يواصل المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها وقاء تنفيذ برنامج المسح الوبائي النشط للأمراض الحيوانية في مختلف مناطق المملكة، في خطوة تعكس التزام المملكة بمراقبة الوضع الصحي للثروة الحيوانية وضمان استدامتها.
إقرأ ايضاً:الأهلي يتحرك بسرية تامة .. خطوة مرتقبة مع وكيل كيسيه تثير تساؤلات الجماهير!الوطني للأرصاد يفاجئ المتابعين بتحديث عاجل .. موجة جديدة تضرب هذه المناطق دفعة واحدة!
ويستهدف هذا المسح الميداني الإبل والماشية والخيل بوصفها الركائز الأساسية للقطاع الحيواني في المملكة، ويهدف إلى الكشف المبكر عن الأمراض الوبائية ومتابعة انتشارها بما يضمن استجابة سريعة لأي مخاطر صحية محتملة.
وأوضح المركز أن هذا المسح يعد إحدى الأدوات العلمية الرئيسة لرصد الحالة الصحية للثروة الحيوانية، وتقييم المخاطر المتعلقة بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، والتي تمثل تحديًا متناميًا في الصحة العامة عالميًا.
وأشار إلى أن النتائج الميدانية الناتجة عن عمليات الرصد تسهم في توجيه السياسات الوقائية الوطنية، ورفع مستوى الجاهزية لمواجهة الأوبئة الحيوانية المحتملة، بما يدعم خطط الأمن الغذائي واستدامة الإنتاج الحيواني في المملكة.
ويأتي هذا البرنامج ضمن الجهود المستمرة لتعزيز الوقاية من الأمراض الحيوانية، وقياس مستوى التقدم في أعمال المكافحة والسيطرة عليها، من خلال بيانات دقيقة ومحدثة يتم اعتمادها في تقارير وطنية ودولية.
ويسهم المسح كذلك في تحديد نسب انتشار الأمراض ذات الخطورة الوبائية، مما يساعد في تصميم برامج التحصين المستقبلية وتطوير الخطط الاستراتيجية لمكافحة الأوبئة الحيوانية على أسس علمية رصينة.
وأكد المركز أن البيانات الناتجة من هذا العمل تمثل موردًا أساسيًا للجهات الصحية المعنية بصحة الإنسان، خصوصًا في ما يتعلق بالأمراض الحيوانية المنشأ التي تشكل تحديًا مشتركًا بين الصحة البشرية والحيوانية.
وأوضح أن مبدأ الصحة الواحدة الذي يجمع بين الصحة الحيوانية والبشرية والبيئية يشكل محورًا رئيسًا في إستراتيجية المركز، انطلاقًا من إيمانه بأهمية التكامل بين القطاعات لتحقيق حماية فعالة للصحة العامة.
ويغطي المسح الوبائي عددًا واسعًا من الأمراض الحيوانية، تشمل ستة أمراض مشتركة بين الإنسان والحيوان، وسبعة أمراض تصيب الأبقار، وتسعة أمراض تصيب الأغنام، إضافة إلى خمسة أمراض تصيب الإبل، وخمسة أخرى تصيب الخيل.
ويعكس هذا التنوع في نطاق العمل شمولية البرنامج ودقته في تتبع أبرز التحديات الصحية التي تواجه الثروة الحيوانية في المملكة، وفق آليات علمية معتمدة دوليًا.
ومن خلال خطة تنفيذ دقيقة، تمكن المركز من فحص أكثر من تسعين ألف عينة حيوانية جُمعت من مختلف مناطق المملكة، بما يضمن شمولية التغطية الجغرافية وتنوع العينات وفقًا للكثافة الحيوانية ومناطق الخطورة.
وأكد المركز أن هذه العمليات الميدانية تعتمد على كوادر بيطرية مدربة، حيث شارك أكثر من خمسمئة ممارس بيطري من مختلف التخصصات في عمليات التقصي وجمع العينات والفحص المخبري.
وأوضح أن التدريب المسبق لهذه الكوادر ساهم في رفع كفاءة العمل وضمان جودة النتائج، وهو ما يعزز موثوقية البيانات الإحصائية التي يعتمد عليها في التقارير الصحية الوطنية.
وتُعد نتائج المسح ركيزة أساسية في دعم اتخاذ القرار على المستوى الوطني، إذ يتم الاستناد إليها في وضع خطط التحصين والتدخل السريع لمواجهة أي بؤر وبائية محتملة.
كما تسهم النتائج في إعداد الملفات الصحية الوطنية التي تُعتمد دوليًا، بما يعزز سمعة المملكة في تطبيق أعلى المعايير العلمية في مجال الصحة الحيوانية ومكافحة الأمراض العابرة للحدود.
ويجسد هذا البرنامج مدى التزام المملكة بتعزيز منظومة الوقاية البيطرية، وتطوير الخدمات الميدانية، وحماية الثروة الحيوانية بوصفها مكونًا رئيسًا من مكونات الأمن الغذائي الوطني.
وأكد المركز أن هذه الجهود تأتي انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق التوازن بين الإنتاج الحيواني وصحة الإنسان والبيئة.
واختتم المركز بالتأكيد على استمرار أعمال المسح الوبائي وتوسيع نطاقه في السنوات المقبلة، لضمان حماية الثروة الحيوانية ودعم التنمية الزراعية والغذائية المستدامة في المملكة.