دعا مفتي عام المملكة المسلمين إلى أداء صلاة الاستسقاء مستندًا إلى تقليد راسخ في الحياة الدينية السعودية، وقد أعاد التأكيد على مكانة هذه الشعيرة في الوعي الجمعي خصوصًا عندما تتأخر الأمطار وتبرز الحاجة إلى تضرع جماعي يعيد تماسك المجتمع حول قيمه الروحية.
إقرأ ايضاً:"ديدييه ديشان" يطلق قنبلة مدوية.. هذا هو النادي السعودي الكبير الذي قدم له عرضًا رسميًا ضخمًا!منصة إيجار تطلق تحديثًا مثيرًا للجدل .. السبب وراء السماح بخفض الإيجار ومنع زيادته
وقد جاءت دعوة المفتي متزامنة مع توجيه خادم الحرمين الشريفين بإقامة الصلاة في جميع مناطق المملكة، الأمر الذي يعكس اهتمام القيادة السعودية بإحياء السنن النبوية، ويرى مراقبون أن هذا الانسجام بين المؤسسة الدينية والقيادة السياسية يعزز حضور الخطاب الروحي في المجال العام السعودي.
وبالفعل استشهد المفتي بسنة النبي صلى الله عليه وسلم عندما خرج إلى المصلى في المدينة في أوقات الجفاف، حيث ساهم هذا الاستدعاء التاريخي في تذكير المسلمين بأن الظروف المناخية ليست مجرد معطيات طبيعية بل تحمل رسائل تدفع الناس إلى مراجعة علاقتهم بالله.
وقد أشار المفتي إلى أن صلاة الاستسقاء قائمة على التضرع والخشوع، ويرى أنها لحظة تستعيد فيها المجتمعات الإسلامية قيم الارتباط الروحي وتعيد النظر في أنماط حياتها، خصوصًا عندما تتراكم المؤشرات المناخية التي تعلن عن موسم مطري متأخر.
وبالفعل بيّن المفتي أن من السنة أن يكثر الخطيب من الدعاء وسؤال الله الغيث، وقد أوضح أن هذا الإكثار ليس مجرد تلاوة شعائرية بل ممارسة روحية توجه الناس نحو التوبة والتصالح وترك التشاحن الذي قد يحجب الرحمة.
ويرى المتابعون للشأن الديني أن حديث المفتي عن التوبة وكثرة الأعمال الصالحة يعكس إدراكًا بأن تأخر المطر يحمل أبعادًا تربوية، وقد أوضح أن هذا التأخر يفتح المجال أمام مراجعة الذات واستحضار المسؤولية الأخلاقية للمجتمع.
وقد استشهد المفتي بآية من القرآن تحدد علاقة العبد بربه، وبالفعل حمل هذا الاستشهاد رسالة واضحة بأن الله قريب يجيب الدعاء، الأمر الذي يرسخ البعد الإيماني في سياق تتداخل فيه التحديات المناخية مع مشاعر الناس.
وبالفعل تناول المفتي جانب المظهر الخارجي للمصلين مشددًا على الخروج بثياب معتادة، ويرى أن هذا التوجيه يمثل تأكيدًا على مقصد الذل بين يدي الله بعيدًا عن المظاهر التي قد تُفسد روح التواضع المطلوبة لهذه المناسبة.
وقد أوضح المفتي أن الخروج لصلاة الاستسقاء خروج حاجة، وبالفعل ينعكس هذا الوصف على الحالة العامة للمجتمع الذي ينتظر الأمطار بفارغ الصبر، الأمر الذي يكسب هذه الصلاة بعدًا اجتماعيًا وليس دينيًا فقط.
ويرى المهتمون بالشؤون البيئية أن الدعوة إلى صلاة الاستسقاء تزامنت مع مرحلة من الجفاف النسبي، وقد اعتبروا أن الجمع بين العوامل العلمية والروحية يمنح الحدث قيمة مركبة ترتبط بإدارة الموارد الطبيعية والسلوك المجتمعي.
وقد ركز المفتي على ضرورة تخلي الناس عن التشاحن، وبالفعل اعتبر هذا التوجيه جزءًا من تطهير داخلي يجعل القلوب مهيأة لاستقبال الرحمة، مما يعكس الرابط بين القيم الاجتماعية واستجابة الدعاء.
ويرى محللون أن هذا الخطاب ينسجم مع توجهات المملكة نحو ترسيخ الهوية الوطنية ذات الجذر الديني، وقد جاءت الرسالة في وقت تعزز فيه رؤية 2030 قيم الانسجام بين التنمية والهوية الروحية.
وقد عاد المفتي ليؤكد أن لتأخر المطر حكمًا عظيمة، وبالفعل قدم هذا التفسير إطارًا للتفكير في الأزمات المناخية باعتبارها فرصة لمراجعة النفس، الأمر الذي يشكل صدى واسعًا في المجتمع السعودي.
ويرى المراقبون الديناميات الاجتماعية أن كلام المفتي يعكس رغبة في إعادة ضبط السلوكيات الدينية بما يتناسب مع الظروف الراهنة، وقد بدا ذلك واضحًا في دعوته إلى الأعمال الصالحة كجزء من الحل الروحي.
وقد تطرقت دعوته إلى أهمية استشعار المسؤولية الفردية، وبالفعل ركز على أن كل شخص معني بمراجعة ذاته، الأمر الذي يمنح صلاة الاستسقاء معنىً شخصيًا بالإضافة إلى بعدها الجماعي.
ويرى فقهاء أن استدعاء السنن في الأزمات المناخية يعزز حضور الشعائر ضمن منظومة الحياة اليومية، وقد جاءت دعوة المفتي لتعيد إحياء هذا الارتباط بعد فترات من الاستقرار المناخي النسبي.
وقد شدد المفتي على ضرورة الخشوع عند أداء الصلاة، وبالفعل أضفى هذا التوجيه طابعًا روحانيًا يذكّر بأن الأزمات ليست فقط أزمات طبيعية بل محطات إيمانية تتطلب حضور القلب.
ويرى البعض أن حديث المفتي أعاد تسليط الضوء على دور المؤسسة الدينية في تهدئة المخاوف المناخية، وقد ساهم ذلك في بث الطمأنينة لدى المجتمع من خلال ربط الأحداث الطبيعية بالسنن الربانية.
وقد اختتم المفتي دعوته بسؤال الله أن يغيث البلاد والعباد، وبالفعل حمل هذا الختام رسالة رجاء تعكس حاجة المجتمع إلى المطر، وتبرز في الوقت ذاته روح التضرع التي تميّز الخطاب الديني السعودي.
وقد جاءت دعوته الأخيرة بتأكيد على رحمة الله وتجاوزه عن التقصير، الأمر الذي يعيد صياغة العلاقة الروحية بين المجتمع وربه بوصفها علاقة قائمة على الرجاء لا على الخوف، مما يعزز الأثر النفسي لهذه الدعوة العامة.