شهدت أسواق الذهب في المملكة العربية السعودية حالة من الاستقرار الملحوظ خلال تعاملات اليوم، في ظل ترقب المستثمرين والمتعاملين المحليين لأي تحركات جديدة في أسعار المعدن النفيس عالميًا، الذي يُعد أحد أهم أدوات الادخار الآمنة.
إقرأ ايضاً:وزارة الإعلام بالمملكة تطلق أولى جلسات "حديث إمباك" ImpaQ Talk ضمن فعاليات مؤتمر الحج 2025حساب المواطن يكشف عن أداة سرّية لحساب دعمك .. كيف تحدد الحاسبة التقديرية المبلغ الذي تحصل عليه؟
وسجل الجرام من عيار 21، وهو العيار الأكثر تداولًا وإقبالًا في السوق السعودي، نحو 422.17 ريال، أي ما يعادل تقريبًا 112.58 دولار، محافظًا بذلك على مستوياته السعرية الأخيرة دون تغير يذكر.
أما الجرام من عيار 24، وهو الأعلى نقاءً بين الأعيرة المتداولة، فقد بلغ سعره 482.47 ريال، ليواصل الثبات الذي يطبع تعاملات الأيام الماضية وسط توازن واضح بين العرض والطلب المحلي.
في حين سجل الجرام من عيار 22 نحو 442.27 ريال، ليعكس بدوره حالة الاستقرار السائدة في مجمل تعاملات سوق الذهب السعودي خلال الفترة الراهنة.
أما الجرام من عيار 18، فقد استقر عند مستوى 361.86 ريال، وهو العيار الذي يشهد إقبالًا ملحوظًا من فئة الشباب والمقبلين على الزواج نظرًا لتكلفته الأقل مقارنة بالأعيرة الأعلى.
وسجل الجرام من عيار 14 نحو 281.44 ريال، وهو من الأعيرة التي تلقى اهتمامًا محدودًا نسبيًا في السوق المحلي، وغالبًا ما يُستخدم في بعض المصوغات الخفيفة والزخارف البسيطة.
ويأتي هذا الاستقرار بعد فترة من التذبذب التي شهدتها الأسواق العالمية، حيث تأثرت أسعار الذهب بتحركات الدولار الأمريكي وتوقعات الأسواق حول قرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة.
ويرى محللون أن استقرار الأسعار في المملكة يعكس مزيجًا من العوامل الداخلية والخارجية، أبرزها تراجع الطلب العالمي على الذهب مؤقتًا مع ارتفاع عوائد السندات الأمريكية.
كما يشير خبراء الاقتصاد إلى أن السوق السعودي يتأثر بالأسعار العالمية للمعدن الأصفر، لكنه يحتفظ بخصوصية محلية ترتبط بمواسم الشراء مثل الأعراس والمناسبات الاجتماعية.
ويؤكد تجار الذهب في المملكة أن حركة الشراء اليومية تسير بوتيرة هادئة، مع ميل المواطنين إلى التريث في الشراء ترقبًا لأي انخفاض محتمل في الأسعار.
ومن المتوقع أن تشهد الأسعار تحركًا محدودًا خلال الأيام المقبلة ما لم تظهر مستجدات قوية في الأسواق العالمية، خاصة فيما يتعلق ببيانات التضخم الأمريكية أو أسعار الفائدة.
ويشير بعض المحللين إلى أن المعدن الأصفر يظل ملاذًا آمنًا في فترات التقلبات الاقتصادية، ما يجعله خيارًا مفضلًا للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار بعيدًا عن المخاطر العالية.
وتشير تقارير اقتصادية إلى أن توجه المملكة نحو تعزيز الاستثمارات في المعادن الثمينة يأتي ضمن رؤية 2030 التي تسعى لتنويع الاقتصاد وتطوير قطاع التعدين.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية الذهب ليس فقط كمعدن ثمين بل كعنصر داعم للاستقرار المالي ومؤشر على ثقة المستهلكين في الاقتصاد المحلي.
ويؤكد خبراء السوق أن الطلب المحلي على الذهب في السعودية يتمتع بمرونة كبيرة، حيث يتفاعل بسرعة مع أي تغييرات في الأسعار العالمية.
كما أن سياسات المملكة الاقتصادية الرشيدة تسهم في استقرار الأسواق وتحد من تقلبات الأسعار بما يضمن بيئة استثمارية أكثر توازنًا.
ويُتوقع أن تبقى مستويات الأسعار الحالية مقبولة للمستهلكين، خاصة مع استقرار الأوضاع الاقتصادية وغياب الضغوط التضخمية القوية في السوق المحلي.
ويُرجح أن يظل الذهب في دائرة الاهتمام خلال الفترة المقبلة، مع سعي المستثمرين إلى تحقيق توازن بين العائد والمخاطرة في ظل حالة عدم اليقين العالمي.