته الجديدة في الدوري الأمريكي مع إنتر ميامي بعيدًا عن أجواء الجدل الإعلامي.

وقد انعكست المنافسة بين النجمين أيضًا على الجانب التسويقي، إذ تُعد علامتاهما التجاريتان من الأقوى عالميًا، الأمر الذي يجعل أي تصريح يصدر عنهما كفيلًا بإحداث تأثير اقتصادي وإعلامي واسع.

وتشير التقارير إلى أن كليهما ما زال يحتفظ بلياقة عالية رغم تجاوزهما سن الخامسة والثلاثين، ما يمنح الجماهير أملًا في استمرار المنافسة الرمزية بينهما حتى بعد اعتزالهما رسميًا.

ويرى جمهور النصر أن تصريحات قائدهم تمثل ثقة مشروعة في النفس، خصوصًا بعد الأداء المذهل الذي يقدمه في الملاعب السعودية منذ انضمامه للفريق مطلع العام الماضي.

وقد اعتبر بعض النقاد أن رونالدو أراد من خلال هذه المقابلة توجيه رسالة إلى منتقديه في أوروبا، مفادها أن المكان لا يصنع النجم بل الإرادة والعمل هما من يخلدان الأسماء في ذاكرة التاريخ.

وفي المقابل رأى آخرون أن نبرة رونالدو تعكس شعورًا دفينًا بالرغبة في إثبات الذات مجددًا، خاصة مع اقتراب نهاية مسيرته التي لطالما وُصفت بأنها الأسطورية بكل المقاييس.

ومهما اختلفت التفسيرات حول دوافعه، تبقى تصريحات رونالدو الجديدة فصلًا إضافيًا في قصة التنافس الأبدي بينه وبين ميسي، وهي حكاية يبدو أنها لن تنتهي إلا بعد أن يطوي كلاهما آخر صفحة في مشواره الكروي.