أطلقت وزارة التعليم مرحلة جديدة من التحول الرقمي في منظومة القبول الجامعي، عبر منصة «قبول» التي دخلت مرحلتها الثانية لتتيح فرصًا موسعة أمام خريجي الثانوية العامة في جميع مناطق المملكة، ضمن تجربة موحدة ومتكاملة تعكس التوجه الوطني نحو التعليم الذكي.
إقرأ ايضاً:مساند تحسم الجدل بشأن رسوم الاستقدام .. قرار غير متوقع يفاجئ آلاف المستخدمينمشروع مطار جازان الجديد يقترب من لحظة الحسم .. تصريحات الوزير تثير الترقب
وأكد المدير التنفيذي لمنصة قبول عمر معوض أن المرحلة الثانية تمثل خطوة استراتيجية تهدف إلى توحيد إجراءات القبول في الجهات التعليمية، بما يسهم في تسهيل رحلة الطالب منذ التقديم وحتى الالتحاق بالبرنامج الأكاديمي المناسب، مع ضمان العدالة وتكافؤ الفرص بين جميع المتقدمين.
وأوضح أن المنصة تعمل على تمكين الطلاب من استكشاف الخيارات الأكاديمية المتاحة أمامهم بطريقة رقمية متقدمة، إذ يمكنهم مقارنة البرامج والتخصصات بسهولة، واختيار ما يتوافق مع ميولهم وقدراتهم المهنية.
وأشار إلى أن النسخة المطورة من المنصة تقدم للطلاب والطالبات أدوات تفاعلية تساعدهم على اتخاذ قرارات واعية، مستندة إلى بيانات دقيقة توفرها الجهات التعليمية المشاركة، مما يعزز مستوى الشفافية في عمليات القبول.
وبين أن هذه المرحلة تأتي استمرارًا للجهود التي تبذلها وزارة التعليم في تحسين الخدمات الإلكترونية، من خلال تطوير بيئة رقمية متكاملة تربط مختلف الجامعات والمؤسسات التعليمية في واجهة واحدة تسهّل الوصول وتقلل من الإجراءات التقليدية.
وقد جاءت منصة قبول كأحد ثمار التحول التقني الذي تتبناه الوزارة ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، والتي تسعى إلى بناء منظومة تعليمية مرنة تواكب التطورات العالمية في التعليم الرقمي والإدارة الذكية.
ويرى خبراء التعليم أن هذه الخطوة تمثل تحولًا نوعيًا في آلية القبول، إذ تنهي التشتت السابق بين المنصات المتعددة وتضع الطالب أمام نظام موحد يعكس العدالة والكفاءة في توزيع المقاعد الدراسية.
كما تهدف المرحلة الثانية إلى تحقيق نموذج وطني في التكامل المؤسسي، يجمع تحت مظلته مختلف الجهات التعليمية من جامعات وهيئات تدريبية وكليات تطبيقية، ضمن منظومة واحدة تسهم في رفع كفاءة القبول.
ويؤكد عمر معوض أن المنصة لا تقتصر على عملية التسجيل فحسب، بل تمتد لتكون أداة تخطيط متكاملة تساعد الطلاب على بناء مسارهم الأكاديمي منذ وقت مبكر، بما يضمن توافق التخصصات مع متطلبات سوق العمل المستقبلية.
وقد أضاف أن تطوير المنصة شمل تحسين واجهة الاستخدام وتسهيل التنقل بين الصفحات، مع دعم فني مستمر لضمان تجربة سلسة لجميع المستخدمين خلال فترة التقديم.
ومن المقرر أن تسهم المنصة في رفع مستوى رضا المستفيدين من الخدمات التعليمية، من خلال تقليل الأخطاء في إدخال البيانات وتسريع معالجة الطلبات بفضل التكامل التقني بين الأنظمة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه المملكة توسعًا في برامج الابتعاث والتدريب، ما يجعل من توحيد القبول ضرورة استراتيجية لضمان استثمار أمثل في الموارد التعليمية والبشرية.
وقد لاقت المرحلة الأولى من المنصة تفاعلًا واسعًا من قبل الطلاب وأولياء الأمور، حيث أسهمت في تقليص زمن التقديم واختصار مراحل المراجعة الورقية بشكل كبير.
وفي المرحلة الثانية، تعمل المنصة على إضافة مزايا جديدة تشمل خدمة المقارنة بين الجامعات وبرامجها الأكاديمية، إلى جانب تقديم توصيات مخصصة لكل طالب بناءً على اهتماماته ومعدله الدراسي.
وتهدف وزارة التعليم من خلال هذا التطوير إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية في مؤسسات التعليم العالي، وربطها بقاعدة بيانات وطنية موحدة تدعم اتخاذ القرار وتعزز الشفافية.
ويرى المراقبون أن مثل هذه الخطوات تعكس توجه الوزارة نحو بناء منظومة تعليمية ذكية تركز على الطالب كعنصر محوري في العملية التعليمية، وليس مجرد متلقٍ للمعرفة.
وقد دعا المدير التنفيذي لمنصة قبول جميع الطلاب إلى الاستفادة من الأدوات الجديدة المتاحة في المنصة، والتخطيط المبكر لمسارهم الأكاديمي قبل فتح باب القبول في العام الجديد.
وتواصل وزارة التعليم جهودها لتطوير تجربة القبول الجامعي بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030، التي تسعى إلى بناء جيل مؤهل وقادر على المساهمة الفاعلة في التنمية الوطنية.