يشير تقرير المركز الوطني للأرصاد إلى استمرار حالة جوية نشطة تؤثر على عدد واسع من مناطق المملكة، ويرى مختصون أن هذا النمط يدخل ضمن تحولات موسمية معتادة تشهدها البلاد مع اقتراب المراحل الانتقالية بين الفصول، ويأتي ذلك وسط تحذيرات متواصلة للسكان ومرتادي الطرق.
إقرأ ايضاً:الاتحاد السعودي لكرة القدم يوقف السباق المحتدم .. خطوة غير متوقعة تربك خطط كبار الدوري!الأهلي يتحرك بسرية تامة .. خطوة مرتقبة مع وكيل كيسيه تثير تساؤلات الجماهير!
وقد أكد التقرير أن الرياح النشطة المثيرة للأتربة والغبار ستكون حاضرة بقوة في معظم المناطق الوسطى والجنوبية، وبالفعل يتوقع أن تتسبب هذه الرياح في انخفاض مستويات الرؤية الأفقية في بعض الطرق الحيوية، الأمر الذي يستدعي توخي الحيطة أثناء القيادة.
وتشير البيانات الصادرة إلى أن مناطق الرياض والشرقية ونجران ستكون في مرمى أكثر الهبات قوة، ويرى خبراء الأرصاد أن هذا التوزيع في النشاط الريحي يعكس طبيعة التيارات الهوائية الساخنة التي تتحرك عبر شبه الجزيرة خلال هذه الفترة، وهو ما يعزز فرص الاضطرابات السطحية.
وتقول التحديثات إن مناطق جازان وعسير والباحة ستشهد بدورها نشاطاً ملحوظاً في حركة الرياح، وقد يتسبب ذلك في إثارة العوالق الترابية فوق بعض المرتفعات، وبالفعل فإن التأثير قد يمتد ليشمل الطرق السريعة الرابطة بين هذه المناطق.
كما يلفت التقرير إلى أن مكة المكرمة والمدينة المنورة وحائل وتبوك والجوف والحدود الشمالية ليست بمعزل عن الحالة، ويرى المراقبون أن اتساع نطاق المتأثرين يعكس قوة النظام الجوي المسيطر، وهو ما يستدعي متابعة مستمرة للتحديثات الرسمية.
وقد أشار المركز إلى احتمالية تشكل الضباب خلال ساعات الليل والصباح الباكر في أجزاء من الشرقية، وبالفعل فإن هذا الاحتمال يتزايد في ظل تراجع درجات الحرارة ليلاً وتراكم الرطوبة السطحية، مما يجعل الطرق الساحلية أكثر عرضة لانخفاض الرؤية.
ويرى المختصون أن هذا الضباب قد يترافق مع بطء في حركة المرور خاصة في المناطق المفتوحة، وقد يستمر لعدة ساعات قبل أن يتبدد بفعل ارتفاع الحرارة مع شروق الشمس، وهو ما يتطلب انتباهاً إضافياً من السائقين.
وبحسب التقرير فإن البحر الأحمر سيشهد رياحاً سطحية تتراوح سرعتها بين عشرين وأربعين كيلومتراً في الساعة على أجزائه الشمالية والوسطى، وقد يؤدي هذا النمط إلى اضطراب نسبي في حركة الملاحة، خاصة للقوارب الصغيرة.
ويرى خبراء الملاحة أن هذه السرعات قد تكون ضمن الحدود المقبولة، غير أن تغير اتجاه الرياح بين شمالية شرقية وجنوبية شرقية قد يسبب تبايناً في حالة الموج، وقد يدفع ببعض السفن إلى تعديل مساراتها عند الضرورة.
كما أوضح التقرير أن الجزء الجنوبي من البحر الأحمر سيشهد رياحاً جنوبية شرقية إلى جنوبية غربية بسرعة أقل نسبياً، وقد يسهم ذلك في جعل الموج خفيفاً إلى متوسط، وهو ما يمنح متنزهي السواحل الجنوبية فرصة أفضل لممارسة الأنشطة البحرية.
وقد أكد المختصون أن هذه الحالة تأتي متوافقة مع التوقعات الموسمية التي تشير إلى نشاط جوي محدود لكنه مؤثر، ويرى البعض أن مثل هذه الظروف قد تكون مقدمة لتحولات أكبر مع انتقال المملكة التدريجي نحو مواسم أكثر حرارة.
وفي المقابل يتوقع أن يشهد الخليج العربي رياحاً شمالية غربية إلى شمالية بسرعة قد تصل إلى أربعين كيلومتراً في الساعة، وقد ينعكس ذلك على حركة الموانئ في الشرقية بسبب ارتفاع الموج المتراوح بين متر ومترين، مما يستدعي تنسيقاً أكبر بين الجهات المعنية.
ويرى المحللون أن هذه الأجواء قد تؤثر على الأنشطة البحرية الترفيهية، وقد تضطر بعض الشركات إلى تأجيل الرحلات القصيرة، وبالفعل فإن الارتفاع التدريجي للموج يجعل التنقل البحري أكثر حساسية خلال هذه الفترة.
ويشير خبراء الطقس إلى أن مثل هذه التغيرات اليومية تعكس ديناميكية مناخية واسعة ترتبط بالتيارات الكبرى في المنطقة، وقد تساعد هذه التحليلات في فهم أعمق لحركة الكتل الهوائية وتأثيراتها على الحياة اليومية.
وقد أكد المركز أهمية متابعة النشرات الدورية التي يُحدّثها على مدار الساعة، ويرى أن وعي المواطنين والمقيمين هو عنصر رئيسي في الحد من الآثار السلبية للحالات الجوية، خاصة تلك التي تؤثر على النقل البري والبحري.
وبالفعل فإن الجهات المختصة تعمل على تعزيز جاهزيتها لمواجهة أي تطورات مفاجئة، وقد جاءت هذه الجهود متسقة مع توجهات المملكة نحو رفع كفاءة إدارة المخاطر ضمن رؤية عشرين ثلاثين، مما ينعكس على جودة الحياة وسلامة المجتمع.
ويرى مراقبون أن الإجراءات الوقائية التي تتخذها الجهات الحكومية باتت أكثر سرعة واستجابة، وقد أسهم ذلك في تحسين القدرة على التعامل مع الظواهر الجوية المتقلبة، وهو ما يرفع من مستوى الطمأنينة العامة.
وفي ضوء هذه المعطيات يتوقع أن تستمر الحالة الجوية لعدة أيام، وقد تتبدل شدتها من منطقة لأخرى، ويرى خبراء الأرصاد أن المتابعة اللحظية هي السبيل الأفضل للتعامل مع هذه الفترة الانتقالية التي تشهد تقلبات حادة في بعض الأحيان.