تفقد وزير النقل والخدمات اللوجستية ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني المهندس صالح بن ناصر الجاسر، سير الأعمال في مشروع مطار الملك عبدالله الدولي الجديد بجازان، في جولة ميدانية عكست اهتمام الوزارة بالمشاريع الحيوية التي تدعم قطاع الطيران المدني في المملكة.
إقرأ ايضاً:إنجاز جديد يرسخ الصدارة… “الداخلية” تكتب فصلًا رقميًا في تاريخ التحديث الحكوميالتأمينات الاجتماعية تفاجئ المشتركين بقرار جديد .. هذه الفئة تُستثنى من الخدمة نهائيًا

ورافق الوزير خلال جولته الرئيس التنفيذي لتجمع مطارات الثاني المهندس علي بن محمد مسرحي وعدد من القيادات والمسؤولين، حيث وقف الجميع على تفاصيل المشروع وما تم إنجازه من مراحل العمل خلال الفترة الماضية.

واطلع الجاسر على المرافق الإنشائية داخل المطار واستمع إلى شرح موسع حول نسب الإنجاز في كل مرحلة، إلى جانب الخطط التنفيذية لاستكمال الأعمال المتبقية بما يضمن الالتزام بالمعايير الفنية والجدول الزمني المحدد.

ويعد مشروع مطار الملك عبدالله الدولي الجديد بجازان أحد أبرز المشاريع الإستراتيجية في منظومة النقل الجوي، إذ يأتي في إطار جهود المملكة لتطوير البنية التحتية وتوسيع الطاقة الاستيعابية للمطارات تماشياً مع أهداف رؤية السعودية 2030.

وأكد الجاسر خلال جولته أهمية إنجاز المشروع وفق أعلى المواصفات التشغيلية، مشيداً بالجهود التي يبذلها العاملون في المشروع وما تحقق من تقدم ملحوظ في التنفيذ رغم التحديات اللوجستية المرتبطة بحجم المشروع وموقعه الحيوي.

وأشار إلى أن المطار الجديد يمثل نقلة نوعية في خدمات النقل الجوي بالمنطقة الجنوبية، لما سيوفره من قدرات تشغيلية متقدمة وتجربة سفر مريحة للمسافرين، بما يعزز مكانة جازان كواجهة اقتصادية وسياحية مهمة.

وقد ثمن الوزير الدعم اللامحدود الذي تحظى به مشاريع النقل من القيادة الرشيدة، مؤكداً أن هذا الدعم يعكس حرص القيادة على الارتقاء بجودة الحياة وتعزيز ربط مناطق المملكة بشبكة نقل متكاملة وآمنة.

ويأتي المشروع امتداداً لرؤية سمو ولي العهد في تطوير الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، والتي تهدف إلى جعل المملكة مركزاً عالمياً للنقل الجوي والخدمات اللوجستية في المنطقة.

وبحسب المعلومات الصادرة عن هيئة الطيران المدني، بلغت نسبة إنجاز مشروع المطار 87.61% حتى الآن، فيما وصلت نسبة تنفيذ الصالة الرئيسية إلى 87.87%، ما يعكس قرب اكتمال المراحل النهائية من العمل.

كما بلغت نسبة إنجاز أعمال الأسفلت والتخطيط والإنارة في الجانب الجوي نحو 91%، في حين تجاوزت نسبة مواقف الطائرات 98%، وهي مؤشرات تؤكد التزام الفرق العاملة بتحقيق أهداف المشروع في الوقت المحدد.

ويتضمن المشروع صالة سفر داخلية وخارجية بمساحة تصل إلى 57 ألف متر مربع، صممت لتلبية احتياجات النمو المستقبلي في حركة المسافرين من وإلى منطقة جازان.

وسيوفر المطار الجديد أكثر من 2000 موقف للسيارات مقسمة بين المواقف العامة والخاصة، ما يسهم في تنظيم حركة النقل داخل المطار ويوفر سهولة في الوصول إلى الصالات والمرافق الخدمية.

ويضم المشروع برج مراقبة حديثاً ومبنى للأرصاد الجوية ومركزاً متكاملاً للبيانات، إضافة إلى محطة للطاقة ومحطة للتبريد ومحطة للمياه لضمان التشغيل المستدام لكافة مرافق المطار.

كما تشمل الأعمال إنشاء محطة للإطفاء والإنقاذ ومبنى للإدارة ومجموعة من المرافق الخدمية التي تضمن تكامل البنية التشغيلية مع أعلى معايير الأمن والسلامة.

ويعكس تصميم المطار الطابع المعماري الحديث المستوحى من هوية المنطقة وثقافتها المحلية، مع الحرص على توظيف التقنيات الذكية التي تسهم في تسهيل تجربة المسافر وتسريع الإجراءات.

ويرى مراقبون أن هذا المشروع سيحدث تحولاً جذرياً في حركة الطيران بجازان، وسيسهم في جذب الاستثمارات والسياحة الداخلية، ما يعزز الدور الاقتصادي المتنامي للمنطقة.

وبالفعل، يُنتظر أن يسهم المطار عند اكتماله في استيعاب أكثر من 5.4 ملايين مسافر سنوياً، ما يجعله واحداً من أكبر المشاريع الداعمة لقطاع الطيران في المملكة.

ويأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من المبادرات التي أطلقتها وزارة النقل والخدمات اللوجستية لتطوير منظومة النقل الجوي، ودعم التنمية الشاملة بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في بناء اقتصاد متنوع ومستدام.