أثار الفرنسي ديدييه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية بعد كشفه عن تلقيه عرضًا رسميًا من نادٍ سعودي خلال الأشهر الماضية، في تصريحات أدلى بها لبرنامج «تيلي فوت» الفرنسي، ما فتح باب التكهنات حول مستقبله التدريبي بعد نهاية مشواره مع منتخب الديوك.
إقرأ ايضاً:"الجامعة الإسلامية" تفجرها وتطلق ثورة رقمية غير مسبوقة.. هذا هو السر الذي يغير مصير الدراسات العليا!مفتي عام المملكة يفاجئ الجميع بنداء عاجل .. هذه هي الشعيرة التي شدّد على إحيائها فوراً
وأعادت هذه التصريحات الحديث عن الأندية السعودية التي تسعى لاستقطاب أسماء عالمية في مجال التدريب، خصوصًا بعد أن أشارت صحيفة «ليكيب» الفرنسية إلى أن نادي الاتحاد كان وراء العرض المقدم للمدرب المخضرم من أجل قيادة الفريق في الموسم المقبل.
ويأتي هذا الاهتمام بالمدرب الفرنسي في ظل سعي نادي الاتحاد لتثبيت استقراره الفني بعد سلسلة من التغييرات التي شهدها الجهاز الفني في الفترة الأخيرة، حيث يقود الفريق حاليًا البرتغالي سيرجيو كونسيساو الذي جاء بديلًا لمواطنه لوران بلان في مطلع الموسم.
وتشير المصادر إلى أن الإدارة الاتحادية تتابع عن كثب مستقبل ديشان مع المنتخب الفرنسي، تحسبًا لإمكانية فتح المفاوضات مجددًا في حال قرر المدرب خوض تجربة جديدة بعد انتهاء عقده الرسمي.
وفي تصريحاته التلفزيونية أكد ديشان أن العرض الذي تلقاه من أحد الأندية السعودية كان جديًا ويحمل طابعًا رسميًا، لكنه أوضح في الوقت ذاته التزامه الحالي بعقده مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم حتى نهاية كأس العالم 2026.
وقال ديشان إنه بعد انتهاء هذه الفترة سيكون حرًا في تحديد مستقبله التدريبي، مضيفًا أنه لا يستبعد أي خيار مستقبلي سواء في أوروبا أو خارجها، مما جعل الباب مفتوحًا أمام إمكانية انتقاله إلى أحد الأندية السعودية.
ورغم تأكيده أنه لا ينوي تدريب أي منتخب آخر غير منتخب فرنسا، إلا أنه لم يغلق الباب أمام خوض تجربة تدريبية على مستوى الأندية، معتبرًا أن كرة القدم اليوم تشهد تحولات عالمية تجذب كبار المدربين إلى وجهات جديدة.
وأشاد ديشان في حديثه بالتطور اللافت الذي يشهده الدوري السعودي للمحترفين في السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن مستوى المنافسة ارتفع بشكل كبير بفضل استقطاب النجوم العالميين واستثمار الأندية في البنية التحتية.
وأشار المدرب الفرنسي إلى أن الدوري السعودي أصبح بيئة جاذبة للاعبين الكبار الذين يبحثون عن تحديات جديدة خارج القارة الأوروبية، لافتًا إلى أن التنظيم الاحترافي والمشاريع الرياضية في المملكة جعلت التجربة السعودية أكثر إغراءً.
واستدل ديشان على تطور المستوى الفني للدوري بوجود عدد من اللاعبين الذين ما زالوا قادرين على تمثيل منتخباتهم الوطنية رغم احترافهم في السعودية، ومن أبرزهم نغولو كانتي لاعب نادي الاتحاد وأحد ركائز المنتخب الفرنسي.
وأضاف أن استمرار لاعبين مثل كانتي في تقديم أداء مميز يعكس مدى جودة المنافسة في الدوري السعودي، ويؤكد أن البيئة الاحترافية هناك لم تعد تجربة مؤقتة بل أصبحت مسارًا جادًا في مسيرة اللاعبين والمدربين على حد سواء.
ويرى مراقبون أن تصريحات ديشان ليست بعيدة عن الواقع الجديد لكرة القدم السعودية التي أصبحت وجهة مفضلة لأبرز المدربين في العالم، بعد النجاحات التي حققتها الأندية في جذب نجوم عالميين من الصف الأول.
كما تأتي هذه الأنباء في ظل سياسة التوسع التي تتبعها الأندية السعودية ضمن مشروع الاستثمارات الرياضية، الذي يهدف إلى تعزيز حضور الدوري السعودي كمنافس قوي في خارطة كرة القدم العالمية.
ويُعد ديشان من أبرز المدربين الفرنسيين في التاريخ الحديث، إذ قاد منتخب بلاده لتحقيق لقب كأس العالم 2018، ووصافة كأس أوروبا 2016، كما يتميز بقدرته على بناء فرق متماسكة تجمع بين الانضباط والروح القتالية.
ويملك ديشان خبرة تدريبية طويلة بدأت مع نادي موناكو مرورًا بيوفنتوس ومرسيليا، قبل أن يتولى قيادة منتخب فرنسا منذ عام 2012، ما يجعله أحد أكثر المدربين استقرارًا في الساحة الدولية.
ويرى محللون أن انتقال ديشان إلى الدوري السعودي في حال حدوثه سيكون من أكبر الصفقات التدريبية في تاريخ المنطقة، لما يتمتع به من خبرة دولية وكاريزما قادرة على إحداث نقلة نوعية في أي فريق يتولى قيادته.
ومع أن ديشان فضل تأجيل البت في مستقبله إلى ما بعد مونديال 2026، إلا أن حديثه عن «عدم استبعاد أي احتمال» فتح الباب أمام سيناريوهات متعددة قد تشمل تجربة جديدة في الملاعب السعودية.
وتؤكد هذه التطورات أن الدوري السعودي بات اليوم لاعبًا رئيسيًا في سوق المدربين العالميين، وأن طموح الأندية السعودية لا يقتصر على التعاقد مع النجوم داخل الملعب فحسب، بل يمتد إلى استقطاب العقول التي تصنع البطولات خارجه.